أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th November,2001 العدد:10644الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,رمضان 1422

مقـالات

وسميات
اللي.. ماله وجه
راشد الحمدان
والناس ليسوا على وتيرة واحدة، في التصور وحسن الخلق ولو كانوا كذلك.. لما اشتكى مظلوم من ظالم، ولا عاشق من معشوق.. ولا متوتر الأعصاب ممن تسبب في ذلك، وهو الإنسان النزق.. الذي يرمي الكلام على عواهنه من غير تروٍ ولا احتساب..
والذي دعاني إلى طرق هذا الباب.. هو ما يحبل به زماننا الذي نعيشه من تبدل في المقاييس والمفاهيم، وهو ليس بخاف على كثير من أهل الادراك والمعرفة..
الأديب والشاعر المتمكن، يقف في آخر الصفوف.. لأنه أديب وشاعر فعلاً.. فلم يتصنع ولم يعتسف كلمة يقولها ولم يتشدق، فهذَّبه أدبه، وأتاح للمتطفلين أن يسرعوا الخطى للمقدمة في الصفوف حيث لا يملكون إلا الزي.. يعني الزبرقة.. وتنميق بقية المظهر.. ولو نطق أحدهم لقلت ليته سكت شهراً.
الأديب.. إنسان لا يتكلف المظهر ولا يحاول تدليس أو تدنيس المخبر.. الأديب إنسان حرَّكته الحياة ولوعته وأدبته، وجعلت عينيه تنفتحان على رؤى وكوى لايدركها غيره.. لذلك فهو قد شرب كؤوساً ملونة.. هذبت عقله ونمقت فكره.. ومكنته من اصطياد أروع العبارات والأوصاف هؤلاء المزاحمون.. قد يكونون.. أطلوا من نافذة واحدة هي حب الظهوروالبروز ومزاحمة المستحقين من أجل كسب الضوء.. وصدى الخبر.. ولذلك فنحن في مجتمعنا السعودي نكبر مثل هؤلاء ونستقبلهم بابتسامة أعرض «من الفتحة التي تعلو.. عمارة الوليد من أجل عبور الطائرات، كما صنف ذلك بعضهم على بعضهم..»، وهم قد لا يرحبون بذلك زيادة في حفظ الشخصية..
الأديب.. يتوارى عن الأنظار لإحساسه المرهف بأن من حوله لم يدرك قدراته الجميلة الرائعة فهو يبكي نفسه وحظه ونفس المجتمع وحظه.
متى نتخلص من هؤلاء الذين ليس لهم وجوه، كما تقول العامة أو هؤلاء الذين.. مغسولة وجوههم بالمرق..، وهذا مثل آخر مقولة العامة؟!، لن نستطيع ولذلك مات التميز الفكري لدينا.. ومات الأدب.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved