أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th November,2001 العدد:10644الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,رمضان 1422

القرية الالكترونية

400 مليار دولار لإنشاء شبكة الجيل الثالثG3
مليار مستخدم للإنترنت المحمول بحلول عام 2004 م
اليابان تسبق دول العالم بتطبيق تقنية الجيل الثالث في أكتوبر الماضي
* * القرية الالكترونية خالد حامد:
في ضاحية شيبيوا بالعاصمة اليابانية طوكيو تضيء الشوارع انوار النيون وتحولها الى نهار ويتخيل الزائر لهذه المدينة العصرية انه في احدى مدن المستقبل الخارجة من ادب الخيال العلمي حيث تشاهد ناطحات السحاب الملونة واللوحات الاعلانية الضخمة، واينما نظرت تشاهد اشخاصاً معظمهم من المراهقين ارتدوا ملابس زاهية و يتحدثون ويكتبون باستخدام اجهزة هواتف محمولة ذات شاشات بالغة الصغروالوضوح بامكانها عرض حتى الرسوم البيانية البالغة التعقيد. والامر الاكثرأهمية في هذا المشهد هو ان تلك الهواتف تمكن مستخدميها من الارتباط بشبكة الانترنت اثناء تحركهم. هذا المنظر المأخوذ من مدينة شيبيوا اليابانية يعتبراسشرافا للمستقبل لبقية مدن العالم حيث يقول احد العاملين في مجال الاتصالات بشركة يابانية. طبقا لما جاء في مجلة «الايكونوميست» البريطانية. ان الهواتف الجوالة والانترنت سيجعلان كافة الخدمات الجديدة ممكنة وسيؤديان الى خلق سوق جديدة واسعة مع قيام المستهلكين في جميع انحاء العالم بالارتباط بشبكة الانترنت عن طريق هواتفهم النقالة. وتنبأت شركات لابحاث السوق ان عام 2004م سيشهد قفزة كبيرة في عدد مستخدمي الانترنت عن طريق الجوال الذين يبلغ عددهم حاليا حوالي 200 مليون مستخدم و سوف يرتفع الرقم الى مليار شخص. وهذا العدد الكبير هو الذي دفع مشغلي الشبكات المحمولة حول العالم بشكل جماعي لدفع حوالي 100 مليار دولار العام الماضي مقابل الترخيص لتشغيل شبكات الجيل الثالث (3G).
وعلى عكس شبكات الجيل الثاني (2G) فان انظمة الجيل الثالث قد تم تصميمها للتعامل مع البيانات بصورة أسرع ويتوقع لها ان تكون احدى التقنيات الرئيسية التي ستدعم الانترنت المحمول.ويعتبر الانحسار في قطاع التكنولوجيا بوجه خاص والاقتصاد العالمي بوجه عام احد الاسباب الرئيسية التي القت بظلالهاعلى مستقبل شبكات الجيل الثالث. وعلى رأس التكاليف المطلوبة للحصول على الترخيص. ينبغي على المشغلين انفاق حوالي 400 مليار دولار لانشاء شبكات الجيل الثالث3G.
وكانت اليابان السباقة في اطلاق خدمة 3G بين كافة دول العالم حيث تم ذلك اوائل شهر اكتوبر الماضي بتأخير 5 أشهر عن الموعد المحدد. ومن المتوقع ان يتم تطبيق هذه الخدمة في بقية دول العالم بعد مرور شهور او سنوات عن الموعد المحدد لها. ولم يعد المشغلون يتحدثون عن لقطات فيديو في القطار اوالمشاركة في مؤتمرات بواسطة الفيديو وهم داخل سيارة الاجرة ولكن بدأوا يركزون على أهداف اكثر واقعية مثل استخدام اجهزة الجوال لقراءة البريد الالكتروني وتحميل الاخبار والتقارير الجوية. وفي نفس الوقت اطلق العديد من المشغلين ما يطلق عليه شبكات الوسط 2.5G وهي تحديث لشبكات الجيل الثاني 2G تقدم بعض مميزات الجيل الثالث 3G (على وجه الخصوص ميزة الارتباط الدائم بالبيانات always on data connection ) ولكنها ارخص كثيرا من اسعار الجيل الثالث 3G.
وفي واقع الامر يمكن القول ان وسط ركام قطاع التكنولوجيا، هناك تطور هام يحدث الان يؤكد بانه لن يمر وقت طويل قبل ان يتجاوز عدد مستخدمي الانترنت بواسطة الجوال اولئك الاشخاص المرتبطون بالانترنت من خلال اجهزة كمبيوتر شخصية، وتتوقع شركة نوكيا بثقة ان هذا الامر سوف يحدث خلال العام القادم 2002 بينما تتوقع شركة اريكسون ان يحدث هذا الانتقال بحلول عام 2003.
في حين ان اكثرالتوقعات تشاؤما تحدد ان هذا الانتقال سيكون في عام 2005 م. ومن المتوقع ان تكون لاجهزة التليفون المركب Handset من جيل الشبكات الوسط 2,5G السبق في هذا المجال وقبل شبكات الجيل الثالث 3G في تجاوز اجهزة الكمبيوترالشخصي في الدخول على الانترنت من جميع انحاء العالم. ولكن بطريقة او بأخرى ستصبح اجهزة الجوال خلال فترة قريبة هي الوسيلة الاكثر انتشارا للدخول الى عالم النت، والقياس او المقارنة الابرز وضوحا للوضع الحالي يمكن مقارنته بالانتشار الواسع للخطوط الثابتة للانترنت قبل خمس سنوات، فمن نواح عديدة، يمر الانترنت المحمول بنفس المرحلة من التطوير التي مر بها الانترنت عام 1995 م . وهناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من الاخطاء التي ارتكبت في الخطوط الثابتة للانترنت، وتجنب هذه الاخطاء في الانترنت المحمول سيكون عاملا حاسما ان ارادت الشركات العاملة في هذا المجال تحقيق الازدهار، وعلى الرغم من ان الانترنت المحمول يقوم على نفس التقنية المستخدمة في الانترنت ذات الخطوط الثابتة. الا انه يعتبر شيئا مختلفا وسيستخدم بطرق جديدة وغير متوقعة حيث سيكون اعتماده على محتويات وتقنية من الانترنت وسيركز على ارسال واستقبال معلومات ذات صلة. وفي نفس الوقت، فان الانترنت بشكله الحالي سيظل موجودا، وعبارة الانترنت المحمول Mobile Internet هي مشكلة بحد ذاتها وقدتكون شبيهة بعبارة «خدمات البيانات المحمولة». ومن بين الاسماء الاخرى المطروحة الشبكة اللاسلكية wireless web و الخدمات الالكترونية المحمولة mobile eservicesوخدمات الاتصال المحمولة mobile online services. وسيكون من الخطأ معادلةالانترنت المحمول مع الجيل الثالث 3G بافتراض ان مادام الجيل الثالث يواجه بعض الصعوبات، فان الوضع نفسه ينطبق على خدمات الانترنت المحمول ايضا لانه سيكون هناك العديد من اجهزة الوصول للشبكة بما فيها الكمبيوتر المحمول وغيرها من الاجهزة التي لم يحلم بها احد، وسيتم استخدام شبكات واجهزة مختلفة في مواقف مختلفة بواسطة مختلف انواع المستخدمين في مختلف ارجاء العالم.
وعملية دمج الانترنت مع الهواتف المحمولة سيشكل تحديات فنية وثقافية وعملية غير مسبوقة وذلك لوجود اختلافات بين مستخدمي الانترنت ومستخدمي الهاتف المحمول، ويتوقع مستخدمو الانترنت ان تكون الاشياء مجانية وهم على استعداد لقبول درجة معينة من العيوب التقنية. أما مستخدمو المحمول الذين اعتادوا على الدفع فانهم يتوقعون في المقابل مستوى عالياً من الخدمة والاعتمادية، ولكن الاختلافات بين هذين العالمين تقدم ايضا فرصة. فمزودو المحتويات يرون الانترنت المحمول كوسيلة للبدء في المطالبة باجور مقابل سلعهم، كما يرى مشغلو الشبكات اللاسلكية انفسهم كحراس بوابات محتملين للانترنت المحمول وقد يكونون في موقع يمكنهم من الحصول على حصة من مداخيل التجارة على الانترنت الامر الذي فشل فيه مزودو خدمة الانترنت عن طريق الخطوط الثابتة، وترى شركات البرمجيات والعتاد كافةانواع الفرص الجديدة لتقديم منتجات تساهم في دمج شبكات الانترنت والمحمول سويا.
وباختصار، يمثل الانترنت المحمول فرصة لبناء شبكة جديدة وبشكل صحيح هذه المرة بالتعلم من الاخطاء التي اقترفت مع نظام الدوت كوم، وفي الكثير من دول العالم، وليس اليابان فقط، يستخدم الملايين من الاشخاص الهواتف واجهزة محمولة اخرى للاتصال اثناء تحركهم، وفي كافة ارجاء العالم، تم وضع اساسيات التحرك لخدمات اكثر تطورا.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved