أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th November,2001 العدد:10644الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,رمضان 1422

الاخيــرة

الرئة الثالثة
تهنئة .. وقول على قول!
عبدالرحمن السدحان
(1)
* بدءاً،
* تهنئةً من الأعماق :
* لقيادتنا الحكيمة.
* ولشعبنا الآمن الأمين.
* وللأمة الإسلامية العظيمة حيثما أدركتْها سحائبُ الشمس، وتعاقب عليها الليل والنهار..
* تهنئةً لكل أولئك وهؤلاء بحلول شهر رمضان المبارك،
* ودعاءً من الأعماق:
* أن يجعلَ الله هذا الشهر العظيم موسمَ خيرٍ وبركة وأمن وسلام على الجميع.. وللجميع!
* وأن يمنحَ المسلمين من جديد القدرةَ على تأمّل معانيه، وتدبّر قيمه، واستيعاب مقاصده.
* ثم التفّكر في أمرهم، كيف كانوا، وكيف آلوا، وماذا يُراد منهم.. أو لهم، إنْ خيراً أو شراً.
* كما أسأله تعالى.. أن يمنحَهم القدرةَ على تحْكيم العقل والعدل فيما يشْجر بينهم.. وأن يتصدُّوا لأخطائهم بصدقٍ بصير وإلهامٍ حكيم، فلا يخلطُوا الأوراق بين أنفسهم والآخرين.. لينالوا هم البِرَّ، ويحمّلوا غيرَهم الأوزار!
* وأخيراً.. اللّهم اعتقنا في هذا الشهر الكريم.. من خطايانا.. كيْلا نصبحَ بسببها وقوداً للنار!
(2)
* يقولون إن أمتنا الإسلامية تعاني دوماً من كيد (الآخر) لها، ولذلك اخفقت في تحقيق الكثير من أمانيها.
* وتعليقاً على ذلك أقول:
اتحفّظ بعقل على (نظرية المؤامرة) في أغلب قوالبها وطروحاتها، وأرى أن ما أصابَ ويصيبُ الجسدَ الإسلامي إنما هو في معظمه من صُنع أبنائه.. وأحسب أن الأفعالَ المشينة التي تندرجُ تحت مظلّة ما يسمّى ب (التطرف والإرهاب) ولا يصيب معظمُها سوى الأبرياءِ من الناس.. أمورٌ لا علاقةَ لها بالإسلام.. ولا بالجهاد في سبيله، ولا بالإرْثِ الخالد الذي تركه لنا الأسلافُ من أهل العلم والورع الصالح، وأن كثيراً من تلك الأفعال تُوْتىَ لأسباب دنيوية لا دينية، بحثاً عن سلطة أو سطوة أو مال، تتدثَّر بالدِّين.. فيحسبُها البسطاءُ من الناس ديناً!
* *
* نعم.. لا أنكر أنّ هناك أعداءً لديننا الحنيف في أكثر من موقع في الأرض، يتمنّون لنا الموتَ الزؤَام، ويوظفون الأفعال التي يأتيها السفهاء منّا لتلك الغاية.. يتخذونها ذريعة للنيْل من عقيدتنا، ومن هُويتنا، فكيف نُسمّي ما يفعلون (مؤامرةً).. إذا كنّا قد منحنَاهم الحجةَ والوسيلة كيْ يكيدُوا لنا ويزدادُوا كيداً!
* *
* أمّا أنّ الأمة الإسلامية قد فشلت في تحقيق بعض أمانيها، فقولٌ يصعبُ رفضُه أو إنكارُه، وأرى أنّ جزْءاً كبيراً من ذلك القصُور، أو الأزمة، كما يسمّيها البعض، يتعلّق بقصور الوعي العام نحو (المعادلة الإسلامية) في هذا العصر المتلاطم بأمواج الفكر والفتن.. وبدع النفس والجسد! أغلبُ المسلمين لا يعلمون ماذا يريدون، ولا ماذا يُرادُ منهم أو لهم! وبعضُهم يغرق في البحث عن صيغ (توفيقيّة) بين الدِّين والدنيا، كيلا يفرّطَ بأيّ من الاثنين، وقد ينتهي به البحث إلى صيَغٍ (تلفيقية) لا هي إلى الدين ولا هي إلى الدنيا في شيء، والبعض الآخر ضلَّ السبيل، فوقع ضحية الإفراط أو التفريط.. واتبَّعَ منهجاً أحادياً بين جمودٍ يرفض كلًّ جديد.. أو استسلام لكل ما هو جديد، باسم التجديد!!
* وفي تقديري المتواضع، أن خيرَ الأمور أوسطُها، وديننا الحنيف لم يرفض متاعَ الدنيا ولا زينَتها، ما دام ذلك لا يضير بالعقيدة.. ولا يضرّ العبادة، أمّا التطرف في أيّ، من الاتجاهيْن.. فأمرٌ يرفضه الدين الحنيف، وينكره الطبع السليم!
الرياض 29/8/1422ه

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved