أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd November,2001 العدد:10648الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,رمضان 1422

أفاق اسلامية

فضيلة الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكلف للرسالة:
عناية خادم الحرمين ذات أثر كبير
الرئاسة تعمل وفق نظام مستمد من هدي الكتاب والسنة
من سنن الله تلك الخصومة الأزلية بين الحق والباطل، والصراع الدائم بين أولياء الرحمن وجند الشيطان
إعداد أحمد بن محمد الجردان
ثمّن فضيلة الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكلف الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله جهوده المباركة التي بذلها ويبذلها في سبيل دعم وإظهار شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تأتي امتداداً لجهود أسلافه رحمهم الله جميعاً.
وقال فضيلته في حوار لصفحة الرسالة إن مآثره أيده الله لا تخفى على ذي لب فقد قدم لهذه الشعيرة ما جعل هذا الجهاز المبارك يعد سمة بارزة من سمات هذه البلاد الطيبة.
عناية ذات أثر كبير
* لا تخفى الجهود والدعم اللذان يبذلهما خادم الحرمين في سبيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل من كلمة في هذا الصدد؟
منذ توليه حفظه الله مقاليد الحكم وحتى وقتنا الحاضر وهذا الجهاز يحظى ولله الحمد بدعمه المتواصل ورعايته المستمرة حفظه الله ورعاه وكان من آخر ذلك وليس الأخير تبرعه ايده الله بعدد «240» سيارة حديثة وذلك مكرمة خاصة من مقامه الكريم جعل الله ذلك في ميزان حسناته.
كما تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله بتقديم دعم سخي آخر للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تمثل في تبرعه حفظه الله بمبلغ خمسة ملايين ريال للبرامج العلمية والدورات الشرعية التي تقيمها الرئاسة سعياً منها للرفع من خبرات العاملين، وتبرعه رعاه الله بمبلغ مليونين وأربعمائة وخمسين ألف ريال لمخيمات الصيف التوجيهية التي تقيمها الرئاسة خلال موسم الصيف الحالي لتقديم الفائدة للمصطافين.
وإن هذه التبرعات السخية من لدن خادم الحرمين الشريفين أسبغ الله عليه لباس الصحة والعافية جاءت امتداداً لدعمه ومؤازرته لهذه الرئاسة إظهاراً لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقديراً لدور الهيئة وأثرها الرائد في خدمة الدين والمجتمع.
وإنني بهذه المناسبة ليسعدني أن اقدم الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه على كريم عنايته المستمرة ورعايته المتواصلة بهذا الجهاز والذي يعد سمة بارزة من سمات هذه البلاد المباركة والتي سيكون لها بإذن الله وتوفيقه أعظم الأثر في أداء الهيئة لرسالتها السامية على الوجه الذي يرام منها، وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسنات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه .
نظام معتمد
* البعض من الناس يظن أن عمل الهيئة هو اجتهاد شخصي كل يعمل حسب ما يريد فما توجيهكم لصاحب هذا الفهم؟
الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها نظام معتمد من قبل ولاة الأمر، حيث صدر نظام الهيئة بالأمر الملكي الكريم رقم م/ 73 في 26/10/1400ه كما صدرت بعد ذلك لوائحه التنفيذية، فالهيئة تعمل وفق نظام ولوائح مستمدة من هدي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سيرة ذاتية
* فضيلة الرئيس العام نرغب في تزويدنا بسيرتكم الذاتية منذ تخرجكم إلى يومكم الحاضر؟
تخرجت في كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، والتحقت بجهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إدارياً، ثم عملت رئيساً لهيئة السوق بمدينة الرياض، فرئيساً لهيئات الرياض، ثم مشرفاً على فرع الرئاسة العامة بمنطقة الرياض، ثم وكيلاً للرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى صدر التوجيه الكريم بتكليفي بالقيام بعمل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في 3/3/1422ه ولا أزال، أسأل الله للجميع العون والتوفيق والسداد.
* ماهو دور المجتمع للقيام واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما توجيهكم لمن يقصر في هذا الدور العظيم بحجة عدم تحقيق نتائج إيجابية؟
المسلمون كلهم مطالبون بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل على قدر استطاعته لذا قال تعالى في كتابه:«ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون»، وأثنى الله على هذه الأمة لقيامها بهذا الواجب العظيم فقال تعالى:«كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..».
وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته على القيام بهذا الأمر فقال صلى الله عليه وسلم:«من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم.
ولاشك أن المجتمع المسلم إذا قصر بهذا الواجب فإن الخطر عظيم، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحق هو صمام الأمان للمجتمع المسلم، ومن قصر في هذا الواجب بحجة عدم تحقق نتائج فقد أخطأ الصواب، فالواجب عليه أن يتقي الله عز وجل ويعمل بقدر استطاعته، فإن التوفيق والنتائج بيد الله الواحد القهار، فقد قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام:«وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد» لكن المنكرات التي يحتاج إنكارها إلى سلطة فهذه لأهل السلطة المخولين من قبل ولاة الأمر وفقهم الله تعالى.
صفات الآمر الناهي
* فضيلة الرئيس العام إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لابد أن يتحلى بصفات مهمة لكي يقوم بعمله على الوجه الذي يرضي الله عز وجل، فما هي أهم هذه الصفات؟
إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، وكذلك الداعية إلى الله ينبغي عليه أن يلتزم بصفات عديدة لكي يقوم بالواجب المكلف به ومن أهم هذه الصفات:
1 الإخلاص لله جل وعلا كما قال تعالى:«وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة».
2 العلم الشرعي فلا بد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون على درجة لا بأس بها من العلم الشرعي حتى يكون على بصيرة من أمره في كل ما يأمر به وينهي عنه وبين الله فضل أهل العلم على غيرهم فقال:«قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون» وقال عليه الصلاة والسلام:«ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة».
3 الحكمة وهي وضع الشيء في موضعه، فلا بد أن يتحلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالحكمة في أعماله كما قال تعالى:«ادع إلى سبيل ربك بالحكمةوالموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» ومن يقرأ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد أن الحكمة هي أسلوبه صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله كما كان عليه الصلاة والسلام عندما أنكر على الأعرابي الذي بال في مسجده عليه الصلاة والسلام وعندما أنكر على المسيء في صلاته وغير ذلك.
4 الصبر وهو أمر مهم في حياة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، سواء من العاملين في جهاز الحسبة أو من غيرهم، لذا فإن الله سبحانه وتعالى ذكر الصبر في القرآن الكريم، في أكثر من سبعين موضعاً، حاثاً عليه وآمراً به، ومبيناً فضله وأثره في حياة المسلم، قال تعالى:«يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون» وقال لقمان لابنه وهو يعظه«يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور».
* تسعى الرئاسة العامة لرفع مستوى العاملين في الميدان ليقوموا بواجبهم الشرعي خير قيام فما هي جهود الرئاسة العامة المبذولة في هذا الأمر؟
كما قلنا إن من صفات المحتسب التي يجب أن يتحلى بها وأن تتوفر فيه العلم الشرعي، وهذا لاشك لا يتحقق إلا بوجود الدورات الشرعية لتوجيهه للعاملين في الميدان وتقوم الإدارة العامة للتوعية والتوجيه بهذا الأمر، حيث تنفذ الدورات الشرعية في مختلف فروع المملكة يشارك في محاضرات هذه الدورات كبار العلماء من القضاة وأساتذة الجامعات وغيرهم، وقد أقامت الرئاسة أكثر من مائة دورة شرعية من أهمها دورة الحسبة والعلاقات الإنسانية التي تعقد لخريجي الكليات الشرعية وتستمر لمدة أسبوعين نظري وستة أسابيع علمي وهي مخصصة كما قلت للجامعيين.
ونظراً لنجاح هذا البرنامج لهذه الدورة فإن الرئاسة سوف تعمم هذه الدورة على جميع فروع الرئاسة ليشارك فيها أغلب العاملين في الميدان حتى من خريجي الثانوية العامة.
القدوة الصالحة
* فضيلة الرئيس العام وفقكم الله هل من كلمة توجيهية لأبنائكم العاملين في الميدان؟
أوصيهم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن وأن نكون قدوة صالحة في كل أعمالنا وأن نحرص على القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق هدي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الأنظمة المرعية، وأن يتحلوا في عملهم الميداني بالحلم، والأناة والصبر على الأذى وأن يخلصوا العمل لله ويسألوا الله التوفيق لهم ولكل عمل يعملونه وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح العباد والبلاد وخدمة هذا الدين ونصرة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وأن يكون العاملون في الهيئة متعاونين متحابين كما قال تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب».
خبرة الأعوام وتقوى الله
* عملتم أول تعيينكم كاتباً في الشؤون المالية بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم رئيساً لمركز هيئة السوق بالرياض ثم تدرجتم في السلك الوظيفي إلى رئيس هيئة الرياض، ثم المشرف العام على فرع منطقة الرياض ثم وكيلاً لمعالي الرئيس العام ثم رئيساًعاماً مكلفاً.. في ضوء هذا التدرج وهذه المراحل هل يمكن وصف خبرة هذه الأعوام بتوجيهات مختصرة؟
مامن شك أن التدرج في الأعمال والمهام يكسب المرء خبرة وعلماً بأمور العمل والإدارة، وإن كان من توجيهات مختصرة فإن أهم ما يعنى به الموظف هو تصحيح النية وجعلها خالصة لله تعالى فعملي هذا وكل أعمال البشر يجب أن يبتغى بها وجه الله والدار الآخرة لأن الجميع لم يخلق إلا لعبادة الله، ومن أهم ما استفدت من هذه الحياة حاجة الإنسان الدائمة اللجوء إلى خالقه ومولاه في كل حال ، ودوام مراقبته وتقواه قال تعالى«ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله»، وقد جربت وجرب غيري أن من اتقى الله يّسره الله لما يصلح حاله وجعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً وفي مجال العمل لم أجد مثل الصبر والرفق والحلم والأناة دواء لكل معضلة.
تحقيق النتيجة
* يحجم البعض عن إنكار المنكر بحجة عدم ضمان تحقيق نتيجة إيجابية، فهل الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مطالب بذلك وما دافعه الشرعي في الإنكار؟
الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر محكوم بضوابط الشرع ومقاصده، وعلى هذا فالمحتسب قبل الإنكار ينظر فيما يفضي إليه عمله فإن كان الإنكار يجلب مصلحة ويدفع مفسدة، فهو أمر مشروع وإلا فهو محل نظر، وقد يمنع منه الشرع إذا كان يوقع منكراً أعظم، والنتائج أمرها إلى الله تعالى غير أن المحتسب يتوخى ما ينفع الأمة ويجتنب ما يضر ويسأل ربه التوفيق والإعانة.
* ما الفرق بين إبراهيم الغيث المحتسب وإبراهيم الغيث الداعية إلى الله؟ ولماذا؟
من المتقرر عند أهل العلم أن المحتسب والداعية بينهما أوجه شبه واختلاف فالجميع مصلحون يقتفون آثار الأنبياء في الدعوة إلى الخير ودلالة الناس إليه والحرص على هداية الناس وصلاحهم ليربحوا الدنيا والآخر وينفرد المحتسب بسلطة التغيير نيابة عن ولي الأمر وحجز الناس عن الشر ولو بقوة السلطان والجميع حاملهم الشفقة على الأمة وحب الخير لآحادها والحرص على سلامة المجتمع مما يضر بخلاف الداعية فهو يدعو غيره ولا يلزمهم بما دعاهم إليه.
* اللين.. اللين كلمة نسمعها ونرى من يطالب بها على إطلاقها فما مقدار الجرعة التي يمكن أن يستخدمها المحتسب من اللين مع المخالفين ومتى تقل أو تنعدم؟
العبارة المشروعة هي«الرفق» وهي مطلب شرعي وفي الحديث«إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» رواه مسلم والمحتسب ينبغي ألاّ يفارقه الرفق في جميع أحواله حتى مع الإجراءات الحازمة إذا ترجح أن المصلحة في الزجر دفعاً لمفسدة عظمى، وهذا متقرر عند أهل العلم ومراتب تغيير المنكر التي وردت في الحديث النبوي حول هذا المعنى.
* ما التصرف الشرعي للمسلم الغيور جراء تهاون البعض في إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع؟
ينبغي أن يكون المجتمع المسلم عامة متعاوناً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل بحسب طاقته وما أذن له به فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم.
والله عز وجل جعل ذلك من صفات المؤمنين فقال تعالى:« والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة»، فينبغي نصح المقصر في ذلك خاصة فيما لا يشق عليه كأمر أهل بيته ومن تحت يده.
تقدير المجتمع
* كيف ينظر فضيلتكم لمدى تقدير المجتمع لشعيرة الاحتساب وفق الشرائح المختلفة؟
الهيئة ومنسوبوها يلقون من الجميع بحمد الله كل تقدير ويرى الجميع ثمرات أعمالهم في سلامة مجتمعنا من الشرور التي وقعت في المجتمعات الأخرى وظهور خيريته ونقاء مجتمعه، وذاك ثمرة من ثمرات اجتماع القلوب على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعم ورعاية ولاة الأمر لهذا الجهاز وجعل مبادئه من أسس الحكم كما في المادة الثالثة والعشرين من الباب الخامس من نظام الحكم.
* ما فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
ومن ذلك ما يتعلق بدرجات الإنكار ووسائله تبعاً لاختلاف أحوال صاحب المنكر ومن ذلك ما يتعلق بالاستتار أو المجاهرة، والآمر بالمعروف الناهي عن المنكر يسلك في ذلك الوسائل المشروعة في إطار من الحكمة رائدة تحقيق المصلحة الشرعية مشفقاً على صاحب المنكر حريصاً على هدايته. مع ملاحظة أن لا يستوى من استتر بمنكره واختفى شره وأثره عن المسلمين ومن جاهر بمنكره فتعدى ضرره وأثره، فالمعالجة تختلف باختلاف الحال، وهذا مما يدعو المحتسب إلى ضرورة معرفة أحوال الناس وفقه أبعاد الأمور وتحقيق المقاصد العظمى للشريعة.
* هل لفضيلتكم من إيضاح لهجوم بعض الأقلام المشبوهة على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟
أقول من مسائل الإيمان اليقين بأن الجميع إلى الله صائر وأن هذه الحياة ما هي إلا دار ابتلاء، ومن سنن الله تلك الخصومة الأزلية بين الحق والباطل، والصراع الدائم بين أولياء الرحمن وجند الشيطان حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وما من مؤمن إلا يؤمن بأن أعماله وأقواله بل حتى همه وخواطره تحصى عليه يدوّنها الحفظة الكاتبون بأمر الله وتعرض يوم يبعثر ما في القبو ويحصّل ما في الصدور:«ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» «وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليكم حسيباً»، ولهذا فكل صاحب فكر وقلم يحمل أمانة عظمى سيسأل عنها يوم القيامة. فأدعو الجميع لتقوى الله تعالى، وتسخير أقلامهم للدعوة إلى الله ونصرة دينه ومداواة جراح هذه الأمة فهذا الذي سينفعهم في الدينا والآخرة، وما عداه فحسرة ومضرة، ونحن والمحتسبون بحمد الله نعلم أن من سنة الله ابتلاء أهل الحق ولم يسلم من ذلك صفوة الخلق عليهم صلوات الله وسلامه. ومع هذا فنحن نرحب بكل كتابة متزنة قصد بها الخير والإصلاح واستوفت الضوابط الشرعيةونستفيد منها في إصلاح أعمالنا، فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
كلمات
* ما كلمة فضيلتكم للتالي:
«الموظف المقصر المغلِّب لمصالحه على مصالح العمل، مروّج الشائعات على هذا الجهاز، ولي أمر مقصر في مفهوم القوامة، فتاة تساهلت بالحجاب».
1 الموظف المقصّر: اعلم أن الكل مجزى بعمله في الدنيا والآخرة، فاعمل كما تحب أن يعمل لك، واعلم أن العمل أمانة ستسأل عنها وأن الله لا يصلح عمل المفسدين.
2 مروج الشائعات: اتق الله فكما تدين تدان ولا يكن لسانك شاهداً عليك يوم القيامة:«وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون»، وليقرأ حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الطويل وفيه عقوبة من يفعل هذا الفعل ليقلع ما دام في المهلة.
3 ولي الأمر المقصّر: أذكره بحديث: «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وأذكره: «مامن عبد يسترعيه الله رعيته يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة» وفي لفظ.. ثم لم يحطها برعايته إلا.. فاتق الله فيمن تحت يديك، ولم نر أحدا مقصراً في ذلك إلا تحسر.
4 أما من تساهلت بالحجاب: فقد تعرضت لمعصية الله وسخطه، ولتعلم أنها لم تخلق لتفتن عباد الله، فلتدن الجلباب كما أمر الله ولتستر وجهها الذي به تعرف. ولتتذكر أن الذي خلقها في هذه الصورة قادر على أن يحرمها من تلك النعمة ولا يخاف عقباها. ولتتذكر حال من أعاقهن المرض وشوهت الحوادث وجوههن وأجسادهن، فلتحفظ نعمتها بالستر ولتطع ربها بالحجاب:«ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم».

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved