أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd November,2001 العدد:10648الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,رمضان 1422

شرفات

في منتدى ابن رشد
ندوة عن الإدارة والعولمة والارهاب
أحدثت الحرب الدائرة حاليا في أفغانستان انقلابات كثيرة في العديد من المفاهيم والرؤى والتنظيرات فبالاضافة للمفاهيم والمصطلحات العسكرية الجديدة التي يتم تداولها حاليا مثل الحملة، واعادة الانتشار بدلا من الحرب والانسحاب، القت هذه الحرب ظلالا كثيفة على مفهوم العولمة الذي يحتدم حوله النقاش كثيرا وما يزال، وحول آثار العولمة المختلفة وخاصة مع محاولة وضع أسس جديدة لادارة العولمة في ظل التكتلات الدولية، فهل ستظل الأسس التقليدية قائمة بذاتها أم لابد من بديل يتناسب مع متغيرات العولمة؟ وهل بالفعل ما زالت أمريكا المؤيد والمحرك الأساسي للعولمة بعد الأحداث الجارية؟ وهل ستظل للعولمة أوجه أخرى غير عولمة الاقتصاد والثقافة تسمى بعولمة الارهاب؟ هذه التساؤلات دارت في ندوة نظمها منتدى ابن رشد بعنوان الادارة والعولمة بعد 11 سبتمبر واستضافت د. حلمي سلام أستاذ الإدارة بجامعة القاهرة ورئيس الاتحاد الدولي للمنظمات التدريبية والتنمية بجنيف والتي عقدت بالقاهرة مؤخرا وحضرها العديد من الباحثين السياسيين والاقتصاديين.
التغير والعولمة
أكد د. سلام في البداية على أهم المتغيرات التي أحدثتها العولمة على مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والادارية، حيث أصبحت هناك معايير اقتصادية جديدة حلت محل المعايير التقليدية فلا تقاس قوة الدولة إلا بمدى ترابطها مع تكتلات اقتصادية ودولية، ويرى ان عولمة الاقتصاد تجسدت في حقيقتها على شكل مجموعة من الشركات عابرة القارات وظهور مجموعة الشركات الصناعية والمعرفية والخدماتية القائمة على دمج شركات أوروبية وأمريكية ويابانية وهذه الشركات هي وقود العولمة الاقتصادية وهي أمل المتحمسين لجني ثمار العولمة لأنها مصدر الاستثمارات الخارجية التي جلبت الاقتصاد السريع للعديد من الدول. ويرى د. سلام انه بعد توقيع اتفاقية الجات وقيام منظمة التجارة العالمية التي تضم أكثر من 140 دولة بالاضافة لأكثر من 40 دولة في مراحل مختلفة من اجراءات انضمام عضويتها، أصبحت العولمة الاقتصادية شيئا واقعيا لا يمكن انكاره وبموجب ذلك فتحت قطاعات الخدمات المالية لهذه الدول التي تستحوذ أسواقها على 95% من تجارة المصاريف والتأمين والأوراق المالية في العالم.
وعلى المستوى الثقافي تعد العولمة عملية تهدف لخلق هوية ومواطنة عالمية ستحل تدريجيا وربما على المدى البعيد محل الولاءات والانتماءات الوطنية وتسعى الدول لربط الثقافات وتعزيز الهوية العالمية وربما ايضا خلق عالم بلا حدود ثقافية، ويمكن للعولمة الثقافية ان تتجه نحو صراع الحضارات ونحو الهيمنات الثقافية لثقافة واحدة على سائر الثقافات، ويمكنها ان ترسخ انقسام العالم الى مناطق حضارية مغلقة وتستعد لمواجهة بعضها البعض فالعولمة مصيدة للدول النامية والضعيفة ولا سبيل لمواجهتها إلا بالانخراط فيها.
إدارة العولمة
وحول المبادىء الأساسية للفكر الاداري في عصر العولمة يرى د. سلام انه يجب التخلي عن المبادىء التقليدية في علم الادارة التي أصبحت غير ذات جدوى في الفكر الاداري العولمي فمثلا قضية التخصص الوظيفي طبقا للتخصص العلمي كان لها دور مهم في الفكر الاداري التقليدي لكن اليوم يشيع مبدأ «تدوير العمل» أي الغاء مبدأ التخصص الوظيفي، وهناك مبدأ آخر من مبادىء الادارة التقليدية يضع الأهمية لترتيب الأولويات وهو التنظير والاستعداد لمواجهة المخاطر ليلغي المبدأ السابق. ويؤكد د. سلام ان مبدأ الهياكل التنظيمية وتحديد مسؤوليات كل فرد وكل قسم وادارة وظهور الصناديق الادارية التنظيمية أصبح غير ذي جدوى في ظل الفكر العولمي الذي حل محله مبدأ الشراكة والتكتل بين اللجان والوحدات الادارية في انجاز العمل وبذلك أعطيت الأولوية للنشاط المقدم وليس للهيكل التنظيمي، وظهرت المسؤولية الجماعية كأساس لتحل محل المسؤولية الفردية التي كانت شائعة في الادارة التقليدية، وأصبح التغيير الاداري المستمر والاستعداد لتقبل المتغيرات الوظيفية الجديدة مبدأ مهما ألغي الاستقرار داخل المؤسسات ومحاولة تقليل المفاجآت والتصدي لأي تغير جديد، فقد أصبح التغير فرصة لانجاز العمل وليس تهديداً محتملاً كما كان معتقدا من قبل.
ونتيجة تسارع وتيرة ونمو وتراكم المعرفة أصبح من الضروري ان تعتنق المنظمات الادارية فكرة التعلم المستمر، وأصبح هناك ضرورة في إنشاء منظمات دائمة التعلم وبالتالي انشاء ادارة معرفية تختص بالبحث المعرفي في أوجه القطاعات الصناعية أو الاقتصادية والثقافية الجديدة بجانب القيام بعملية التدريب المعرفي لجميع العاملين في الهياكل الادارية والتنظيمية المختلفة وبالتالي أصبح هناك ضرورة لظهور مديري المعرفة والتعلم في شتى الادارات.
ويضيف د. سلام ان العولمة بما فرضته من فكر اداري جديد أوجبت التعامل مع ادارة من نوع خاص تكون قابلة للتغير ومواكبة للاستمرار في التصدي للكوارث والأزمات بقوة وفاعلية، وكذلك تحتاج العولمة للادارة الموسوعية التي تلم بكافة النواحي البنائية والهيكلية داخل المؤسسات والمنظمات المختلفة، وتطرق د. سلام لبعض النتائج المهمة التي ترتبت على ظاهرة العولمة وتأثيراتها على الادارة الحديثة التي من أهمها اعادة الثقة في العلم والتكنولوجيا كدعائم أساسية للادارة والتأكيد على مبدأ العدالة وإتاحة الفرص للجميع.
11 سبتمبر وعولمة الارهاب
ويرى د. سلام ان العولمة بعد أحداث 11 سبتمبر وفي ظل الحرب في أفغانستان أصبحت واقعا ملموسا جاء مخالفا لجميع التوقعات فقد كان يعتقد البعض ان العولمة هي أمركة العالم وسيطرة القطبية الأحادية على شتى الأمور العالمية، ولكن بعد 11 سبتمبر أصبحت أمريكا أولى ضحايا العولمة، وليست المحرك الرئيسي لها كما كان سائدا، وكانت أمريكا تروج للعولمة وحرية حركة رأس المال العالمية وافتتاح الحدود والأسواق وحرية انتقال الأفراد وشتى أوجه الحياة الأخرى، ونسيت عولمة الارهاب كمحصلة طبيعية لما سبق، فكما يصيب رأس المال العالمي والشركات المتعددة الجنسية اقتصاديات الدول النامية أصاب الارهاب المنظومة الأمنية للولايات المتحدة بل وللحلف الأطلسي الذي اعتبره الكثيرون الوجه العسكري الوحيد للعولمة، والذي بدوره يحاول التصدي لأوجه العدوان الجديدة سواء جريمة منظمة أو حركات أصولية متطرفة، فجاءت عولمة الارهاب لتصبح ناقوس الخطر الذي حذر العالم من الاقدام على العولمة بكل أوجهها، ويرى د. سلام ان عولمة الارهاب يجب التصدي لها بسبب نموها الدائم والمستمر وقدرتها على الوصول لأهدافها وحشد مؤيديها من كل بقاع العالم، ومع ظهور الارهاب كقوة عالمية يجب على الدول المتقدمة إعادة النظر في معاييرها الدولية في الاقتصاد والسياسة بل والادارة حتى تستطيع أن تكبح جماح العدو الجديد الذي أفرزته العولمة ذلك العدو الذي ليس له زمان أو مكان.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved