أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd November,2001 العدد:10648الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,رمضان 1422

العالم اليوم

أجواء حزن في فلسطين
* رام الله نائل نخلة:
رام الله، التي يحلو للبعض تسميتها، العاصمة الاقتصادية لفلسطين، تعيش هذه الأيام اجواء حزينة في شهر رمضان الكريم.
الحزن واحد، والأسباب كثيرة، دموع أمهات الشهداء وهن يستعدن شريط الذكريات على مائدة الافطار، وبكاء الأطفال لغياب حنان الأب المغيب خلف السجون.. وصمت الكهل الذي انتظر طويلاً ابنه البكر ليخفف عنه ضيق الحياة وقهر السنين إلا ان رصاصة واحدة في العمود الفقري ورثته إعاقة دائمة.
رانيا، أم لطفلين فقدتهما بعبوة ناسفة وضعتها قوات الاحتلال اسفل منزلهما في رام الله لا تعرف بأي حال تستقبل الشهر الفضيل.
تقول أم الطفلين الشهيدين شهيد وملاك كل زوايا البيت تذكرني بطفليّ، العابهما، غرفتهما، كتبهما، ملابسهما، حاضران وغائبان في الوقت ذاته.
نزار، 14 عاما، أول شهداء رام الله، سقط برصاص قناص حاقد في أول يوم من انتفاضة الأقصى، 29 ايلول على المدخل الشمالي لمدينة رام الله.
والدته، ما زالت تحتفظ بعصفور ابنها، فلذة كبدها، تطعمه وتعتني به تماماً كما كان يفعل طفلها، انها ترى فيه نزار، الذي خلف فراقه الأبدي عنها حزنا غائراً في صدرها، ام نزار التي تعيش في شقتها المتواضعة على شارع الارسال وسط رام الله تقول وهي تستقبل رمضان الثاني على فراق ابنها «كان يخيل لي ان رمضان الثاني سيكون ارحم على من سابقه، ولكن يبدو ان الجرح في رمضان يجدد نزيفه، والذكريات لا تتوقف عند حدود أيامه».
ايمان، 12 عاماً، عودتها والدتها منذ صغرها الصيام، ومع هذا فهي لا تشعر بحلاوة الصوم كما تقول.
لماذا ايمان كذلك؟ لأنها وكما اخبرتنا، منذ ان بدأت بالصيام طوال السنين الماضية لم يشاركها والدها مائدة الافطار ولو مرة واحدة.
وتضيف ايمان المتفوقة في صفوفها «أبي خلف القضبان منذ ست سنوات، يقضي حكما بالسجن مؤبدين وثلاثين سنة لانتمائه لكتائب القسام».
حواجز الاحتلال المحيطة برام الله حولتها إلى سجن كبير وخطفت أجواء الخير والبركة من الشهر الفضيل.
أسواق خالية من الناس وجيوب فارغة، واسعار غالية، عناوين عريضة ميّزت الحياة في رام الله.
الحاج علي زايد، 67 عاماً، من قرية عين قينيا، إلى الشمال من رام الله يعمل في سوق الخضار بالمدينة منذ ثلاثين عاماً، لا يذكر أياماً عصيبة مرت عليه مثل تلك.
يقول زايد الذي يجلس في سوق الخضار مع بعض ما حمله من حقله ولليوم الثاني على التوالي لم يبع سوى بضع حبات من الكوسا والخيار.
وأضاف والحسرة بادية على وجهه «اخرج من البيت باكراً، اجتاز الحاجز تلو الآخر، اقطع الوديان والجبال، حتى أصل رام الله، بانتظار فرج الله».

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved