أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th November,2001 العدد:10649الطبعةالاولـي السبت 9 ,رمضان 1422

مقـالات

أنت
احتفاء بالأب فهد
عبد المحسن بن عبد الله الماضي
مرت بلادنا خلال الأعوام الثلاثة الماضية بمناسبتين .. الأولى مناسبة وطنية عظيمة وهي المناسبة المئوية.. والثانية تتويج حضاري ثقافي هو تسمية الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام الفين.. وكان التلقي والانطباع العام للمناسبتين انهما رصيد يضاف الى عز الوطن وطموحه.
هذا العام ونحن نعيش احتفالية مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم.. اختلف تلقينا وانطباعنا كمواطنين لهذه المناسبة.. فإذا طغى على المناسبتين السابقتين شعور الفخر والتباهي.. فالثالثة اكتنفها شعور الود والحب والألفة والوفاء.. واذا كانت المناسبتان الأوليان من المناسبات الجماعية، فالمناسبة الثالثة طغى عليها الشعور الشخصي الحميم.. فكل من هو دون الخمسين كان الفهد مليء حياته تعليمياً وأمنياً وتنموياً.. لذلك كان التلقي مختلفاً تماماً.
كما أحيطت المناسبة بتساؤل لماذا اختزال عمل الفهد الى عشرين عاماً فقط.. فقبل ستين عاماً تقريباً شارك في اجتماعات انشاء هيئة الأمم المتحدة بمدينة سان فرانسيسكو وقبل خمسين عاماً انشأ وزارة المعارف وأدارها، وقبل أربعين عاما تولى قيادة وزارة الداخلية وبناء أجهزتها الأمنية وكوادرها العاملة، ومنذ ذلك التاريخ وهو في قلب الوطن المواطن وعينه.
الانطباع العام كان الاحتفال بالأب فهد.. الذي شارك وقاد بلادنا وسط منطقة ملتهبة بالعداوات والثارات والحروب والفتن من اسرائيل إلى ايران إلى مصر إلى الأردن إلى العراق إلى لبنان إلى الجزائر إلى اليمن إلى افغانستان.. الى آخره.
قاد الفهد بلادنا التي كانت قبل زمن قصير جداً فقيرة كلها، جاهل أغلبها، مفككة أوصالها.. ثم صارت غنية لكن بلا كوادر وطنية ولا أنظمة مكتوبة ولا تجربة عملية مكتسبة.. واليوم نستطيع أن ندعي أن كل ذلك صار متوفراً من كوادر عمل وطنية الى أنظمة عمل وحكم مكتوبة الى تجربة عملية مكتسبة تجاوزت بها بلادنا الآخرين في الصناعة البتروكيميائية والادارة المالية والانتاج الزراعي والرعاية الطبية.
وقاد الفهد بلادنا خلال بحر الثمانينيات والتسعينيات الهائج.. ورأينا دولاً شقيقة وصديقة توفر لها ما لم يتوفر لبلادنا لكنها الآن في وضع مأساوي يجعلنا عموماً كمواطنين نحمد الله ونشكره وننظر إلى مليكنا وقائدنا نظرتنا للأب الحنون الذي لا ينتظر منا الا أن نعمل لأبنائنا ووطننا كما عمل لنا.
ما هي الأعمال التي يجب القيام بها عرفاناً بمعروف الأب فهد.. اني أصوت مع من يرى أن تقام مؤسسة خيرية باسمه تتخصص في دعم مشاريع التعليم والتقنية.. تتخصص في تنمية موارد ثابتة للإنفاق على توطين التقنية وتعليمها.. تتخصص في دفع عجلة السير في ذلك الاتجاه، وان تلعب دور المنسق والمنظم بين الدولة والقطاع الخاص لتحقيق ذلك بسرعة وقدرة.
وكل عام وأنتم بخير

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved