أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th November,2001 العدد:10649الطبعةالاولـي السبت 9 ,رمضان 1422

مقـالات

المبادئ ولاشيء سواها
سلمان بن محمد العُمري
يأتي رمضان الكريم شهر الخير ويهل هلاله على أمتنا وديارنا، وفيه ترتسم على الدوام ملامح هذا المجتمع الخير والمبارك بما يشتمل عليه من حالة إسلامية لا تؤثر بها تقلبات الأيام وتبدلات العصر والمكان، فالمجتمع وقيادته مروراً بكل هيئاته وكوادره ومؤسساته تعبر عن حالة واحدة متماسكة تجمعها مبادئ الدين الحنيف التي تأخذ بيدنا إن شاء الله الى سعادة الدارين.
وتهنئة بحلول الشهر الكريم فقد استقبل كعادته ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والإفتاء، وسماحة رئيس مجلس القضاء الأعلى، ومعالي وزير العدل، ومعالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، ومعالي أمين عام رابطة العالم الاسلامي، ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، ومعالي رئيس ديوان المظالم المكلف، ومعالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام، ومعالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكلف، واصحاب الفضيلة اعضاء هيئة كبار العلماء، واعضاء مجلس القضاء الاعلى، واعضاء هيئة التمييز، ورؤساء المحاكم والقضاة، واعضاء ديوان المظالم، واعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام ومنسوبي وزارة العدل، ووزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، واعضاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
في ذلك اليوم المبارك يوم الاربعاء التاسع والعشرين من شهر شعبان، كان لي شرف الحضور ضمن هذه الكوكبة المشرقة في قصر سموه العامر.
إن هذا الاستقبال هو اجتماع خير لم يأت لمجرد الاستقبال او التظاهر او الظهور امام وسائل الاعلام، فهذه ليست من عادات امتنا واولي الامر لدينا، بل المطلوب هو الفعل، وهذا هو ماتسعى اليه حكومتنا الراشدة على الدوام، الفعل الذي ترسمه المبادئ الثابتة الراسخة التي اشتمل عليها دستور هذه الامة القرآن الكريم وسنة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم المطهرة، إنه المنهج الوسطي الذي يتم تأكيده ليل نهار لكي نعطي العالم اجمع الصورة الصحيحة الصادقة للاسلام الصحيح الذي لا يحمل في طياته الا السعادة لبني البشر.
في لقاء كهذا لابد من استعراض التطورات السياسية و الحياتية التي تتطور باستمرار في عالم اليوم، والقائمون على امور هذه الامة لابد من اطلاعهم أولاً بأول وباستمرار على ذلك لما فيه خير الامة وابنائها وخدمة للدين والوطن.
لقد أكد سمو ولي العهد في حديثه الصادر من القلب الى العلماء والمشايخ على ان الايام الحالية هي ايام عصيبة، والواجب علينا التأني، والتوضيح لاخوانكم بالكلمة الطيبة لانكم الآن هدف للمغرضين للعقيدة الاسلامية.
نعم لقد أكد سموه على ان الواجب التأني والتحري لكل كلمة تظهر من هذه الوجوه الطيبة،و لأنهم مسؤلون امام الله ثم امام الامة الاسلامية، والله جل وعلا يأمر عباده المؤمنين بذلك، يقول جل ذكره: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين»، والمسلم اذا اقبلت الفتن قابلها بثلاثة امور بعد الاستعاذة بالله منها بالثبات فلا يفتن مع من افتتن، وبالتثبت فيما تقذف به الالسن في المجالس ووسائل الاعلام وبتثبيت اخوانه حتى لاتزيغ بهم الاهواء، وهذا هو ما اكده سمو ولي العهد الامين في لقائه المبارك.
وبطبيعة الحال فإن الحكمة وهي ضالة المؤمن مطلوبة الآن اكثر من اي و قت مضى، وهذا ما اكده سموه إضافة الى تشديده على ضرورة الوعي وخصوصا وان هذه البلاد هي قدوة للمسلمين كافة.
لقد كانت كلمات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تعبيراً عن المبادئ فها هو يقول اوصيكم بتقوى الله فوق كل شيء وخدمة دينكم ووطنكم والتحري للكلمة المعقولة لخدمة الاسلام ولا تأخذكم العاطفة او يستفزكم احد لانكم مسؤولون فرداً فرداً امام الله جل جلاله، وامام شعبكم ووطنكم وعائلاتكم واطفالكم وعرضكم وشرفكم.نعم هي المبادئ بأسمى معانيها مبادئ الدين الحنيف، وهي الثوابت التي لاحياد عنها وهذا ماعبر عنه ولي العهد الأمين حين رسم صورة واضحة وصريحة بأنه لامساومة ولا اخذ ولا عطاء في خدمة الدين والوطن، ولا غلو في الدين.. لا غلو في الدين.. لاغلو في الدين وقد كررها ثلاثا مؤكداً اياها بقول الحق عز وجل «وكذلك جعلناكم امة وسطاً».
لقد كان اللقاء مجالاً واسعاً للتحاور والنقاش، وهذه هي سياسة الباب المفتوح التي تتبعها المملكة من يوم تأسيسها وستبقى كذلك الى ماشاء الله، وهي سياسة لقاء القائد مع ابنائه واخوانه للحوار و النقاش لما فيه خير الأمة والمجتمع ككل.
إن الجميع يدرك ويعي مدى الجهد الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في متابعة القضايا العربية والإسلامية و على رأسها القضية الفلسطينية وهذا الأمر قائم ودائم منذ ايام المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه .
إن أمتنا تتعرض اليوم لهجمات شديدة يشنها الأعداء والمغرضون من الخارج وحتى من داخل كيان الأمة، ولابد من رص الصفوف لمواجهة ذلك وفق المنهج الإسلامي الصحيح والمعالجة الإسلامية الشافية والوافية لكل إشكاليات العصر، وهذا هو الأمر الأبرز الذي تعالجه اللقاءات الطيبة المباركة في ظلال شرع الله الحنيف، وهذا هو التطبيق الأمثل للشورى التي علمناها للعالم أجمع.بارك الله في خطى ولي العهد الأمين وأدام الله لهذه البلاد دينها الحنيف، وأمنها الوارف الظلال، وثبتنا على الإسلام دين الحق إنه على كل شيء قدر، وكل عام وأنتم بخير.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved