أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th November,2001 العدد:10649الطبعةالاولـي السبت 9 ,رمضان 1422

مقـالات

كل سبت
لا نريد بالاعتدال بديلا (2)
عبدالله الصالح الرشيد
ما أحلى الموعظة الحسنة وما أجمل الدعوة الى الله بالرفق واللين ولا أحسن من الداعية القدوة في سلوكه ونبل تصرفه بعيدا عن الاثارة والغضب والمبالغة وما أطيب التسامح والعفو وطرد الشكوك والاوهام ونبذ اساءة الظن والحكم المتسرع على النوايا.. ان لنا في رسول الهدى قدوة حسنة ومثالاً يحتذى ومناراً يهتدى به.
لقد وصف ربنا رب العزة والجلال رسولنا ونبينا عليه افضل الصلاة وأجل التسليم بقوله تبارك وتعالى: (إنك لعلى خلق عظيم) والاخلاق الحسنة صفة سامية يجب ان يتحلى بها المسلم ويتصف بها الداعية المخلص ويجب ان تسود في مجتمعنا فهي خلق الاسلام وبدون هذه الصفة المميزة يكون الانسان المسلم مجردا من أهم سلاحه بل ويبعث النفور في من حوله.. ان للاخلاق الفاضلة المفعول المباشر والتأثير المثمر في غرس النواة الطيبة في حياة وسلوك المسلم بحيث تكون حياته كلها عطاء وإشراقا وإيمانا واستبشارا، وبالاخلاق وما ندعوا إليه من فضائل يستطيع الداعية المسلم ان يصل مباشرة الى قلوب البشر عندما يعطي القدوة المثلى في ترصفه ومعالجته للأمور مهما صعبت وتشابكت.. وللدعوة الي الله من منبع الأخلاق آداب وفضائل وصفات يجب ان يتحلى بها الداعية وليس كل موظف او متخرج أو لديه نزر من التعليم يصلح لهذه المهمة السامية وليس كل من ارتدى مظاهر الدعاة أصبح داعية.. فالدعوة على هدى وبصيرة رسالة الانبياء والرسل ويجب ان نختار لها ونصطفي للقيام برسالتها الصفوة المؤهلة القادرة على اداء هذا العمل الجليل.. إن من آداب وواجبات الدعوة إلى الله هو التأدب بآداب القرآن الكريم وسير المصطفى عليه الصلاة والسلام والخلفاء من بعده رضوان الله عليهم ومن معالم الدعوة وواجباتها ورسالتها ومؤهلاتها لدى الداعية المخلص المحتسب ان تكون على الوجوه التالية:
1 أن يكون الأمر بالمعروف أولاً ثم يأتي بعده دور النهي عن المنكر ثانيا وليس العكس مصداقا وتطبيقا للآية الكريمة: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
2 عندما نشهر سلاح الغلظة والغضب والإثارة والتهويل المفرط عند أداء مهمة الدعوة فإننا نصيب الأهداف السامية المتوخاة في مقتل ولذا يجب الرفق واللين وتوخي الحكمة والمجادلة بالتي أحسن في أداء وتبليغ رسالة الدعوة تيمنا واقتداء بطريقة الانبياء والرسل ولنا شواهد وعبر بالآيات القرآنية الكريمة الآتية: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقوله تبارك وتعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) ولقد خاطب الله عز وجل رسوله ونبيه موسى وأخاه هارون عليهما السلام وهو يبعثهما إلى الطاغية الجبار فرعون الذي ادعى الألوهية قال تعالى: (إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) ولم يطالبهما وهو القادر على نجدتهما بالعنف والقسوة تباركت حكمة الباري عز وجل.
3 قال رسول الهداية عليه الصلاة والسلام (بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا) وفي الحديث الشريف: (إن الله يحب ان تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه) وأين ذلك مما نراه ونلمسه ونسمعه من التركيز فقط على الترهيب والتشديد ... من سماحة الإسلام والحكمة الربانية في التيسير على الأمة.
4 يلاحظ احيانا المبالغة الشديدة في تزهيد الإنسان المسلم بعمله مهما كان مقابل ما يبدو من هذا الإنسان من هنات بسيطة في حياته وتجد التحريم والتكفير وتضعيف إيمان المسلم تطلق جزافا بدون دليل موثق ومن البداهية ادراك ومعرفة تبعات تكفير المسلم او اتهامه بما ليس فيه والعواقب المترتبة على ذلك في الدنيا والآخرة وفي الحديث من قال لأخيه المسلم يا كافر فقد باء بأحدهما فيجب الاحتياط والاحتراز حتى لا نقع في محاذير نحن في غنى عنها..
وللحديث بقية.
للتواصل: فاكس 4786864

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved