أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th November,2001 العدد:10649الطبعةالاولـي السبت 9 ,رمضان 1422

القرية الالكترونية

مستخدموها يقتربون من المليون
3 سنوات من التطور الاجتماعي والفكري والثقافي والمهاري للنت المحلية
*الرياض فهد الزغيبي:
هل تصدق عزيزي القارئ أن للنت ثلاثة أعوام منذ أن دخلت المملكة؟ نعم هي ثلاث سنوات ولكي نكون دقيقين ففي 15 رمضان الحالي تكمل عامها الثالث ولكن ما هي ظلال هذه الفترة على المستخدمين للنت في المملكة؟ أيضا لماذا قام القليل من الآباء والأمهات بوقف خدمة الإنترنت عن أبنائهم في المنازل مما دعا بفلذات الأكباد للحصول عليها من أماكن أخرى كمقاهي الإنترنت والأصدقاء والمدارس والمعاهد والجامعات وما الخطر في ذلك؟ «ثلاث سنوات من التطور الاجتماعي والفكري والثقافي والمهاري» هذا هو ملخص الإنترنت في المملكة كما اتفق عليها الكثير من المتخصصين في وطننا الغالي فهذه الخدمة الجديدة علينا أخذت في الانتشار بسرعة كبيرة في المنازل والمجالس فنادرا ما يحضر احدنا مناسبة أو اجتماعاً أو حتى لقاء «سوالف» لا يتم التطرق فيه لموضوع النت.. ولكن ما الذي يتم تداوله بخصوصها؟ تختلف وجهات النظر حسب الطبقة الاجتماعية للمشاركين في هذه المداولة فما يقوله دكاترة الجامعات يختلف عما يقوله كبار السن وما يقوله الشباب يختلف عما يقوله الشابات وهكذا. ولكن هناك فيما يبدو اتفاق على أن الإنترنت مطلب أساسي في الوقت الحالي بل أصبحت لدى البعض أكثر أهمية من مشاهدة التلفاز ومطالعة الصحف لسبب بسيط وهو أن «هذه النت» تملك بين جنباتها كل مصادر المعلومات على مر العصور والسنين الماضية.
وبنظرة سريعة لمجتمعات أخرى نجد أن الإنترنت أصبحت تمثل أبعادا لم نقترب نحن منها بعد ففي دول غربية أضحت متوفرة في المدارس الابتدائية وحتى التمهيدية بل ان أطفال الروضة وما دونها يتم وضع حصص يومية لهم يتدرب فيها الأطفال على استخدام الإنترنت.
كان ذلك في دول غربية تتفوق على العالم أجمع في وقتنا الحاضر في العديد من المجالات الحيوية أما في دول قريبة مثل مصر فالإنترنت ستصبح مجانية لسبب وجيه وبسيط في نفس الوقت وهو أن تلك النت توفر مصدرا تعليميا للطلاب والطالبات لا يتوفر في أي مكان آخر حتى اضخم المكتبات في أعرق الجامعات بل ان الأمر تعدى ذلك بأن قامت الحكومة بدعم الجامعات لكي تقوم بتوفير أجهزة حاسب شخصية للطلاب والطالبات بأسعار تكون في متناول المواطن المصري العادي.
ننتقل لدولة خليجية شقيقة أصبحت تعتبر الإنترنت عملاً يومياً وتدعم تطبيقاتها جميع الشركات والمؤسسات وحتى الجهات الحكومية فالنت لم تعد تمثل لهذه الدولة مجرد مواقع على العالم بل هي أسلوب حياتي حديث يعتمد عليه المواطنون والمقيمون في آن واحد وتجتذب في نفس الوقت استثمارات عالمية كبيرة في مجال التطويرالتكنولوجي والتقني.
نعم إنها الإمارات العربية المتحدة التي تقف على هرم الإنترنت العربية من ناحية الأكثر استخداما.
نعود لإنترنت مملكتنا الغالية ومستخدميها الذين أصبح عددهم يتضاعف ولا يزداد فقط فعدد المستخدمين يقترب من المليون والفترة القادمة ستشهد المزيد فهذه الخدمة العصرية أصبحت مرجعا علميا لطلاب جامعات ومعاهد وحتى مدارس ثانوية ومتوسطة وابتدائية فهؤلاء الطلاب يمكنهم من خلال جلسة بسيطة وقصيرة الحصول على معلومات قد تتطلب منهم الحصول عليها في أيام وأسابيع من على طاولات المكاتب العامة والعديد من الدكاترة والمحاضرين والأساتذة أقر وبشكل مطلق أن طلابهم الذين يستخدمون شبكة الإنترنت يملكون في عقولهم معلومات قد لايملكها أقرانهم الآخرين وهذا ما ساعدهم على التفوق الدراسي وهذا ما دفع بأساتذتهم والمسؤولين عنهم حث الآخرين على استخدام الإنترنت بل وتكليفهم بواجبات يقومون بحلها وجمع إجاباتها من الإنترنت وذلك في سبيل توسيع مداركهم المعرفية والثقافية والتعليمية فلقد أصبحت النت وسيلة تعليمية في عصر التعليم.
الإنترنت أصبحت مجالا خصبا لتنمية المهارات بين أفراد هذا المجتمع وبجولةبسيطة بين مواقع الإنترنت يمكن لأي شخص أن يشاهد هذا جليا فهذا شخص قام بإنشاء موقع يشرح فيه للآخرين إحدى هواياته أو تخصصاته وهذا شخص آخر يشارك في أحد المنتديات بموضوع يفيد من ورائه غيره بل ان بعض المواقع تخصصت في شرح المواد التعليمية في المدارس شرحا مبسطا وسهلا. وتلك مجموعة من الفتيات قمن بتصميم موقع يهتم بشؤون المرأة من الألف إلى الياء فهناك الطبخ والمكياج وغيرها. وتلك شركة توفر منتجات للشراء من خلال الإنترنت. وهذا موقع يشرح للآباءوالأمهات كيف يقومون بتنشئة أطفالهم وأبنائهم تنشئة إسلامية صحيحة بعيدا عن التساهل والتشدد وهكذا تأخذك الجولة إلى أبعاد ربما قد لا يكفيها شهر أو شهران وقد تمتد لسنوات.
الإنترنت أصبحت توفر مدخولا ماديا وشهريا للبعض وخصوصا المتعاملين مع الإنترنت والحاسب بشكل احترافي فهذا يقوم بتصميم المواقع وآخر يقوم بتصميم غلافات للكتب وبطاقات الأعراس وبينما كان هذا في السابق عمل من لا عمل له أصبح في الوقت الحالي عمل من يملك عملا وذلك لتوفير مدخول إضافي يواجه به متطلبات الحياة اليومية أيضا لممارسة هواياته المفضلة وهنا وفيما سبق الحديث لم يكن مقصورا على معشر الذكور بل هو عام للذكور والإناث فلقد أثبتت الفتيات أنهن استفدن من الإنترنت بشكل كبير وقد يكون سبب مكوثهن في البيت وقتا أطول من الذكور سبب في ذلك.
العديد من العائلات أصبحت تتواصل مع أبنائه خارج المملكة بالصوت والصورة وفي اي وقت من اليوم ولساعات طويلة وبأجور ضئيلة جدا لا تذكر مما وفر على الجانبين الكثير من الخسائر المالية عند استخدام الطرق الاعتيادية كالتلفون والذي لا يوفر إلا صوتاً وبدون صورة وتكلفة الدقيقة فيه أغلى من تكلفة الساعةالخاصة بخدمة الإنترنت.
ظلال الإنترنت أكثر من أن يتم إحصاؤها هنا ولكن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن جيل الحاسب والإنترنت أصبح مطلوبا بشكل حاد وكبير في جميع أنحاء العالم فالأمية أصبحت تطلق على من يجهل التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت وليس على من لا يقرأ ولا يكتب ويكفي أن يقول أحدهم تعليقا على شخص ما «ما شاء الله هذا يعرف إنترنت وكمبيوتر» على سبيل الثناء والمديح. الاتجاه نحو النت أصبح ظاهرة تستحق الدراسة في المملكة وقد يتحفنا أحد المختصين بعد فترة بدراسة أو كتاب يتم فيها تدوين تأثيرات الإنترنت على المجتمع السعودي.
لكن ما قد يعكر ظاهرة الإنترنت في المملكة عزوف بعض الآباء والأمهات عن توفيرها لأبنائهم في المنزل وذلك لعدة أسباب منها سبب التكاليف المالية أو سبب تأثيرسلبي للإنترنت على أحد الأشخاص كما تتناقله بعض الروايات والقصص الخيالية والتي يتم فيها الزيادة على القصة الحقيقية لتصبح من روايات ألف ليلة وليلة
والأمر من ذلك هو قيام بعض الآ باء بقطع خدمة الإنترنت من المنزل بعد أن تم توفيرها لفترة طويلة في السابق فلقد ثبت أن من يتعامل او يطلع على الإنترنت يصبح مرتبطا بها بشكل أو بآخر مما يحدو بفلذات الأكباد البحث عنها في اماكن أخرى كمقاهي الإنترنت وهو ما لا يتوفر للفتيات أو في الجامعات والمعاهد وعند الأصدقاء وهنا تغيب الرقابة الأسرية عن استخدام تلك الخدمة فحتى في الجامعات والمعاهد لا يوجد رقابة لمستخدمي الإنترنت ولكن في المنزل يستطيع الأب أو الأم مراقبة أبنائهم بكل يسر وسهولة بل وأيضا تحديد الفترة التي يسمح لهم باستخدام الإنترنت فيها تجنبا لحدوث مضار جانبية مثل الإدمان وماشابهه.
نعم للإنترنت مساوئ ومضار ولكن ثبت قطعيا أن فوائدها أكثر من مضارها والفارق بينهما ليس بالقليل فحتى أماكن الشات ( المحادثات ) وعلى الرغم من سوء سمعتها في المجتمع السعودي إلا أنها ليست الإنترنت فهي جزء ضئيل من تلك الخدمة الضخمة ويمكن بسهولة منع استخدامها كما تتوفر هناك أيضا برامج خاصة لمنع الأبناءمن الوصول للمواقع الضارة والتي تعتبر نادرة نوعا ما في الإنترنت المحلية بفضل الجهد الذي تقوم به مدينة الملك عبد العزيز لحجب المواقع الضارة عن المستخدمين في المملكة فلم القلق ما دام يمكن السيطرة على هذه الخدمة بسهولة؟ولم يتم دفع الأبناء للبحث عنها في أماكن قد يكون ضرر الإنترنت فيها أكثرمن نفعها؟ رسالة لكل أب وأم يهتم بمصلحة ورقي أبنائه. جيل الشباب حريص على تعلم الكمبيوتر والانترنت.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved