أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th November,2001 العدد:10649الطبعةالاولـي السبت 9 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

مذكرة القراء بكتابات فاطمة وفوزية
العنوسة وزواج المصلحة وجهان لعملة واحدة
لاحظنا في هذه الأيام ظاهرة «تأخر الزواج» للفتيات أو إطلاق اسم «العنوسة» على هذه الظاهرة كما يحلو للبعض.. وأنا بصدد هذه الظاهرة التي تحدث عنها العديد والعديد من القراء وتناولتها البرامج التلفزيونية على أنها مشكلة حيوية خاصة بهذا العصر..
أرى أن هذه القضية لها من السلبيات الشيء الكثير ومن الايجابيات ما يشفع لهذه الفتاة البقاء بدون زواج... إذا كان هذا الزواج يحل مشكلة «العنوسة» فهو يولد في الوقت نفسه مشكلة «الطلاق الصامت» هذه المشكلة التي تكون أكثر وطأة من سابقتها «مشكلة العنوسة» فدعوني أفند لكم هذه المشكلة وأفسرها لكم بنقاط كما تلقيتها من إحدى الزوجات التي قالت: ان زواجها كان بمثابة «المصلحة» لزوجها للحفاظ على اسمه وكيان عائلته وذلك من خلال إنجاب الأولاد الذكور فقط ضارباً بحقوق الزوجة عرض الحائط فهي تروي هذه التجربة وتقول: إنها تجرعت المر ولاقت الذل والهوان من «شتم وسب ولعن» من ذلك الزوج المتسلط الأرعن وكل هذا للهروب من لقب «عانس» إلى لقب «متزوجة ولكن» فهذا الزوج الذي يفخر ويفرح بإنجاب الأولاد الذكور ويحزن أشد الحزن عند إنجاب هذه المسكينة للإناث حيث يقول عنهن أنهن «عبء على كاهلي».. متجاهلا حقوق تلك الفتيات في هذه الحياة.. ولله في خلقه شؤون فهذه الزوجة إحدى ضحايا زواج المصلحة مع هذا الرجل المتغطرس.
ومن هنا نعود بالذاكرة إلى الوراء لمقال قد نشر وعقب عليه الكثير من القراء وكان هذا المقال للكاتبة «فاطمة العتيبي» بعنوان «السعوديات والأجنبي» في زاويتها «نهارات أخرى» في الأعداد 10264 ورقم 10266 ورقم 10286 وكان قد تمحور مقالها حول رسالة بعثت بها امرأة عبر الهاتف تشرح فيها رغبتها من الزواج بشاب أجنبي لسبب بسيط لكونه يجيد أسلوب التعامل مع مشاعر المرأة وهذا يعني الود والاحترام والوفاق والوفاء... ولقد هوجمت هذه الفتاة من جميع النواحي ومن الكاتبة فاطمة العتيبي بشكل خاص عندما قالت عن هذه الفتاة انها متأثرة بزميلاتها من غير السعوديات والمرأة سريعة التأثر واخذت تثني على الشباب السعودي وانهم على قدر من الارتقاء السلوكي في التعامل مع المرأة وأنهم خير من يكونون أزواجاً لها وآباء لأبنائها مبررة ذلك باتخاذ العادات والتقاليد وغير ذلك متناسية ان الاصابع في اليد ليست سواء فانظري إلى هذه الزوجة التي تزوجت من مجتمعها فلم تلاق احتراماً ولا تقديراً ولا عزة لها ولا لبناتها فأين النصرة يا فاطمة؟!. واكبر بنات لهذه الزوجة عمرها 39 عاما باقية بلا زواج معقدة من الرجال من جراء ما تشاهده من معاملة قاسية لها ولأمها من أبيها!.. صحيح ياعزيزتي أن هناك معايير وركائز اسلامية يجب على الرجل والمرأة وضعها بعين الاعتبار عند بحث الرجل عن المرأة وبالعكس، سواء في المجتمع الواحد أو إذا اختلف هذا المجتمع لقوله صلى الله عليه وسلم: «زوجوا بناتكم من ترضون دينه وخلقه» صدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. فلم يقل أن هذا الرجل من المجتمع السعودي أو غيره، بل شريطة أن يكون دينه هو الإسلام وهو الأهم، فعندما وصفتهم السائلة بالجلافة والفظاظة وانهم ينظرون للمرأة على أنها كفردة حذاء فهي محقة فيما تقول لتجربة تعايشها زميلة لي من أقرب الناس لها وهو والدها. فهذا إن دل على شيء فانما يدل على أهمية اختيار الزوج الصالح بغض النظر عن كونه سعودياً أو غيره لأن الزوج يعتبر اللبنة الأولى في الأسرة متى ما كان هناك وفاق واتفاق تتقارب خيوط التفاهم وتقل الهوة بين الطرفين وتقصر المسافة فيما بينهم هذا ما أكدته الكاتبة الفاضلة فوزية الجار الله في مقالها «القرار أولاً وأخيراً» في زاويتها «لا وقت للصمت» في عددها رقم 10273 في 17/8/1421ه عندما قالت: صحيح ان السعوديين ليسوا كافة أجلافاً وأنا معها فيما تقول لأن الأصابع في اليد ليست سواسية فهناك الزوج المتفهم الواعي المقدس للحياة الزوجية وهناك الزوج المتغطرس الذي يجيد اسلوب الشتم واللعن والضرب والهجران بأسلوب محترف، ناسياً أن ديننا الحنيف يأمر بالرحمة والعدل مع الزوجات الضعيفات مع ان هذا الرجل من نفس مجتمع الزوجة بما فيه من عادات وتقاليد وسلوك دعا إليها الإسلام .وفي النهاية أعزائي القراء لمست كلاماً عقلانياً ناضجاً متفتحاً لأبعد الحدود وهذا الكلام هو ما ذكرته الكاتبة الفاضلة الأستاذ «فوزية الجار الله» في مقالها المذكور عندما قالت: إنه مهما أصدرنا من مبادىء وتعليمات لاتمام الزواج يبقى القرار أولاً وأخيراً قراراً فردياً خاصاً بصاحبه والذي يحسب حساباً لأقوال الناس في كل التفاتة وفي كل خطوة يتعب كثيراً وللناس فيما يعشقون مذاهب.. ونحن نعيش مرة واحدة.. مؤيدة في الوقت نفسه زواج السعودية بالأجنبي «المسلم» مستندة ومدللة على ذلك نجاح تجربتين لزواج فتاتين سعوديتين من أزواج غير سعوديين الأول بريطاني والثاني طبيب من شرق آسيا أنجبن أطفالاً . وهذا كله لا يمنع تمسك الزوجة «السعودية» بعاداتها وحجابها الذي هو أصل عفتها وطهارتها لأن الدين الإسلامي موجود في هذه الأرض وغيرها من بقاع العالم لقوله سبحانه وتعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا».
آسيا المطيري
محافظة حفر الباطن

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved