أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th November,2001 العدد:10649الطبعةالاولـي السبت 9 ,رمضان 1422

العالم اليوم

شكوك حول قيام التحالف الشمالي بقتل الصحفيين
* كابول (أ ش أ):
تساءل راديو مونت كارلو عن سبب قتل الصحفيين في أفغانستان الذين وصل عددهم إلى 10 حتى الآن هل مجرد السلب والنهب أم منعهم من نقل ما يشاهدونه للعالم .
وقال الراديو في تقرير له أمس حول هذا الموضوع إن القتلى الجدد من اصحاب القلم والصورة تمت تصفيتهم على الطريق بين جلال اباد وكابول أي على الطريق نفسه الذي لقي فيه اربعة صحفيين مصرعهم قبل ثلاثة ايام الذين قيل انهم تعرضوا لعمليات تعذيب وضرب كانت آثاره واضحة على اجسادهم مما سمح بالتكهن ان السلب لم يكن وحده ذريعة للقتل وليس كذلك بسبب معركة صادف تواجدهم في خضمها .
وأضاف الراديو ان هذه التساؤلات أعادت إلى الاذهان النقاش الذي دار في بداية الحرب الأفغانية حول منع الصحفيين من الدخول إلى أفغانستان والحملة التي واجهتها قناة الجزيرة الفضائية بسبب احتكارها للصورة والخبر من كابول ثم كيف تعرض مكتبها في العاصمة الأفغانية إلى قصف دمره قبل دخول قوات التحالف الشمالي التي دفعت ثمنا باهظا باغتيال قائدها احمد شاه مسعود على يد اثنين اخترقا أمنها كصحفيين .
وأوضح الراديو أن الاستفسارات تبدو أكثر حدة حين نعرف أن جميع الصحفيين القتلى قضوا في مناطق تقع تحت سيطرة التحالف بينما قامت حركة طالبان التي منعت دخولهم إلى البلاد باطلاق سراح الذين وقعوا بين أيديها.


الله؛ فتعين الامر الثاني الذي لا احتمال غيره، وهو ان الغيب صفة لما تعلق به الايمان والخشية، وأن الغيب بالنسبة للمؤمن نفسه والخاشي نفسه، وهذا هو مقصد الشرع بلا ريب، ومقصد الإنسان بلا ريب؛ بدليل الاستقراء لأننا وجدنا الآيات الكريمات التي تذكر الغيب تتضمن ما يقتضي حمد الله لكمال علمه كما في قوله تعالى: «ولله غيب السموات والأرض» وقوله: «عالم الغيب فلا يظهرعلى غيبه أحداً» وقوله: «لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلاَّ الله» وقوله: «وما كان الله ليُطْلِعَكم على الغيب» وقوله على لسان عيسى عليه السلام مثنياً على ربه: «إنك أنت علاَّم الغيوب» وقوله: «إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب» وقوله منكراً على المتخرِّصين: «أَطلَّعَ الغيب».. فصح بكل ذلك أن ما أثنى الله على نفسه بعلمه في أكثر من موضع هو الذي يتعلق به حضُّ البشر وحثهم على الإيمان به: ثم تأملنا حقائق الإيمان المنجية من النار بإذن الله؛ فوجدناها إيماناً بغائب عن حسَِّنا معلوم لنا بالبرهان، وليست إيماناً بشيء حالة غيابنا في السر.. وأقرب مثال لذلك سقوط التكليف، وعدم الاعتبار بالإيمان المستجد في يوم القيامة؛ لأنه انكشف الغيب وعُوينت الحقائق.. وكذلك التوبة عند الغرغرة، لأن المتحضَر يعاين ملائكة الرحمان وينظر منازله وأما تمثيل آية «يؤمنون بالغيب» بعكس حال المنافقين الذين يكفرون إذا خلوا إلى شياطينهم فتمثيل لعمر الله غير صحيح؛ لأن الله لم يقل: يؤمنون بالغياب، أو في غيابهم عن المؤمنين وأما عن الله فلا يغيب عنه شيء ألبتة ، وإنما: قال: «يؤمنون بالغيب»، وقد برهنت على أن الفعْلَ إذا لم يدل السياق على أنه مصدر فلا بد أن يكون ذاتاً يتعلق بها الحدث؛ لأنه واقع منها أوعليها؛ فالمراد يؤمنون بمغيب، وليس المراد يؤمنون غائبين.. وإيمان المؤمن سراً بحيث يوصف بأنه آمن حال كونه غائبا لا ينجي من النار بغير عذر، وليس هو المثل الأعلى حال العذر؛ فكيف تحمل نصوص تقرر حقائق الإيمان على أدنى مراتبه.. ثم إن الله وصف المؤمنين بإقام الصلاة، وكل فرائض الصلاة علنية، فإذا حملوا الإيمان على الإيمان سرا فليجعلوا الصلوات سراً في البيوت والخلوات!!.. ولا خير في تأويل ينقضه السياق.. وحمل باء بالغيب على معنى تعدية الفعل إلى المفعول أولى من حملها على معنى (في) الظرفية، لأن الظرفية ليست أصلها، ولأن الحال بالنسبة للمفعول تعتبر فضلة.
قال أبوعبدالرحمن: وما أطلت هذه الإطالة إلا قطعاً لشبهة من قد يُمَوِّه بهذه الآية في الاستدلال على الإرجاء، ويرى الإيمان عملاً قلبيا فحسب.. وبعضهم جعل بالغيب حالاً ومفعولاً به في آن واحد؛ فقال: يؤمنون بالغيب اي يؤمنون حالة كونهم غائبين.. قال: أبوعبدالرحمن هذا تأويل غير متصور، لأنه جمع بين الضدين، وعقول المفكرين وثقافة الحاوين عجزت عن استقراء كلمة واحدة من لغة العرب تكون مفعولا به حالا في جملة واحدة في آن واحد.. وذكر الراغب وجهاً آخر، وهو أن قوله تعالى: (يؤمنون بالغيب) بمعنى صاروا ذوي أمن بظهر الغيب.. قال أبوعبدالرحمن: هذا لا يعارض ما قررته من أن بالغيب مفعول يؤمنون.. إلا أنه فسر الكلمة بالنتيجة واللزوم، والأصل التفسير بالمطابقة والإيضاح، ثم يُفرِّع عليه النتيجة؛ فمن ناحية أصل الإيمان مصدر آمن المشتقة من أمن فلا ريب أن المؤمن صار ذا أمن بحصول الطمأنينة في قلبه، ولكن لما استقر الاشتقاق والاستعمال العربي علم أن المؤمن لا يحصل له أمن إلا بمشاعر ومعارف استقرت في قلبه كالعلم بالوجود والكمال والصدق والعصمة والخوف والخشية والرجاء والشوق.. إلى آخر معارف القلوب التي تجلب الأمن والطمأنينة؛ فلما صح كل ذلك لم يجز أن نقول مباشرة: إن يؤمنون بالغيب بمعنى يصيرون ذوي أمن؛ لأن هذا التأويل المباشر مسقط لمقومات الإيمان التي تجلب الأمن.. بل نقول اولا بمدلول يؤمن بعد استقرار الاستعمال والاشتقاق: إن «يؤمنون بالغيب» يتيقنون كل حقائقه وما يتعلق بها من صدق وعدل وكمال وعصمة وخوف وخشية ورجاء وشوق؛ فإذا أردنا أن نتبرع بزيادة في التفسير قلنا بعد ذلك: ونتيجة هذا بمفهوم اشتقاق آمن من أمن: أن المؤمن حصل له أمن بموجب هذه المقومات، وإلى لقاء، والله المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved