أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th November,2001 العدد:10650الطبعةالاولـي الأحد 10 ,رمضان 1422

مقالات في المناسبة

عَقْدا الخير
عيسى بن عبد الله الغيث
القاضي بالمحكمة المستعجلة بتبوك
مضت عشرون عاماً على ولاية ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وفقه الله، حيث التطور في المؤسسات والأعمال القائمة والتأسيس لأعمال جديدة، فتطورت مرافق الدولة وعلى رأسها القضاء في شكله وموضوعه، حيث المباني والتجهيزات، مع تحديث للأنظمة واللوائح بما يتناسب مع العصر، لأن شريعتنا صالحة لكل زمان ومكان، ويكفي هذه البلاد فخراً أنها تحكم الشريعة الإسلامية حقيقة وواقعاً وليست سطوراً تُكتب أو زعماً يُدعى. بل قامت الدولة المباركة منذ بواكيرها تحمل رسالة الإسلام وتحكم بشريعته في سائر شؤون الحياة ونشاطاتها البشرية المختلفة، ففرضت هيمنة القضاء الشرعي على مختلف النزاعات والخصومات، وحفظت الاستقلالية وسيطرت العدالة على موارد المنازعة، وتوحدت جهة الحكم بحيث لا يسمح لأحد أن يتدخل في المنازعات سوى الجهة المعنية بقطع الأحكام مما يظهر هيمنة القضاء الشرعي وقيامه بدوره في جميع أنواع الخصومات بمرجعية مطلقة للشريعة الإسلامية دون استثناء، مما يعطي السلامة والعدالة والحاكمية الإسلامية الحقة، والمملكة بحملها لرسالة الإسلام واضطلاعها بمسؤولية الحكم بشريعته حازت قصب السبق في المضمار، ونالت زمام الريادة لطالبيه من سائر البلاد والأمم.
كما نمت شعيرة الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فطورت بنيتها التحتية وهيكلتها الإدارية، وقامت بهذه الشعيرة التي تضاف الى قائمة مميزات هذه الدولة الإسلامية.
واهتمت بمجال الدعوة إلى الله حيث أنشأت له وزارة مستقلة مضاف إليها الشؤون الإسلامية في الداخل والخارج، والأوقاف التي تعتبر سنّة عظيمة وصدقة جارية وبتطويرها يتحقق الاكتفاء الذاتي والنمو المستمر، كما أنشئ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يضم نخبة من الوزراء ليقوم بجميع شؤونه وقضايا المسلمين والأقليات المسلمة والجمعيات والمراكز الإسلامية في العالم، اضافة لإنشاء مجلس للدعوة والارشاد للإشراف على تنفيذ ومتابعة كل ما يخص شؤون الدعوة لاعتماد برامجها وتحديد وسائلها وتأهيل الدعاة وتدريبهم، كما أنشئ المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية، وأعيد توزيع مرجعيات الجهات الخيرية والدعوية ضمن هيكلة متطورة تكفل علو الانتاج وحسن المتابعة.
إننا إذا ذهبنا نسرد ما تم خلال هذين العقدين من أعمال دينية ودنيوية لأثقلنا بها الأسفار وملأنا بها الصفحات، فانظر مثلاً إلى مجمع طباعة المصحف الشريف الذي كم تمناه ورجاه المسلمون في بقاع المعمورة وعلى مر العصور واذا به يتحقق على يد خادم الحرمين الشريفين أيده الله، وقل مثل هذا في توسعة الحرمين وتطوير المدينتين المقدستين والمشاعر بل أنظر إليه وهو يختار لنفسه لقباً مجرداً من الفخامة الدنيوية طالباً فخامة رب العالمين حيث اقتصر على أشرف لقب وأعزه في نفوس جميع المسلمين عندما اختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين إمعاناً في روح الورع وانكاراً لذاته في حب الله عز وجل، ولننصت لجلالته وهو يقول بكل ايمان وطمأنينة «إنه ليسعدني أن أنادى دائماً بخادم الحرمين الشريفين وأسأل الله أن يجعلني وإياكم عند مستوى هذا الشرف العظيم». ولا أجد ما أقوله إلا حفظ الله لنا ولي أمرنا ووفقه لمرضاته وسدد خطواته لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين.
وإن هذا الخير لن يقف أو يتباطأ وانما هو سائر بتوفيق الله إلى مزيد من التخطيط والتطوير والتنمية لكل ما فيه خير الأمة وصلاحها في دينها ودنياها، محكمين لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، محافظين على الواجبات ومؤدين للحقوق، والله أسأل الخير للجميع.




أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved