أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th November,2001 العدد:10650الطبعةالاولـي الأحد 10 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

يعمل به عند تعذر الاستمرار
الطلاق وآثاره النفسية وكم شتت من أسر!!
لا أعرف ما الذي دفعني لذلك حيث انني سمعت ان بعض الاسر عند عقد الزواج تقوم بوضع شرط وهو مؤخر الصداق (اي عند طلاق الزوجة) وأكدوا لي أن مأذون الأنكحة يلزم بذلك ولم آخد الموضوع من جانب انني سمعت حيث لا يؤمن الانسان بمبدأ سمعت ويقوم بنشره الا بعد التأكد من مصادره الخاصة فقمت بالاتصال بمجمع الدوائر الشرعية واستفسرت من مأذون أنكحة عن صحة ما سمعت فقال لي: لا نشرط ذلك ولا نمنع ذلك فهذا الامر راجع لمن يخصهم الامر وهناك بعض الاسر ويكثر ذلك في غير السعوديين والبادية من السعودية.
ولكم فرحت بذلك الشيء وسعدت به وليست سعادتي مع الرجل ضد المرأة أو المرأة ضد الرجل بل سعادتي لكلا الطرفين فنحن نعلم جميعاً ان من حق الزوج ان يطلب المهر من زوجته في حال انها تكون قد طلبت الطلاق.. وهذا أمر مفروغ منه ولا جدال حوله.
ونأتي الى شيء آخر لماذا لا يكون هناك في المقابل حق للمرأة في حال طلاقها من الرجل خصوصا اذا كانت لم تدخر جهداً معه.
إنني هنا لا اريد ان أثير حفيظة الرجل ضد هذا المبدأ على العكس كثيراً من الرجال من شعروا بالالم وهم يطالعون اخبار المناطق في الصحف من حيث حالات الطلاق لكل منطقة وحالات الزواج فعندما قمت بحسبة بسيطة وذلك بطرح كمية الطلاق من كمية الزواج وجدت ان العدد يفوق النصف إن لم يصل الى العدد الاصلي للزواج وكثير من المناطق من اوردت ذلك ولعام واحد فقط 1420 1421ه فمن هي المطقة أليست أختك أم ابنتك أم عمتك أم خالتك أم.. أم.. إذن حالات الطلاق تثير حزن الرجال قبل النساء فالرجل قد كلف بالقوامة وتحمل المسؤولية. فمثلاً عندما تكون المطلقة امرأة أكبر أبنائها لم يصل مرحلة التكليف.. من هو المسؤول عنها ومن هو الذي سوف يؤمِّن لها المسكن والمعيشة أليس الاب أو الاخ اذن فلننظر لمسألة الطلاق انها مسألة تؤرق الطرفين.
فلنناقش الطلاق اولا من حيث الآثار النفسية على الزوج والزوجة وبعدها الآثار المادية من مأوى ومعيشة.
الطلاق: إنه امر حلله الله سبحانه وتعالى وكذلك أبغضه ولله في ذلك حكمة وأمر عظيم.. فالطلاق أمر يؤخذ ويعمل به عند تعذر استمرار الحياة الزوجية لكلا الطرفين او لطرف واحد.. المهم انه امر قد جعله الله حلاً وليس ليكون امراً يعم به ولأي سبب فلم يبغضه الله الا من أجل ان يقف كل من الرجل أو المرأة موقفاً ثابتا وينظران في الطلاق قبل ان يقدما عليه.. ويضعا نصب أعينهم امورا شتى ولعلنا هنا نقف على بعض آثار الطلاق بصورة تلامس الواقع ولعلّي عندما اردد بعض تلك الآثار لم اسمع عنها أو قرأت عنها بل تعايشت معها من خلال الاهل والاقرباء والزميلات.
(1) المرأة المطلقة في نظر المجتمع وللاسف ولن نخوض في نظرة المجتمع فهو امر يطول شرحه قد اخذت فرصتها في الزواج من شاب وتنتظر من يتقدم اليها وان تزوجت شبابا فهي حديث المجالس. اذن اثر نفسي كبير على المرأة فيا اخي قبل ان تطلق زوجتك لأمر قد يتم علاجه فحاول ان تتريث لعل الله يصلح بينكما. أما ان كان امرا تتعذر معه استمرار الحياة الزوجية فالله سبحانه وتعالى قد اعطاك الحل فخذ به وأنت اخيتي لا تستعجلي طلب الطلاق من زوجك حتى وان كان هناك عيوب خلقية او دينية فحاولي اصلاحه وضعي ثقتك بالعزيز القدير الدي لن يخيب ظنك الا اذا كان أمراً دينيا قد تتعذر معه الحياة الزوجية كتارك الصلاة كلية فالمرأة قد أعطاها الله سبحانه وتعالى تحملاً كبيراً لمثل تلك الامور.
(2) الرجل المطلِّق.. ونحن نعيش الآن في مجتمع غير المجتمع السابق وأصبح الرجل كالمرأة يعاني من ذلك وليس كالسابق الرجل عندما يطلق زوجته فهو لن يتعذر عليه الزواج بأخرى شابة وبسرعة دون تأخير بل في هذا الوقت اصبحت المرأة تتحقق ما سبب الطلاق والطلاق هل هو منه ام منها وما السبب وهل كان يحبها ام لا وهل انا أكون الضحية من أجل ان ينتقم من زوجته السابقة.. أم.. أم.. أسئلة كثيرة تتبادر الى ذهن الفتاة وبالفعل نقف مع فتيات يتعرضن لنفس الموقف وبالتالي تقول ولماذا الحيرة (أليس في هذا البلد غير ها الولد).
دع مايريبك الى ما لا يريبك اذن للرجل نصيب من هذه الآثار.
(3) الاولاد: اذا كان هناك اولاد فما مصيرهم ونادرا ما يكون هناك اتفاق بين الزوجة والزوج حول حضانة الاولاد بل مشاكل لا تعد ولا تحصى برغم ان الدين وضع اسساً وقوانين لتنظيم ذلك الا ان لدينا تحفظا اتجاه دخول المحاكم والمحافظة على سيرة الاهل وغيره ومن هم الضحية الابناء فلكم بعض صور من حياة الابناء الذين تطلق ابواهم:
1 زوجة تطلقت من زوجها بسبب الزواج من اخرى ولديها اولاد وبنات أخذ الاب الاولاد ووضعهم عند عمتهم لان زوجته رفضت.
2 زوج طلق زوجته ومعها طفلة ذات 3 شهور وعند دخولها المدرسة أخذ ابنته ووضعها عند زوجة ابيه لان امه متوفاة اما زوجته فرفضت لانها لا تريد تذكر انه كان متزوجاً قبلها.
3 زوج لديه ولدان قد طلق زوجته فمنذ ثماني سنوات والاولاد مع أمهم وقد تزوجت مؤخراً ولم يتم اخباره خشية ان يأخذ الاولاد لأنه هدد بأخذهم ان هي تزوجت.
وأموركثيرة وكثيرة من هذه وهذا قليل من كثير وفي دائرة المجتمع الاسري الذي نعيش فيه فما بالكم عندما نقوم بحصر حي أو منطقة فماذا نحصد من وراء هذا الطلاق ومن هم الضحية.
(4) المجتمع: قد ننظر للموضوع نظرة سطحية من حيث تأثير الطلاق على المجتمع وننظر من واقع ضيق وهو واقع الحالات التي يطلع عليها الفرد نفسه في محيطه الاسري ولكن عندما ننظر للطلاق من حيث الابناء فإننا نجد ان كثيراً من الابناء او البنات الذين دخلوا دور الرعاية الاجتماعية الخاصة أو من يقف تعليمهم عند مرحلة بسيطة أو مشاكل نجد أنهم وبأغلبية منهم نتاج طلاق الزوجين.
إذن تلك آثار نفسية قد تعود على الاطراف الثلاثة الزوج والزوجة والاولاد وأكثر من يتعرض للألم هم (الأبناء).
أما الآثار المادية فلربما تكون بسيطة ولا تقارن بالآثار المعنوية والنفسية لاننا ولله الحمد في مجتمع يتغلب على النواحي المادية بأي طريقة شرعية ولله الحمد وكذلك لننظر من حيث بعض الحالات:
امرأة قد طلقت من زوجها ومعها مجموعة من البنات والابناء وتريد ان تعيش معهم في امن ولا تريد الزواج مرة اخرى لانها اكتفت بذلك والزوج قد اشترط خروجها من المنزل ويعرف نقطة ضعفها انهم الاولاد واخذ منها موثقا انها في حالة زواجها مرة اخرى سوف يأخذ الابناء وفي هذه الحالة تعيش بين امرين كل امر أمرُّ من الآخر.. الضائقة المادية من حيث تأمين مسكن لها ولأولادها ومن سوف يؤمِّن ذلك والشرح حول ذلك يطول او ان تتخلى عن اولادها ولمن.. حتى تنتظر رجلا يتزوج بها لتأمن بجانبه.. ولربما هذا يخف وطئا اذا كانت موظفة وليس جميع النساء وموظفات.
وهناك حالات كثيرة ولقد اطلعت عليها شخصيا ولم اسمع بها فقط بل ربما انني تعايشت معها مع زميلة او قريبة او جارة وامور تقشعر لها الابدان فالاب غارق في حياته الزوجية ناسيا انه اب الا في بعض الاوقات يتذكر انه اب، او زوجة تعيش في كنف زوج آخر وقد رزقت منه بأولاد ونسيت او تناست اولادها خشية المشاكل من كلا الطرفين الزوج السابق او زوجها الحالي وبالتالي من هم الضحية؟ انهم الابناء.
إذن لا بد من وضع أمور كثيرة للحد من حالات الطلاق والتي اصبحت اكثر من حالات العنوسة وغيره.
ولعلّي اضع بعض الحلول من مجرد اجتهاد شخصي:
1 التريث عند تزويج الفتاة والتأكد من ان المتقدم قد اكتملت فيه خصائص الزوج من حيث من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
2 التريث عند خطبة الفتاة للشاب من حيث انه موافق على ما تتصف به من صفات مع غرس القناعة لديه حيث قال سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم «تنكح المرأة لأربع.. فاظفر بذات الدين تربت يداك».
3 عدم المبالغة في طلب المهر والمسكن وغيره مما يجعل الشاب يقع في ضائقة مادية تضطره للاقتراض والسداد بأي طريقة وبالتالي يؤثر سلبا على الحياة الزوجية وهي في بدايتها مما يجعل الزوج يعيش في دوامة العجز المادي ويؤثر على نفسيته واستقراره الزوجي وبالتالي تكون الاعصاب مشدودة فتثور لأي سبب مما ينعكس على الزوجين وكثرة المشاكل والتي تؤدي الى التفكك الاسري.
4 مراعاة التوافق العمري بين الزوجين والتعليمي والاسري فكثيرا من الزيجات فشلت بسبب الفارق الزمني من حيث عمر الزوج وعمر الزوجة كذلك التعليم ان لم يكن دائما الفارق التعليمي من المسببات المباشرة انما يحدث أحيانا، كذلك الاسري من حيث المستوى الاجتماعي لكل اسرة. لذا يجب وضع التوافق نصب العين عند إقدام الزوج او الزوجة.
5 محاولة التريث لكل من الزوج والزوجة مع بداية الزواج حيث انها ستكون حياة جديدة لا يمكن التأقلم معها ببساطة فلا بد لكل واحد منهما تقدير الآخر وتحمل أي تصرفات تحدث حيث ان الفتاة قد انتقلت لحياة منفصلة عن الاهل بعد ان مكثت سنوات طوال وهي معهم وبالتالي سوف تجد نفسها في موقف قد يصعب عليها تقبله مباشرة ومع رجل غريب عنها وبين يوم وليلة اصبحت ملزمة بالتقيد به ومن حيث انه الزوج وإليه تعول القوامة والمسؤولية فيجب على الزوج امتصاص اي تصرف يحدث منها بروح طيبة ويتقبل ذلك بكل سعة صدر وبالتالي سوف تعتاد على الوضع بل لا تستطيع الاستغناء عنه ان وفقها الله وكذلك على الزوجة تحمل تصرفات زوجها من حيث انه كان قبل ايام شاباً يعيش وفق هواه وليس لديه بيت او مسؤولية يخرج وقت يشاء ويعود متى ما يشاء اما الآن فلديه زوجة وبيت ومسؤولية لذا عليها تحمل أي تصرف يحدث منه من تأخر في الحضور في المساء والتأخر عن وقت الغداء وهكذا فتحاول تحمل ذلك بكل حب وتقدير ولا يمنع من العقاب الرفيق الذي يجعله شيئا فشيئا يعتاد على هذا الوضع وسوف يكون باذن الله الزوج الصالح والاب الحنون فقليلا من الصبر الذي لا يتعدى اشهراً ليتم وضع حياة اسرية طوال العمر ان شاء الله.
فيا اخي ويا اختي حاولا بقدرما تستطيعان تذليل كل الصعاب وتحمل المصاعب والنتيجة من اجل الابناء فهم سوف يتضررون عند وقوع اي مشاكل وإبعاد شبح الانانية والبحث عن الذات بل الايمان ان كلا من الاب والام عندما يكون لهما ابناء ان يجعلا سعادة الابناء هي اهم شيء أليسوا هم فلذات أكبادنا وبالتالي نجد ان اي مشكلة مهما كبرت فاننا ننظر لها انها صغيرة عندما نفكر بالابناء وبالسعادة التي ينعمون بها ونحن بينهم وفقكم الله لحياة زوجية هانئة.
ميثاء البراهيم - بريدة

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved