أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th November,2001 العدد:10651الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,رمضان 1422

الثقافية

الكتاب
إعداد فوزية بنت محمد الجلال
الكتاب: وردة: رواية
المؤلف: صنع الله إبراهيم
سنة النشر: 2000م
«وردة» نص سردي، يتكىء على الرمز في وصف امرأة مناضلة تنتمي الى «ظفار» في الستينيات والسبعينيات، وقد اتخذها الراوي بطلة مقاتلة ضمن مقاتلات حركة تحرير «ظفار» في الفترة المشار اليها قائلا:«وردة ليست عودة الى الماضي واستغراقا فيه، بل هي مراوحة بين الماضي والراهن في جغرافيا واحدة سلطنة عمان». وعن بطلة روايته «وردة» يقول:«وردة امرأة اسطورية فاتنة من لحم ودم، ممتلئة بالأحلام والطموحات والأوهام والرغبات المحبطة والارادة، وهي شخصية مخترعة إلا ان هناك شخصيات واقعية مثل سناء محيدلي وليلى خالد في المقاومة الفلسطينية، كما تميزت هذه الفترة بظهور نماذج لنساء قاتلن الى جانب الرجل، وقد حاولت تخيل ما يمكن ان تكون عليه شخصية وردة من تلك الأمثلة كأفكارها والمثل التي تسعى اليها وتكوينها النفسي»، وعن دوافعه لكتابة هذه الرواية الآن يقول صنع الله:«كنت في عام 1992م عمان، ولمست عمليات التحديث تجري على قدم وساق بالسلطنة، فتذكرت حركة ظفار، وفكرت في علاقة أهدافها بما تم تنفيذه»، ويقول أيضا:«هناك مجموعة تجارب يمكن مناقشتها اليوم من أجل المستقبل، والسؤال الرئيسي عن امكانية تخطي مراحل معينة في النمو الاقتصادي والاجتماعي، والموضوع يمتد الى ماهو أشمل من تجربة ظفار».
وتتقلص الوثائقية في الرواية الى الحدود الضرورية لها كرواية، في شكل رصد لأهم الأحداث والتحولات العربية والعالمية من خلال يوميات البطلة بلا فصل لها عن تأملاتها وتحولاتها الشخصية المواكبة في تبادل مع خط السرد الروائي المألوف على لسان الراوي، رغم ان الراوي يقول:«لا أوافق على تسمية وثائقية والفصل بين الخطين، فالوثائق مشتركة وكذلك التخييل».
************
الكتاب: آفاق الفن التشكيلي على مشارف القرن الحادي والعشرين
المؤلف: مختار العطار
2001م «232ص، 24*17سم»
يتناول الكتاب تاريخ الفن والمدارس الفنية ودراسة اللوحات المرسومة والمصورة والتماثيل وكل ابداع صنعه الانسان على مدى العصور، فالانسان غير من شكل الحياة على الأرض، ليس بالعلم فقط ولكن بالفن أيضا، لقد تعلم مقاييس ومعايير الفن من الطبيعة ذاتها، فأوجد أساليب غير مسبوقة في التعبير الفني المرئي وظهرت الاتجاهات الفنية المختلفة، الى ان وصلت الى القرن العشرين، حيث تغيرت معه المفاهيم التقليدية والفوارق المعتادة بين فنون ابداع التماثيل والرسم والتلوين والتشكيل المرئي وزالت الحواجز بين الفنون الجميلة التقليدية، التي كانت مقصورة على الرسم والحفر والتلوين وتشكيل التماثيل لتختلط مع فنون الرقص والموسيقى والتصوير الضوئي والمجسمات والمسطحات بوجه عام.
لقد اختلط الفن باللافن، ودخلت معايير جديدة يدافع عنها فلاسفة ومفكرون جدد ظهروا على الساحة الثقافية في القرن العشرين.الكتاب يعرض المدارس وأساليبها الجديدة، كما أنه يقدم فلسفة الفن وآفاقه المستقبلية في البلاد العربية والعالم.
من الكتاب: الفن السياسي:
مع تراجع الفنانين في السبعينيات عن الأسلوب «التجريدي» واندفاعاتهم الى «التشخيصية» اتجهوا بالضرورة الى المضمون والمحتوى ولم يقتصروا على الشكل كما كان الحال في الستينيات والخمسينيات من هنا انفتح الباب للمضامين السياسية والقضايا الاجتماعية لتجد مكانا من جديد في لوحات الرسامين الذين عادوا الى النظريات الكلاسيكية التي شاعت منذ قرنين من الزمان.
الفن أداة توصيل الانفعال والمعنى الى المتلقي، المصدر الأول لهذ المقولة، هو الفيلسوف اليوناني «أفلاطون 429 ق.م» وصف الفن بأنه: يروي «الانفعالات الصارمة» والتشخيص والرمز هما الطريق الأمثل لنقل المعاني والأفكار الى المتلقي. مع الامتاع الروحي.إن المسألة التي حيرت الفنانين في السبعينيات هي كيفية توصيل المضامين والأفكار السياسية الى «الجماهير العريضة» بأساليب تناسب التقاليد الفنية الحديثة إذ أن «الفن الحديث» ظهر بين الصفوة من المثقفين ووجه تعبيراته اليهم بوعي كامل.
النحات أو الرسام واحد من هذه الصفوة. كان قبل عصر النهضة الايطالية مصنفا ضمن الحرفيين والعمال لكن العبقري «ميشيل انجلو بوناروتي 14751564» استطاع ان يتخذ مكانته الرفيعة كشاعر ومهندس ورسام ونحات.كذلك زميله ومعاصره جنتلمان العصر «ليوناردو دافنشي». من ذلك الحين والفنون الجميلة من نحت ورسم وتلوين تخاطب «الصفوة» وتختلف في مبناها ومغزاها عن الفنون الشعبية والفطرية والبدائية والتطبيقية والسياحية الواقع ان الفن والسياسة على علاقة قديمة قدم التاريخ. رسم الفنان المصري القديم منذ آلاف السنين صورة شهيرة على شظية فخار. فيها جماعة من الفئران تتدارس كيف تعلق الجرس في عنق القط.. عدوها اللدود. أما في التاريخ القريب فلدينا الفرنسي دولاكروا ولوحته «الحرية». والاسباني جويا وصورة ضد الغزو الفرنسي. وآخرالعمالقة بيكاسو ورائعته «جيرنيكا».
إلا ان المؤرخ والناقد الانجليزي «ادوارد لوسي سميث» يحدد ظاهرة ارتباط الحركة الفنية بالسياسة بالمعرض الذي أقامه أحدهم سنة 1913م، لطلائع الفن الحديث في مكان عام بمدينة نيويورك، أراد ان يوقظ الجمهور ويخطره بظهور الفن الحديث على مسرح الحياة، لم يجد سميث في كتابه «الفن في السبعينيات» نوعيات الفن الحديث الذي أشار اليه، لكننا نعلم ان الحركة آنذاك كانت تضم الأساليب:«التأثيرية» و«التعبيرية» و«التكعيبية» و«المستقبلية» و«التجريدية التعبيرية».وفي مطلع القرن العشرين كان الارتباط بين الفن والسياسة شكلياً، اشتركا فقط في الدافع الثوري، لكن المضامين الفنية كانت اجتماعية وانسانية في أساسها، كتلك التي ظهرت في لوحات بعض الفنانين أثناء الحرب العالمية الثانية وفي اعقابها، الذين ثاروا على الأشكال والموضوعات الأكاديمية.
************
الكتاب: الخوف الاجتماعي «الخجل»
المؤلف: حسان المالح، 1993م، 216صفحة
كم من المرات التي أعاق فيها الخجل، انسانا مبدعا، أن يحقق طموحه في البروز أمام المجتمع وابراز مواهبه وتقديم خدماته، انه الخجل، ذلك الشعور المرضي الذي يقف عائقا أمام تطور الانسان اجتماعيا، ويجعل منه انسانا انطوائيا معزولاً، وربما يصبح منبوذا، فالخوف الاجتماعي اضطراب نفسي، وكثير من الناس يشكو من أعراضه المزعجة، التي تكون أحيانا شديدة ومعطلة للانسان في علاقته مع الآخرين، مما يؤثر في حياته العملية والانتاجية، اضافة الى التأثيرات النفسية العديدة كا لإرهاق النفسي، والاكتئاب واليأس، التي تؤدي جميعها الى ارتسام ملامح حزينة واحباطات كثيرة في حياة هؤلاء الناس، تدفعهم الى الانسحاب من الحياة الاجتماعية تدريجيا، باتجاه العزلة الكاملة.
من الكتاب: المضاعفات المرافقة للخوف الاجتماعي:
تترافق حالات الخوف الاجتماعي بعدد من المضاعفات وذلك بسبب طبيعة الاضطراب نفسه وأعراضه، وقد بينت بعض الدراسات ان حالات «الاكتئاب النفسي Depression» قد تصل الى 50% من المرضى الذين يعانون من الخوف الاجتماعي، حيث ان الاحباطات المتكررة الناتجة عن الخوف، ولاسيما في مجال العمل أو العلاقات الاجتماعية تجعل الانسان فريسة لمشاعر اليأس من النجاح، وتزداد أفكار الانسان السلبية عن قدرته، ويعتبر نفسه ضعيفا وجبانا، كما ان الخوف يمنعه من ان يحقق شخصيته وان يمارس حياته العادية في لقاء الناس والحديث معهم وتبادل الزيارات والآراء والأحاديث، وهكذا تحدث حالات اكتئابية مرافقة قد تكون مزمنة أو مؤقتة بعد فشل أو احباط في موقف معين له أهمية خاصة في حياة الانسان. ويترافق «القلق العام Generalized Anxiety» مع بعض حالات الخوف الاجتماعي الأخرى، وأيضا مع بعض المخاوف المحددة، وفي بعض الحالات يحدث الخوف من أماكن السوق بعد فترة من الخوف الاجتماعي، وتقدر نسبة هذه الحالات ب7% من حالات الخوف الاجتماعي وقد تبين ان الأشخاص الذين يدمنون على الكحول والأدوية المهدئة المنومة، يوجد بينهم من يعاني من حالات الخوف الاجتماعي، وهم يستعملون الكحول أو الحبوب المهدئة كي يستطيعوا مواجهة المواقف الاجتماعية العادية التي تسبب لهم الخوف والارتباك، وبعد فترة من الاستعمال يصبح عندهم حالة تعود وإدمان على هذه المواد، وتتطور حالتهم نحو الأسوأ، والبعض الآخر قد لا تصل حالتهم الى حد الادمان، ولكنهم يستعملون تلك المواد في فترات معينة من حياتهم، وتدل الدراسات على أنهم يشكلون حوالي 20% من حالات الخوف الاجتماعي في المجتمعات الغربية، وتترافق حالات الخوف الاجتماعي ايضا باضطراب الشخصية ولاسيما الشخصية الاجتنابية الهروبية، وأيضا تكثر صفات الشخصية الاعتمادية والشخصيةالوسواسية، ولا توجد احصائيات حول نسبة هذه الاضطرابات المرافقة
والعلاقة بين اضطراب الشخصية والخوف الاجتماعي علاقة معقدة ويعتقد البعض ان اضطرابات الشخصية تهيء لهذا. وتبين الدراسات ان حالات الخوف الاجتماعي تسير سيرا مزمنا، وتزداد الأعراض شدة في حال تغير الظروف المهنية والاجتماعية التي تجبر الانسان على ان يتعرض للمواقف الاجتماعية أكثر من قبل، وفي هذه الحالات يزداد التوتر والقلق والاحباط ويحاول المريض تجنب هذه المواقف بشتى الطرق وقد يؤدي ذلك الى تدهوره المهني، بل قد يؤدي في بعض الحالات الى ان يخسر مهنته فعلا.
************
الكتاب: مباهج الفكر الإنساني: نصوص أساسية من الفكر العالمي
المؤلف: مصطفى طلاس
2001م، 987 صفحة
مجموعة نصوص، اختارها المؤلف من بين العشرات، ليقدمها بين دفتي هذا الكتاب، واعتبرها «خلاصة نتاج عقول تنتمي لأزمنة وأمكنة مختلفة». يضم الكتاب «62» مفكرا، منهم «24» عربيا، قسَّمهم الى:
* الأنبياء: واختاروا منهم على سبيل المثال، النبي سليمان،ومحمد صلى الله عليه وسلم .
* الحكماء: كونفوشيوس، وامنحوتب، والإمام علي رضي الله عنه.
* الفلاسفة: أفلاطون، وأرسطو، وكانط.
* الأدباء: الجاحظ، وطه حسين، وهوميروس.
* الشعراء: المعري، ونزار قباني، ومحمود درويش.
ويقول المؤلف في دواعي اختياره لهذه النماذج وغيرها:«إنما أردت أن تكون تاريخا للوعي.. فتاريخية الوعي لا تنفي الصلة القائمة بين نص كتب قبل ألفي عام ونيف، وبين نص حديث أو معاصر، ثانيا: أردت من هذه النصوص أن تكون تعبيرا عن وحدة الفكر الانساني، وهذا يدل على تهافت فكرة التمايز بين البشر، ويدل على وحدة مشكلاتهم ووحدة أداء التعبير عنها، وان اختلفت في طريقة التعبير والتناول، ثالثا: كان اختياري محكوما بالمشكلات التي أراها جديرة بالعرض وما زالت حاضرة أمامنا تحتاج الى جهد نظري لتناولها، رابعا: اندفعت بوعي مني الى اختيار نصوص لمفكرين وشخوص لهم بصمات واضحة على تاريخ الفكر الانساني».
**************
الكتاب: ياباني في مكة
المؤلف: تاكيشي سوزوكي، ترجمة وتعليق: سمير عبدالحميد إبراهيم، سارة كاهاشي، مراجعة: زيد بن عبدالكريم الزيد
الناشر: الرياض: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، 1419ه «310ص، 24*17سم».
هذا الكتاب كما جاء في مقدمته يكشف عن جوانب مجهولة من أدب الرحلات الياباني، كما أنه يكشف عن نمط أدبي فريد، فمؤلفه، ياباني عشق وطنه، وتغنى بمحاسنه، وعمل من أجله، وهو أيضا مسلم، اعتنق الاسلام بعد ان عاش بين المسلمين في جزر إندونيسيا عدة سنوات، فتعلم مبادىء الاسلام، وآمن بالدين الحنيف قولا وعملا، وطبق مبادىء الاسلام وأصوله تطبيقا عمليا حتى صار مسلما بحق. حيث يقول:«تمكنت بعد زيارتي لمكة ثلاث مرات من أن اتعرف على هذه المنطقة، وان أزيد معلوماتي عنها، وهكذا كتبت هذه المذكرات حتى أقدم للناس في بلادي «اليابان» فكرة واضحة عن الجزيرة العربية، تلك التي يظنها الناس مكاناً غامضا وسريا، وقد كتبت هذه الصفحات بكل أمانة، وسوف تغمرني السعادة إذا اهتم الناس بالاسلام، ورغبوا فيه، ومالوا الى اعتناقه، بعد قراءتهم هذاالكتاب».
وتعد هذه الرحلة «ياباني في مكة» نموذجا متكاملا للنمط الأدبي المعروف ب«أدب الرحلة» وهو النمط الذي له علاقة بجميع العلوم الاجتماعية تقريبا، يستفيد منه كتاب السير، وعلماء الجغرافيا، وعلماء الاجتماع، وعلماء اللغة وغيرهم إفادة كبيرة.
وهذه الرحلة، اعتمد فيها المؤلف، بالاضافة الى المشاهدات العينية، على ما سمعه من أخبار، وعلى مطالعة الرحلات السابقة التي كتبها غيره، وقد بدأ وصف رحلته بمقدمة عن الاسلام ومبادئه، ثم بمقدمة أخرى عن الرحلة ذاتها، والظروف التي دفعته الى القيام بها، وركز على الأمور الجغرافية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية، ووصف الطرق والعمران والمرافق، وفئات المجتمع وطبقاته، ووضع الرجال والنساء في المجتمع.. وغير ذلك. كما شملت رحلته ذكر رجال الدولة وعلمائها، وقد أفرد فصلا في رحلته للحديث عن الملك عبدالعزيز الذي شاهده عن قرب، حيث التقى به في موسم الحج وفاز بلقاء مطول معه، وذلك أثناء لقاء جلالته بوفود العالم الاسلامي حيث كان رحالتنا من ضمنهم.
من الكتاب:ظهرت كتابات كثيرة عن الاسلام، وكان أول اتصال بين المثقفين اليابانيين والاسلام عن طريق ترجمة الفكر الديني من خلال الكتابات الغربية عام 1877م، حين ترجم كتاب «حياة محمد» رسول الاسلام الى اليابانية، ومن هنا بدأ اليابانيون يتخيلون الاسلام، بعد ان كانوا قد تعرفوا عليه عن طريق الصينيين، وأطلقوا عليه اسم «كيكيو» أي دين قبيلة «الهوي» وهي قبيلة مسلمة من الصين، وفي تلك الفترة التي زار فيها المؤلف الجزيرة العربية والفترة التي تليها، ظهرت كتابات عديدة عن الاسلام في شكل كتب ومقالات.
************
الكتاب: الأدب والتكنولوجيا وجسر النص المتفرع
المؤلف: حسام الخطيب
1996م (226ص، 25*18سم)
يعالج هذا الكتاب مشكلة العلاقة بين الثقافة الأدبية والتكنولوجيا الحديثة، في بعديها العربي والعالمي وآفاقها في المستقبل، كما يتابع تلك التحديات التي يطرحها التفجر المعرفي والتكنولوجي في وجه الخيال الأدبي مع التركيز على التجربة العربية.
فهو يعرف ب«النص المفرع Hypertext» ويستعرض التأثيرات المرتقبة لتطورات الكتابة الحاسوبية على قضية الكتابة الراهنة وعلى الظاهرة الأدبية بوجه خاص.
حيث يحاول ان يكتشف جذور تجربة النص المفرع في فن الشروح والحواشي العربية، كما يعالج موضوعات مثل:
الشفاهية والكتابية، والمعنى والدلالة، والتناص، والتعبير والترجمة، كما يقدم مصطلحات تتعلق بموضوع «النص المفرع» وذلك من خلال اطاريها الدلالي والتراثي.
من الكتاب: النص المفرع وقضية الابداع:
يسارع كل من يسمع رنين التكنولوجيا وطنين الآلة الذكية، ووشوشات الذكاء الاصطناعي، الى التأكيد ان الابداع مسألة شخصية فردية منبثقة من داخل ذات الانسان، ولا يمكن ان تحل الآلة محل الانسان، في دنيا المؤسسة الأدبية هناك أناس مازالوا ينفرون حتى من الآلة الكاتبة البسيطة.
ويستغربون حين يقال لهم أنه لا يوجد شاعر أو كاتب أمريكي أو أوروبي أو ياباني إلا وآلته الكاتبة معه تتلقى ضربات أصابعه على أزرارها وتحيلها الى شعر أو رواية أو مسرح، وكثيرا ما يسمع ان شعراء عربا يتساءلون باستهجان كيف يمكن ان يفرغ انسان شحنته العاطفية من خلال الآلة الكاتبة بدلا من «ليونة» القلم «الحساس» و«نعومة» القرطاس!!
وبالطبع لا ترمي هذه المرافعة الى القول بأن الحاسوب يمكن ان ينظم القصائد أو ان النص المفرع سيحل اشكالية الابداع، ذلك ان كل هذه الآلات من صنع الانسان، وقد طورها عن وعي لتكون في خدمة أهدافه وطموحاته المادية والروحية.
لقد كان ما تقدم عن دور الآلة والتكنولوجيا في دعم الابداع وضرورة عدم استبعاد أية احتمالات، مجرد تمهيد لتصور ما يمكن ان يترتب على دخول النص التكويني الأدبي هذه المنافسة، وان كلمة المنافسة مقصودة هنا ونابعة من اعتقاد تكرر ايراده في الدراسة الحالية، يفيد انه يصعب تصور حلول النص التكويني محل النص السطري وانهما على الأغلب سوف يتعايشان ويتكاملان!
إلا أن بعض المتخصصين يذهب مذهبا أبعد من كل ما تقدم، فيتصور امكان ان تخلق النصوص المكتوبة الكترونيا مشكلة عويصة «ربما مشكلة وجود أو عدم» للكتابة في صيغتها الحالية، بحيث يقترب النص المطبوع من ان يصبح ناتجا فرعيا ومجرد مستخرج ورقي ذي قيمة محدودة، بل يذهبون الى ان الآلة يمكن ان تصبح منافسا عنيدا في حقل الابداع والانتاج الفكري ويفضل ان نستمع الى هذا التأكيد من «نبيل علي» من خلال حديثه عن أطوار التواصل الثلاثة: الشفاهية والكتابية والتواصل الالكتروني..
ومثلما دخلت الصناعات الالكترونية دخولا جسيما في مجالات فنية كالموسيقى والرسم، فإنه لن يكون مستبعدا أن يؤدي استخدام تكنيك النص المفرع الى انقلابات في عمليات الابداع، وليس من الصعب تصور انعكاسات هذه الحساسية الجديدة المرتقبة في آلية الابداع الأدبي، وما زالت المحاولات مستمرة حيث يبرمج الحاسوب بطبيعة القصيدة المطلوبة ومفرداتها وعلاقاتها وتطلب منه احتمالات كثيرة، قد يبدو الأمر مستهجنا الآن إذ يجب ألا ننسى أننا نتحدث عن الشعر وهو ألصق أشكال الابداع بالحس والقلب والروح.
ولكن لماذا لا نقول مثلا ان فني الرواية الحديثة والمسرحية استوعبا كل منجزات الربط التقاطعي الالكتروني والحيل الأخرى المشابهة، ولم تعد هناك اليوم أية رواية أو مسرحية ذات تسلسل منطقي عقلاني، أي التفاعلات المتبادلة بن منطقتي الشعور «الوعي واللاوعي» ومنطقة التفكير وجدت طريقها الى العمل القصصي الحديث بالاستفادة من الحيل التقنية، يضاف الى ذلك ان تكنولوجيا المعلومات دخلت اليوم في رواية الجريمة ورواية القانون وغير ذلك من أشكال الرواية، وهذا ينطبق على المسرح بدرجة أشد.
ويندر ان نعثر اليوم على أية رواية أو مسرحية حديثة في الغرب بعيدة عن التأثر بتكنولوجيا المعلومات إما مباشرة أو عن طريق الروايات الأخرى بل ان الحاسوب اليوم يستطيع عن طريق حيل الذكاء الاصطناعي انتاج أعمال أدبية شبيهة أو مطورة نسبيا عن أعمال سابقة.
ويلخص «نبيل علي» المكونات الرئيسية لأحد النظم الآلية لانتاج القصص على النحو التالي:
* صانع الحبكة Plot maker.
* صانع العالم الروائي world maker.
* محاكي الأحداث events simulator.
* ناظم السردnarrator.
* مولد النص text generator.
وحسبي ان القارىء يتفق معي في ان انتظارنا سيطول قبل ان نجد بين أيدينا انتاجا قصصيا لهذه النظم الآلية يمكن ان نأخذه مأخذ الجد، ولنكتف حاليا بأن نردد مع أهل الذكاء الاصطناعي شعارهم: هدفنا ان نجعل الآلة أكثر انتاجية والبشر أكثر ابتكارية وابداعا.
واذا ابتعدنا عن الأجناس الأدبية الأشد التصاقا بالجانب الشعوري والالهامي من الانسان، وانتقلنا الى الأجناس الأدبية الأكثر اعتمادا على الموضوعية كأدب المسرح والمقالة، فإنه من فضول القول ان نشير الى ان الذكاء الاصطناعي أصبح لعبة شبه ميسورة في انتاج أنواع كثيرة من المسرحيات والمقالات الرائجة اليوم في أمريكا وأوروبا الغربية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved