أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th November,2001 العدد:10652الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,رمضان 1422

متابعة

الجزيرة تفتح ملف الأفغان العرب
(الأفغان العرب) وسنوات الجهاد في أفغانستان:
صنعتهم أمريكا بدعم أجهزة عربية
طردوا الروس من أجل الأمريكان وأصبحوا مطاردين من دول العالم - تحول باكستان من نقطة الدعم لمركز الإعدام
* القاهرة مكتب الجزيرة محمد حسن:
الافغان العرب هل هم ضحايا أم جناة؟ هل صحيح أنهم خرجوا للجهاد الافغاني فوقعوا في فخ الجهاد الامريكي، كيف ظهر الافغان العرب وما علاقتهم بأمريكا؟ وما طبيعة كفاحهم ضد السوفيت؟ وكيف تحولت (الجهاد) (والجماعة الاسلامية) المصريتين لجماعات ارهابية، وما علاقتهما بابن لادن وتنظيم القاعدة؟
اسئلة اجاب عنها الصحفي محمد صلاح في كتابه(وقائع سنوات الجهاد.. رحلة الافغان العرب) الذي صدر مؤخرا بالقاهرة، ويضم ثمانية فصول ومجموعة من الوثائق الهامة عن (الجهاد) و(الجماعة الاسلامية) و(الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين) بزعامة بن لادن وايمن الظواهري.
امريكا والافغان العرب
في البداية تناول الكاتب طبيعة الظروف التي ولدت ظهور الافغان العرب ونشأة الحركات الراديكالية والتي بدأت في عهد السادات، فقد قرب الاخوان المسلمون اليه وحرص على استمرار علاقاته معهم وعدم اتخاذ اجراءات صارمة ضد الاسلاميين الراديكاليين واطلق المعتقلين منهم، والذين بداوا في تنظيم خلايا مجموعات توسع نشاطها في جميع اجزاء مصر وأصبحت لها قوة وشعبية وساءت علاقة السادات مع تلك الجماعات بعد معاهدة كامب ديفيد وأصبحت العدو الاول للنظام وانتشرت اعمال العنف والتي أدت لاغتيال السادات في 6 أكتوبر 1981.
وتعرض الكاتب لطبيعة نشاط الاخوان في مصر وكيف وصلت الجماعات الاسلامية الى افغانستان في اطار الاتفاق بين عمر التلمساني مرشد الجماعة والرئيس السادات بإيعاز من أمريكا لمحاربة النفوذ الروسي هناك وفتحت السفارات أمام الجماعات الاسلامية ومنحت بعض الحكومات بطاقات سفر مجانية لاعضاء تلك الجماعات، واصبح للمصريين والعرب تنظيمات خاصة في بيشاور تتحكم في جمع التبرعات وتقديمها للافغان بدافع الجهاد في سبيل الله.
وبدأ نشاط الحركات الراديكالية في باكستان وافغانستان وهو ما قدمه الكاتب تفصيلا في الفصل الثالث حيث بدأت مدينة بيشاور استقطاب اعداد كبيرة من الاسلاميين غالبيتهم من المصريين وبدأت تلك الجماعات بتدريب عناصرها في مخيمات خاصة داخل افغانستان وتوطدت علاقة زعيم (الجهاد) المصري الدكتور ايمن الظواهري بزعيم القاعدة اسامة بن لادن مما فتح مجالات أوسع امام عناصر الجهاد للعمل على الاراضي الافغانية وظل الظواهري ملازما لابن لادن حتى تأثر ابن لادن بكثير من افكار الظواهري.
العداء لامريكا
وانتهت الحرب ضد السوفيت وانتهى الغرض الذي من أجله صُنع (الافغان العرب) وتخلت امريكا عنهم فلم تمنحهم أي مكافأة وتبدد حلم بعض قادتهم وانهارت طموحاتهم التي وصلت الى حد الاعتقاد بأن امريكا ستسلمهم مقاليد الحكم في أكثر من بلد تقديرا لادوارهم التي لعبوها على الساحة الافغانية، لكن خابت آمالهم واخذت تلك الجماعات في الاستعداد للأخذ بالثأر من الامريكان لتوريطهم اياهم في تلك المعركة وتركهم في النهاية مطاردين ومنبوذين في كل دول العالم.
وبدأ القادة الافغان في صراعاتهم على السلطة مما زاد من سوء المصير الذي ينتظر الافغان العرب، فقدم الكاتب في فصله الخامس رصدا لحركة الافغان العرب بعد انتهاء الحرب، فقد فضل الكثير منهم العودة إلى أوطانهم وهم يحملون الحقد والثأر لامريكا وكل من ساعدها، وبقي القليل منهم بين معسكر مسعود ورباني ومعسكر حكمتيار، ومنهم من فضل الحياد وسلك طريق التجارة والعيش بعيدا عن القوى المتصارعة.
دفعت تلك الظروف الافغان العرب لتحويل عملياتهم لتستهدف انظمة الحكم في بلادهم والمصالح الامريكية في دول الجنوب وأول ما ظهر من تلك العمليات كان في مصر، فبدأت بأغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق، ودبرت أحداث مذبحة الاقصر، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا، وشاركت في أعمال العنف في الجزائر، وزاد نفوذهم في السودان وحاربوا الامريكان في الصومال واليمن.
ايمن الظواهري
ومع رجوع بن لادن ثانية لافغانستان بعد حرب الخليج بدأت تقوى شوكة الافغان العرب وخاصة مع توطيد علاقة بن لادن مع الطالبان وعلاقته مع الدكتور ايمن الظواهري زعيم الجهاد والذي خص الكاتب فصله السابع في الحديث عن نشأته ونشاطه في مصر واتهامه في قضية اغتيال السادات وسفره لافغانستان، وكيف استطاع جمع تبرعات من مسلمي امريكا وأوربا لدعم الجهاد وتجنيد اعداد كثيرة من العرب وكذلك علاقته مع بن لادن وما أثير عن اقدامهما على شراء اسلحة كيماوية وبيولوجية، وتكوين الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين مما أغضب كثيرا من مساعديه لدخوله في مواجهة مع أمريكا دون سبب معقول.
واوضح الكاتب في فصله الثامن والأخير تفاصيل عن حياة بن لادن ونشأته وتطور علاقته مع الافغان العرب وخاصة المصريين، وكيف نمت العلاقة بن لادن وجماعة (الجهاد المصرية) وزعيمها أيمن الظواهري واعتماد تنظيم القاعدة بشكل قوي على جماعة الجهاد في إدارة الشؤون التنظيمية والعسكرية للتنظيم.
وفي النهاية يتضمن الكتاب مجموعة قيمة من الوثائق التي تضم صورة للعدد الاول من نشرة المرابطون التي اصدرتها الجماعة الاسلامية ببيشاور، والبيان الاول للجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين، وبعض البيانات لأيمن الظواهري تبرز افكاره نحو (الجهاد) ومسؤولياته في تدمير السفارة المصرية بباكستان.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved