أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th November,2001 العدد:10652الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,رمضان 1422

متابعة

الحملة الإعلامية الأمريكية على المملكة في محاضرة لمفكر سعودي
* الجزيزة واشنطن محمد عليمات:
استضاف مركز الحوار العربي في واشنطن مساء يوم الأربعاء 21/11/2001م، الدكتور عبدالله بن موسى الطاير رئيس قسم تعليم اللغة العربية بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في أمريكا، والكاتب بهذه الجريدة، في محاضرة حول الهجمة الإعلامية الأمريكية الشرسة على المملكة العربية السعودية.
وقد تناول الدكتور الطاير في محاضرته التي استمرت أكثر من ساعتين وحضرها عدد من المفكرين والإعلاميين والمهتمين بالشأن العربي الأمريكي تطورات الحملة الإعلامية الأمريكية على المملكة والتي بدأت بلفت الأنظار إلى وجود عدد من المشتبه فيهم ممن يحملون الجنسية السعودية، ثم رفض السعودية السماح باستخدام قواعدها لضرب أي بلد عربي مسلم ثم تحولت بعد ذلك إلى هجوم على الإسلام الذي تدين به السعودية وتعتز بخدمته. وأوضح الدكتور الطاير أن التحول في لغة الإعلام الأمريكي جاء مباشرة بعد تصريحات سعودية وعربية رفيعة المستوى تطالب فيها أمريكا بحل قضية فلسطين وإيقاف إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل. هذا الخطاب بالتحديد لم يعجب القوى الخفية التي تسيّر الإعلام الأمريكي والتي رأت أن القضية الفلسطينية قد دخلت إلى الساحة المحلية الأمريكية وبدأت تناقش على مساحات إعلامية مؤثرة جلّت الكثير من الغموض الذي كانت تحاط به هذه القضية على الصعيد الداخلي الأمريكي، مما دعا بعض الأمريكيين للمطالبة بإيقاف الدعم الأمريكي لإسرائيل، عندها كان لابد للإعلام أن يشغل الدولة التي كانت وما زالت الداعم الاساس للقضية الفلسطينية والتي تعتبرها خطا من الخطوط الحمراء التي لا يمكن القفز فوقها. وأشار الدكتور الطاير إلى أن الإعلام الأمريكي قد وجّه رسالة واضحة للمملكة يطلب فيها الاعتراف بإسرائيل.
وقال المحاضر إن الإعلام الأمريكي يجهل طبيعة العلاقة بين المواطن السعودي وحكومته كما يجهل طبيعة العقلية العربية عموما والسعودية خصوصا التي لاترضى بالضيم ولا تساوم على مبادئها الأساسية. واعتبر أن الإعلام الأمريكي يعمل على إقناع الحكومة الأمريكية بفرض نمط من الإسلام ترضاه أمريكا برؤية صهيونية وتطبقه المملكة العربية السعودية وهو ليس سوى محاولة لعلمنة البلد الذي يحتضن مقدسات المسلمين ومنه انطلقت رسالة الإسلام الخالدة معتبرا أن هذا الطرح فيه الكثير من السذاجة التي لا يمكن أن ترضى بها الحكومة ولا الشعب السعودي.
وقال الدكتور عبدالله الطاير في محاضرته إن الإعلام الأمريكي وهو يتحدث عن الحماية الأمريكية للمملكة يستغفل الرأي العام الأمريكي فالمملكة العربية السعودية تستند في شرعيتها وبقائها إلى عوامل تاريخية ودينية واجتماعية وقد تعرضت المملكة العربية السعودية للكثير من المحن والمصائب وهي أضعف مما هي عليه الآن فلم يزدها ذلك إلا تماسكا وقوة، معتبرا أن التفاف شعب المملكة حول قيادته هو الحماية الحقيقية بعد حماية الله ودعمه وتوفيقه.
وتوقف الدكتور الطاير عند ما نشرته الصحف الأمريكية على لسان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي والذي قال فيه للرئيس الأمريكي:«يأتي حين من الدهر تفترق فيه الشعوب والأمم، ونحن الآن عند مفترق طرق، فالوقت قد حان لتنظر كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لمصالحهما. إن الحكومات التي لا تحس بنبض شعوبها وتستجيب لها ستواجه مصير شاه إيران». معتبرا أن حكومة لديها هذا المستوى من التفكير في عمقها الداخلي لا يمكن أن تخضع لأي ابتزاز طالما كان شعبها هو الهم الأوحد في اهتماماتها وأولوياتها. واسترجع الدكتور الطاير ما نشره كتاب كومندورز عقب ازمة تحرير الكويت، حيث اراد المفاوض الأمريكي الإيحاءإلى القيادة السعودية بأن الإعلام الأمريكي يهاجم المملكة في تباطؤها في اتخاذ قرار دعوة القوات الأمريكية لتحرير الكويت، فقال له الملك فهد بن عبدالعزيز:«لا يهمني ما تقوله الصحافة الأمريكية بقدر ما يهمني ما يقوله المواطن السعودي».
وختم د. عبدالله الطاير محاضرته مستشهدا بما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن لمحطة PBS حيث قال سموه للمذيع:«يمكنك أن تصفنا بكل وصف ممكن، إلا بالغباء السياسي. نحن نتخذ قراراتنا استنادا إلى حقيقة واحدة وبسيطة: هل ترضي تلك القرارات الناس في الرياض أم لا؟ ولا نسأل أنفسنا هل ترضي تلك القرارات شبكة «سي إن إن» أو عامة الناس في واشنطن ولندن، أو ترضي صحف واشنطن بوست ولوفيجارو، نحن نتحسس دائما نبض شعبنا».
وقد نوه مدير مركز الحوار العربي في واشنطن الأستاذ صبحي غندور بهذه المحاضرة معتبرا أنه ولأول مرة منذ بدء المركز ممارسة أنشطته يستمع إلى محاضرة بهذه القوة والشمولية والوعي السياسي والإعلامي، مؤكدا على أن مقولة الغرب والإسلام التي يحاول الإعلام الأمريكي ترويجها ليست سوى أمريكا والإسلام في محاولة لجر الأوربيين إلى الساحة.
ونوّه الحضور بالمحاضرة وأيدوا الطرح السعودي في هذا الخصوص معتبرين أن السعودية هي عمق المسلمين ويجب أن تظل صامدة على مبادئها.
ويستضيف مركز الحوار العربي أسبوعيا عددا من السفراء والمفكرين والإعلاميين من داخل أمريكا وخارجها للحديث عن موضوعات تخص الحوار العربي الأمريكي. وكان من المتحدثين في الفترة الأخيرة السفير القطري والسفير المغربي وغيرهما من المثقفين والإعلاميين والساسة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved