أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th November,2001 العدد:10652الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,رمضان 1422

متابعة

المراقبون لا يتوقعون الكثير من مؤتمر بون
* بقلم:اندرو مكاتي
* بون. (د ب أ)..
بدأ القادة الافغان بالتجمع في مدينة بون بغرب ألمانيا استعدادا لبدء عملية طويلة وشاقة لوضع خارطة طريق لتشكيل حكومة موسعة جديدة تحكم بلادهم التي مزقتها الحروب. ومن المتوقع أن يجري القادة الافغان المنتظر حضورهم مؤتمر بون. والمحتمل أن يتراوح عددهم بين عشرين وثلاثين شخصا محادثات غير رسمية قبل الافتتاح الرسمي اليوم الثلاثاء لمؤتمرهم الذي يعقد تحت رعاية الامم المتحدة. وكان من المقرر بدء المؤتمر امس «الاثنين» إلا أن عمليات النقل الجوي للوفود. علاوة على حاجة القادة الافغان للتشاور مع بعضهم البعض ومع مسئولي الامم المتحدة قبل بدء الاجتماع، أجبرت القائمين على تنظيمه من المنظمة الدولية على تأجيل افتتاحه ليوم واحد. وبرغم التفاؤل الغربي الرسمي إزاء ما يمكن أن يسفر عنه المؤتمر، الذي يرأسه مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى أفغانستان الاخضر الابراهيمي، إلا أن التوقعات العامة لنتائجه لا تبعث على الكثير من التفاؤل. ومهمة مؤتمر بون كما حددها الابراهيمي هي وضع إطار عمل لحكومة انتقالية مؤقتة في أفغانستان التي عانت من الحروب الاهلية على مدى عشرين عاما. ويعتبر الابراهيمي. الذي كان وزيرا سابقا لخارجية الجزائر، من شخصيات الامم المتحدة الرائدة في حل النزاعات الدبلوماسية والسياسية من خلال الخبرة التي اكتسبها في مهام سابقة مماثلة في لبنان وهاييتي وزائير. غير أن الكثير من ممثلي القيادات الافغانية التي تمزقها الخلافات والذين حضروا إلى بون للمشاركة في محادثات تشكيل حكومة ما بعد طالبان أعربوا عن وجهات نظر متشائمة وكئيبة. وذكر عبد الستار سيرات الذي يرأس الوفد الممثل لملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه «لا يتعين توقع الكثير من المؤتمر»، ويذكر أن ظاهر شاه لن يحضر بنفسه المؤتمر. وتأتي محادثات بون في أعقاب سبعة أسابيع من القصف الامريكي لأفغانستان وبعد تقدم عسكري سريع لقوات التحالف الشمالي المعارض إزاء مقاومة متضائلة من جانب قوات طالبان للدفاع عن آخر الجيوب الباقية في حوزتها . وسيطلق على المؤتمر ببساطة تسمية «محادثات حول أفغانستان». وهو ما يشير أيضا فيما يبدو إلى ضآلة اهتمام المجتمع الدولي إلى حد ما بمحادثات بون. وسوف يعقد المؤتمر في فندق حكومي ضخم في ضاحية بيترسبرج على أطراف العاصمة الالمانية القديمة. وستكون جلساته مغلقة. وقد اختيرت ألمانيا كمكان لإجراء هذه المحادثات باعتبارها من الدول ذات العلاقات الوثيقة بأفغانستان. ومع ذلك فقد أكدت حكومة برلين أن دورها في المؤتمر لن يتخطى دور المضيف. وبالمثل فإن الامم المتحدة في هذه المرحلة المبكرة من عملية تشكيل حكومة انتقالية في كابول. تعتبر نفسها أيضا مجرد أداة مساعدة لتسهيل مباحثات بون. ومن المتوقع حضور دبلوماسيين من الولايات المتحدة وباكستان وبريطانيا أعمال المؤتمر. وينظر الغرب إلى الملك السابق البالغ من العمر سبعة وثمانين عاما والذي يعيش في روما منذ الاطاحة به في عام 1973 باعتباره يمثل قوة التوحيد المحتملة في بلد متعدد العرقيات، فضلا عن مساعدته في إعطاء محادثات بون حول تشكيل حكومة مؤقتة بعض المشروعية. وقد ضم الملك أيضا إلى الوفد الذي يمثله في بون امرأة واحدة على الاقل وذلك في محاولة لتأمين أن يعكس وفده المجتمع الافغاني بكامله. وكذلك اعترافا منه بالاهانات التي عانت منها المرأة خلال السنوات الخمس لحكم طالبان. وتعكس تصريحات سيرات صدى تصريحات سابقة أدلى بها في وقت سابق برهان الدين رباني الرئيس السابق لأفغانستان والشخصية الرئيسية في التحالف الشمالي حيث قلل بدوره من أهمية المؤتمر ونتائجه المحتملة. ففي نفس الوقت الذي أكد فيه أنه يتعين عدم توقع الكثير ذكر رباني ذو اللحية الرمادية والذي أطاحت به حركة طالبان عن السلطة قبل خمس سنوات أن ما يحتاجه الشعب الافغاني هو الصبر. وبرغم أن الامم المتحدة مازالت تعترف برباني كرئيس إلا أن المحللين في آسيا الوسطى يقولون ان شعبيته بين الافغان محدودة إلى حد ما. وإضافة إلى التحالف الشمالي وأتباع الملك المنفي فإن هناك جماعتين أخريين ممثلتين في المحادثات وهما الباشتون الذين يشكلون أكبر قبيلة عرقية في أفغانستان وما تسمى بجماعة القبارصة. ويضم الوفد القبرصي مجموعة من المنفيين واللاجئين الافغان يعيش معظمهم في إيران، إلا أنهم عقدوا اجتماعات لعدة مرات في قبرص. وبرغم الخلاف والتوتر القائم بين هذه الجماعات حول شكل هيكل السلطة الجديد في أفغانستان، فإن العديد من المحللين الغربيين يعتقدون بأن مؤتمر بون قد يمهد الساحة لإحراز تقدم على طريق صياغة المستقبل السياسي لافغانستان. ويشير هؤلاء المحللون بصفة خاصة إلى أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة ملتزمان بقوة بضرورة دفع أفغانستان باتجاه ترتيبات جديدة لتقاسم السلطة. وأكثر من ذلك. يقول المحللون ان القادة الافغان المتنافسين يدركون أنه في حالة فشلهم فإنهم سيخسرون معونات تقدر بحوالي5.6 مليارات دولار قد تساعدهم على إعادة بناء اقتصاد البلاد المتردي نتيجة الحروب.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved