أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th November,2001 العدد:10654الطبعةالاولـي الخميس 14 ,رمضان 1422

الاقتصادية

في الاقتصاد
حجم الركود الاقتصادي العالمي
د، سامي الغمري
أصبحت الأزمات سمة من سمات الحياة المعاصرة ومع بداية كل أزمة هناك شيء واحد مؤكد نلاحظه وهو أننا لا نعرف بالضبط ما هو الوضع العام لها وما هو حجمها والازمات عادة ما تتصف بصفات تكاد تكون موجودة في معظمها ويكاد الفصل بين فترة استمرارها وبين عمق وحجم الخسائر لا يمكن التنبؤ به بحال فالازمات الاقتصادية تأتي أولا مفاجأة في توقيتها بحيث لا يتوقعها احد كما حدث في الازمة الاسيوية عام 97م وكما حدث في 11 سبتمبر لابراج مركز التجارة العالمي في نيويورك وثانيا تكون قوية في تأثيرها السلبي على المتعاملين مسببة في نفس الوقت ارتباكا كبيراً للحد الذي لا يعرف فيه المستثمرون كيف يمكن لهم ان يتصرفوا بحكمة لتفادي وتخفيض خسائرهم المادية والمعنوية الى أدنى حد ممكن لها، وثالثا تفوق في صدمتها ووقت حدوثها المتضررين بها وخارجاً عن امكانياتهم المتوفرة وليس لهم خيار سوى الانتظار حتى نهاية العاصفة، ورابعاً ما اتصفت به الازمات الاقتصادية بأنها تمتد في تأثيراتها الى المناطق لا تشمل المنطقة المصابة بالكساد فحسب بل تمتد الى قارات وجزر بعيدة موقعياً، فالاثار الاقتصادية التي ترتبت على احداث العنف الاخيرة لم تقتصر في حدودها على مدينتي نيويورك وواشنطن مباشرة بل امتدت في تأثيرها السلبي الى معظم دول العالم النامي والمتقدم على حد سواء وخسائرها المالية والنقدية اصابت شركات التأمين والسياحة والطيران والبورصات والبنوك والعملات مسببة ارتباكا لا يعرف حتى يومنا هذا متى سوف ينتهي الكساد ولا يعرف اصحابها كيف سيتم التصرف كما يفترض وينبغي خلال الاشهر القليلة القادمة، كل ما نعرفه ان الادارة الامريكية قامت بعدة اجراءات سياسية واقتصادية وعسكرية للتعامل مع الازمة الا أن حجم الركود الاجمالي الحقيقي لايزال غامضاً لدى كثير من المنظمين والمستثمرين ويبدو ان الصورة العامة للونها لاتزال قاتمة وتأثيرها السلبي لم يزل باقيا اشد عنفا على الفقراء منه على الاغنياء في العالم وربما فان اكثر ما يحتاج اليه الاقتصاد الامريكي الآن هو عودة الثقة للمستثمر والمستهلك الأمريكي وبأن أمريكا دولة رائدة في كل النشاطات والتقنيات الاقتصادية وأن الواقع والمستقبل الاقتصادي الأمريكي يقول بان الازمة انما هي سحابة صيف وكل ما تتطلبه هو بعض الوقت والجهد قبل ان تعاد المياه لمجاريها، وجاءت الاستجابة من الادارة الامريكية سريعة لتخفيف حدة الازمة في عدة برامج مالية منها على سبيل المثال اعطاء حوافز ضرائبية كبيرة ومؤقتة للاستثمارات بحيث تتدفق من جديد في كل الانشطة الاقتصادية، وظهرت الحوافز في صورة اعتمادات ضرائبية تزداد مع قيمة الاستثمارلتخفيف الثقل الضرائبي عن المستهلكين عبر حسومات مغرية مؤقتة تشجعهم على الانفاق والشراء مما يحرك الانتاج الصناعي عامة، وآخر تلك الحوافز المقدمة ما قامت به من تخفيض الفوائد البنكية الى أدنى مستويات لها ولعدة مرات متتالية وخفض البنك المركزي اكثر من مرة هذه السنة الفوائد الرئيسية القصيرة الاجل على أمل تعزيز الثقة في اعقاب الهجمات الارهابية وحذت بنوك مركزية أخرى في شتى أنحاء العالم حذوها ومن جانب آخر فربما يتوقع المستثمرون ازديادا في الدين العام وبالتالي فان من الصعب رفع معدلات الاستهلاك للمواطنين بسبب العوامل النفسية او المالية الشخصية مؤكدين ان ذلك سيؤثر على ثقة المستهلكين لعدة اشهر قادمة وسيؤدي الى خفض حجم انفاقهم الذي يشكل ثلثي النشاط الاقتصادي الامريكي متواكبا مع ستة اشهر على الاقل من النمو السلبي وهو ما يعرف بالانكماش وكما يرى البعض ان ظاهرة العدوى سوف تتسع الى الدول المصدرة الرئيسية مع امريكا مثل المانيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، وهذا يوضح ان العالم قد دخل فترة تباطؤ كونية متفاوتة بين موقع وآخر،

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved