أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th November,2001 العدد:10654الطبعةالاولـي الخميس 14 ,رمضان 1422

مشاعر المواطنين

باسم أخواتي طالبات المدارس
رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين
الطالبة روان صالح سعد الشبيب
سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله وحفظه ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
بمناسبة مرور عشرين عاماً على توليكم الملك في البلاد فكرت في المشاركة في توجيه خطاب لكم مع إخوتي وأخواتي الطالبات. وقد عزمت على أن يكون موضوع رسالتي مميزا عن موضوع زميلاتي وزملائي. وقد استشرت أبي فأشار علي أنه لكي يكون موضوعي مميزاً يجب ان أحاول أن يكون مختلفاً عما سيقوله الآخرون.
وقد كان الأمر صعباً علي لاختيار موضوع مختلف للرسالة بسبب كبر عدد المشاركين وبسبب اتفاقنا على أشياء كثيرة نقولها لكم يا خادم الحرمين الشريفين. فقد فكرت في أول الأمر ان أعبر لكم في رسالتي عن محبتي لكم. ولكن وجدت الجميع يكنون لكم نفس المقدار من المحبة ولذلك سيتفوق علي الطلبة والطالبات الآخرون خاصة من يسبقونني في مراحل الدراسة ولديهم بالطبع قدرة أكبر على التعبير. وفكرت أن أعدد منجزاتكم فوجدت أنه مع ضخامتها فإن الناس اعتادوا منذ ما قبل ولادتي على رؤية هذه المنجزات في كل يوم تقريباً ولذلك من السهل على الجميع الحديث عنها وربما تشابه الوصف لها. كذلك فإن الحديث عن المنجزات لا يصفه بدقة إلا من جرب فقده.وحيث إنني لم أجرب فقد هذه المنجزات فإن وصفي لها في رسالتي لكم سيكون قاصراً. فمثلاً كيف لي أن أتحدث عن الأمن في البلاد وهو شيء لم أفقده بفضل الله منذ ولادتي ولم أعرف قيمة فقده. وكذلك الأمر عندما أردت الحديث عن الصحة والتعليم وغيرها وكلها متوفرة منذ وقت طويل. ولذلك لن أحسن وصف هذه المنجزات لأنني لم أجرب فقدها. وفكرت كذلك أن أتحدث لكم في رسالتي عن مستقبل البلاد الذي ترعونه فوجدت أنه من الصعب توقع ما سيأتي في المستقبل خاصة وقد عودتنا على المفاجآت السارة في كل حين.
وحيث إن الجميع سيعبرون عن مشاعرهم نحوكم في رسائلهم لكم يا سيدي فإنه لكي تكون رسالتي مختلفة يجب ان أتحدث عن مشاعرك أنت نحونا وأحاول أن أذكر ما يدل على وجودها لديكم لأقول لكم إننا نعلم وجود هذه المشاعر النبيلة لديكم نحونا وإننا نقدرها منكم ونحبكم لأجلها.
وكما تعلمون يا سيدي فإن المشاعر التي يحملها الإنسان لأخيه الإنسان هي المحبة. وقد وجدت دلائل ومؤشرات كثيرة تقول لي أنكم تحملون لنا محبة وعاطفة كبيرة في حجمها. أما صفتها فهي تشبه عاطفة الوالدين في محبتهم لأبنائهم وخشيتهم عليهم وحرصهم على سلامتهم ورفعتهم وتميزهم على الآخرين وفي نفس الوقت لا ينتظرون جزاءً لذلك من أبنائهم. وهذه المحبة منكم لنا قد أشارت إليها أفعالكم واهتماماتكم وأقوالكم.
فقد وجدت مثلاً أنك يا سيدي تحبنا ولذلك تهتم كثيراً بموضوع أمننا. ويؤكد هذا الاهتمام ما نسمعه في كل وقت من عقاب صارم لكل من يتلاعب بالأمن ويرتكب الجرائم المخلة بأمن شعبكم. كما يدل عليه أن جميع المسؤولين يهتمون باستمرار بموضوع الأمن في البلاد ويؤكدونه في اقوالهم وأفعالهم وذلك لما يعرفونه من اهتمامكم به. ولذلك لم أشاهد طيلة حياتي ولم يخبرني احد من أسرتي أنهم شاهدوا جريمة ترتكب في البلاد أمام أعينهم. وقد أخبرني والدي أنه شاهد جريمة ترتكب أمام عينيه في إحدى البلدان المتقدمة جداً.
ومن الدلائل على محبتكم لنا أيضاً اهتمامكم بسلامتنا. ويدل عليه اهتمامكم بتوفير كل ما يؤكد هذه السلامة من وسائل مثل إصلاح الشوارع والطرق الطويلة وتطوير الدفاع المدني والاهتمام بوسائل تخفيض حوادث السيارات. وكان آخر ما يشير إلى هذا الاهتمام هو توجيهكم بإلزامية وضع حزام الأمان وهو ما يؤكد أن سلامتنا تهمكم. كذلك من المؤشرات على محبتكم لنا اهتمامكم بسلامة عقولنا. ويشير على ذلك اهتمامكم بنوع تعليمنا وتوفيره مجاناً. بل إنني أستعجل الوقت لكي أحصل على مكافأة الدراسة عند التحاقي بالجامعة مثل أختي الكبرى إن شاء الله. وفي نفس الوقت يؤكد اهتمامكم بسلامة عقولنا اهتمامكم بمنع ما يعبث بالعقول كمحاربة المخدرات ووضعها في مصاف الجرائم الكبرى. ولذلك اصبحنا لانعرف عن المخدرات إلا أنها شيء خطير لايجب القرب منه نواجهه بكلمة «لا» كما تعلمناها منكم. وقد سمعت في التلفزيون أن استخدام المخدرات منتشر بين الطلبة حتى في البلدان المتقدمة في اوروبا وأمريكا.
ومن الدلائل أيضاً على اهتمامكم بسلامتنا أنه في خلال فترة حكمكم لم نعان من حروب. وحتى عندما أراد البعض الاعتداء علينا في حرب الخليج عملت على أن تجنب البلاد ويلات الحرب. وقد سعدت أنا بذلك لأن أبي الضابط في القوات المسلحة لا زال بجانبنا بالرغم من أن تلك الحرب كانت كبيرة وبالرغم من قدوم أبي من بعثته الدراسية للمشاركة في شرف دفع الاعتداء عن البلاد. ومن الدلائل على محبتكم لنا أيضاً اهتمامكم بصحتنا. فالمستشفيات والمستوصفات منتشرة في البلاد.
وأنا اليوم مثلاً أستطيع أن أعالج في أكثر من مستشفى مجاني. ففي الحي الذي اسكن فيه يوجد مستوصف أزوره إذا كان أبي لا وقت لديه أو لم يكن موجوداً. ولكن إذا كان هنالك حاجة يمكنني أن أزور مستشفى القوات المسلحة المتطور واحصل على معالجة أكثر تخصصاً فيه أو أزور مستشفى الأطفال التخصصي المجاني. وهو قريب من مقر سكني أيضاً. ولذلك لا اجد حاجة كبيرة لكي أذهب للمستشفيات الخاصة رغم حداثتها وانتشارها.
ومن دلائل محبتكم لنا حرصكم على تمتعنا بطفولتنا وعدم استغلالنا من الآخرين. فلم أشاهد أطفالاً ينامون في الشوارع بينما شاهدت في وسائل الإعلام أن تلك الظاهرة موجودة حتى في البلدان المتقدمة. كما أن أبي اخبرني ان لدينا نظاماً ترعاه يمنع تشغيل الأطفال. أيضاً فقد دل على اهتمامكم بسلامتنا فرضكم وضع مقاعد لحماية الأطفال في السيارات علاوة على فتح مستشفيات خاصة بهم مثل مستشفى الأطفال ومستشفى أورام الأطفال وغيرها من المستشفيات المخصصة للأطفال وكذلك دور رعاية الأطفال.
وأخيراً من أدلة محبتكم لنا يا سيدي أنني منذ وعيت لم أشاهدكم في حالة غضب أبداً. فكل أقوالكم متفائلة وأنت دائماً مبتسم. وخطبكم تحمل وعوداً صادقة وتبشر بمستقبل أفضل لايمر وقت طويل قبل أن نشاهد ما وعدتنا به ملموساً وماثلاً للعيان. لذلك اقول لكم يا خادم الحرمين الشريفين في ختام رسالتي شكراً على محبتك لنا وأقول أيضاً نحن نحبك أيضاً ونتمنى أن لا نفقدك ابداً وندعو لك لقاء كل ما فعلته وتفعله من أجلنا من اشياء جميلة ونافعة. فتقبل شكري يا مولاي وشكر والدي وأخواتي.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved