|
| العالم اليوم
من رماد الأزمات تندلع نيران الإبداع.. والإبداع ليس فقط في إنجاز نص أدبي أو عمل فني.. أو اختراع علمي، بل حتى الفعل السياسي، والبناء الفكري، إبداع إنساني، قد يتجاوز في تأثيراته كل الإبداعات السابقة لأنه بكل بساطة يمهد الطريق لتواصل الإبداع الإنساني في كل مجالاته.. إذ إن الارادة السياسية وتفاعل الفكر من خلال الفعل المنتج للمفكرين والسياسيين هو الذي يتيح للأمة الانطلاق في آفاق المعرفة والعلم وتحقيق الذات.
وتستوي في هذا كل الأمم.. الأمم المتقدمة والأمم المتخلفة التي تسعى للحاق بركب التقدم.. وهذا ما سعت جامعة الدول العربية إلى تحقيقه من خلال نجاحها ولأول مرة في جمع أكثر من مئة مفكر عربي في «بيت العرب» مبنى جامعة الدول العربية في القاهرة لمدة يومين لدراسة سبل مواجهة حملات التشويه التي تقوم بها جهات إعلامية غربية ضد الحضارة العربية الإسلامية.
تجمع هذا الكم الفكري الذي جمع بين مختلف التيارات السياسية والاجتماعية والقطرية والبيئية والفلسفية مما حقق تفوقاً علمياً وأبعاداً قيمية هائلة مما يعطي مؤشراً آخر على التوجه الصحيح لجامعة الدول العربية التي أخذت تنتهجه في عهدأمينها العام الجديد السيد عمرو موسى ويظهر أن نيران الفعل الإبداعي للعرب يمكن أن تظهر من تحت رماد الأزمات.. والأزمة الحالية.. أزمة الحرب ضد الإرهاب والمحاولات التي تقوم بها جهات دولية لا يمكن تجاهل قوتها الدولية وتوجيهها تجاه أقطار عربية.. هي أزمة حقيقية لايمكن تجاهلها أو الركون والانتظار حتى يحصد العرب نتائجها التي حتماً ستكون مدمرة إذا انتظرنا ما يخطط لنا الآخرون ولهذا فإن التحرك الجمعي والجماعي للعرب جميعاً، حكومات وقيادات سياسية ومفكرين وعلماء دين ورجال إعلام، لابد أن يرتقي لمستوى التحدي وحجم الأخطار التي تواجه الأمة العربية ودولها.
ضمن هذا المفهوم تقيم المبادرة الإبداعية لتجمع رجال الفكر العرب في رعاية جامعة الدول العربية.. وضمن هذا المفهوم ننظر الى المداولات والمناقشات التي تمت في القاهرة خلال اليومين اللذين جمع فيهما المفكرون العرب.
وضمن هذا المفهوم المدعم بالأمل والتأييد المطلق لحملة شعلة الفكر العربي ننظر إلى ما اتخذوه من قرارات.. ولا نقول توصيات لأن ما يخرج عن المفكرين هو الذي يقود الأمة الى النجاح في مواجهة الأزمات.. ولهذا فإن المطلوب من الحكومات العربية أن تبارك هذه الخطوة الرائدة للجامعة العربية وألا يقتصر دعمها على توفير الدعم والتمويل لما صدر من قرارات، بل تقويتها ومساندتها بالإرادة السياسية والوثوق بما توصلت إليه العقول العربية المفكرة.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
