أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th November,2001 العدد:10655الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,رمضان 1422

مقـالات

المشروع الخيري للزواج ورعاية الأسرة بالمدينة المنورة
د. محمد العيد الخطراوي
على شرف صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وبحضور سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أراد الله أن أكون من المدعوين لحضور حفل افتتاح «المشرع الخيري للزواج ورعاية الأسرة بمنطقة المدينة المنورة»، وذلك مساء الثلاثاء 14 شعبان 1422ه، ولقد اعتبرت نفسي محظوظاً بهذه الدعوة، ورابحاً كل الربح بصفتي واحداً ممن يهتمُّون بشؤون المجتمع والناس، وإنه بحق لمشروع ضخم بالغ الأهمية في حياتنا الاجتماعية، وستنعكس آثاره القريبة والبعيدة على الأفراد والجماعات من أبناء هذا البلد الطيب المعطاء ويؤتي إن شاء الله ثماره الجنية وقطافه اليانعة خيراً وبركة، ولا غرابة أن يقوم مثل هذا المشروع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمدينة المنورة على مرّ التاريخ آخذة بنواصي الخير ، سبَّاقة إلى كل فضل ومعروف، أما وقد أمسك بدفة سفينتها هذا الربّان الماهر: مقرن بن عبدالعزيز «نعلم أنه طيّار، فكيف أصبح أيضاً بحاراً؟، لا تعجب! إنه الإقران من مقرن!» وإن الأمل به يزداد توهجاً، والنفوس تمتلئ توقعاً لتتابع أرتال الخير، وتواصل أمواجه وأفواجه، وأول الغيث قطر، ثم ينهمر، ويأتي هذا المشروع الكبير ضمن التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، ويحقق به سموه حلماً من أحلامه الندية الناضرة في خدمة مدينة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وينوب عن سموه في مباشرة العمل صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن المحيميد/ رئيس محاكم المدينة، وهذه إحدى عبقريات سمو الأمير مقرن، لأن موضوع المشروع من المحاكم وإليها، فكأنه الجانب الاجتماعي الذي كان ينبغي ان تقوم به محاكمنا الشرعية منذ أمد بعيد، وبخاصة أننا نعيش في زمن بالغ التعقيد، وحين نقول هذا، لا نود أن يتحول المشروع إلى اعباء ترهق المحاكم وتثقل كاهلها، ولكننا نتمنى أن نخفف عنها بعض تلك الأعباء، بمعالجة اجتماعية لبعض ما يمكن حله قبل أن يستفحل وينتقل إلى المحاكم، وبمبادرات أخوية وإنسانية دافئة بالمشاعر الطيبة، عامرة بالحب والإخاء، وفضيلة الدكتور/ صالح المحيميد خير من ينهض بهذه الأعباء الخيِّرة. وفي إطار الإشادة بالجهود المبذولة لإقامة هذا المشروع الخيري العظيم، يجدر بنا ان نقدمه للإخوة القراء حمداً لله على توفيقه، وثناءً على جهود المسؤولين عن المشروع، وفتحاً لباب الاقتداء والإسهام والمشاركة، فمن فاتته المبادرة، لا تفوته المباركة بالقول والعمل، وقد هيأتني الزيارة التي قمت بها لموقع المشروع أن أبادر بالكتابة عنه، وأُشيد به، وأشدّ على يد العاملين فيه، ولعلَّنا من خلال تقديمنا لأهداف المشروع نزداد إيماناً بنفعه وجدواه، فأهدافه كما جاءت ملخصة في إحدى مطبوعاته هي:
1 مساعدة راغبي الزواج مالياً وعينياً. 2 التوعية بأهمية الزواج وفقه أحكامه، وترشيد نفقاته ومتطلباته. 3 القضاء على ظاهرة العنوسة، والتوعية بآثار الطلاق. 4 حث المجتمع على التيسير في أمور الزواج، وعدم المغالاة في المهور. 5 تحقيق الاستقرار الأسري والتكافل في المجتمع. 6 ايجاد مصرف شرعي لاستقبال الصدقات والزكاة والأوقاف الخيرية. 7 دراسة المشكلات والصعوبات التي يواجهها الشباب في الزواج، ومحاولة تذليلها ما أمكن..
ولا شك أن هذه الأهداف آخذٌ بعضها بتلابيب بعض، وثيق الصلة بالآخر، بل إن كل واحد منها يكاد يعني مشروعاً قائماً بذاته، يتطلب تضافر الجهود، وتكاتف المساعي، من أجل تحقيقه، ولكن الطموح الواسع، والعزائم القوية، قادرة بحول الله وقوته، على إنجاز العظائم، وتذليل المصاعب، وذلك ما عناه الشاعر حين قال:


على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائمُ

ولإحساس المسؤولين عن المشروع بضخامة المسؤولية، وعظم التبعة، ومصاعب التنفيذ، عمدوا الى إنشاء مجموعة من اللجان المساندة لمجلس الإدارة، وحددوا لكل لجنة مجموعة من المهمات ترعاها وتقوم بشؤونها وتسعى إلى تحقيقها، حتى إذا التقت جهود اللجان وتآزرت، آتت ثمارها إنجاز تلك الأهداف أو كادت. ومن أهم تلك اللجان:
أ اللجنة التنفيذية: وقد ناط بها المجلس مجموعة من الأعمال، من أهمها:
1 الإعداد لعمل السياسات واللوائح والأنظمة، وإقرارها من مجلس الإدارة. 2 وضع الخطط التفصيلية السنوية لأعمال المشروع، وإقرار خطة العمل السنوية. 3 متابعة أنشطة وأعمال المشروع في حدود اختصاصاتها. 4 وضع الضوابط والشروط اللازمة للإعانات والقروض والمكافآت، وإجراءات تنفيذها. 5 تعيين العاملين في المشروع، وتحديد مكافآتهم المادية والمعنوية وصلاحياتهم، وإعفاؤهم. 6 عمل الحساب الختامي للمشروع كل سنة، ورفعه لمجلس الإدارة للمصادقة عليه. 7 عمل تقرير سنوي عن المشروع ورفعه لمجلس الإدارة قبل مرور شهرين من نهاية السنة.
وإذا كانت البنود السابقة تمثل الضبط الإداري، وتكشف عن بعض جوانب احكامه، فإن أعمال اللجان الأخرى تتجه الى الاهتمام بالجوانب الميدانية، وتتحرك في صميم المشروع.
ب لجنة التوعية ورعاية الأسرة:
وتقوم بما يلي من المهمات المتصلة بمستقبل الراغبين في الزواج، فهي إذن إعداد مستقبلي خالص، وذلك على النحو التالي:
1 توعية المقبلين على الزواج وتوجيههم. 2 إقامة المحاضرات والندوات عن الأسرة المسلمة، وحل مشكلاتها. 3 تنظيم الدورات المتخصصة في العلاقات الزوجية لكلا الزوجين. 4 إهداء المقبلين على الزواج بعض الأشرطة والكتيبات النافعة عن الزواج، وإرشادهم الى شراء بعضها. 5 رعاية ومتابعة الأسرة صحياً واجتماعياً ودينياً، ومساعدتهم. 6 طباعة ونشر الرسائل والملصقات التي تعنى برعاية الأسرة والحفاظ على بنائها.
وهكذا يتضح ان المشروع يولي الجانب الإرشادي بالغ عنايته، إيماناً منه بجدواه وأهميته في خدمة المجتمع والأسرة.
ج لجنة التوفيق والإصلاح بين الأزواج:
وتتلخص مهمتها في معالجة المشاكل القائمة، وفضّ النزاعات الزوجية التي قد تتعرض لها الحياة الزوجية، ومن هنا نتوقع أن يكون أعضاؤها فقهاء، تربويين، مجتمعيين، نفسانيين، على قدر كبير من الصبر والجلد وسعة الصدر، ومن أهم ما تضطلع به هذه اللجنة:
1 العمل على الإصلاح بين الزوجين، وحل المشكلات الزوجية. 2 تخصيص فترة محددة للرد على الاستفسارات حول القضايا الأسرية والعائلية. 3 التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، للإصلاح بين الزوجين بالطرق الودية، وبيان آثار الطلاق السلبية. 4 العمل على التوفيق الأسرى.
د لجنة تنمية الموارد:
وفكرة هذه اللجنة رائعة بحق، فهي تحاول ان تصل بالمشروع الى مرحلة النضج والاكتمال، وان تضمن له سلامة النمو والاستمرار، ولا يكون مجرد حماسة مؤقتة، سرعان ما تخمد وتفقد مثيراتها، كما اعتادت أكثر مشاريعنا سابقاً مع الأسف. ومن أهم الحقول التي تعمل فيها هذه اللجنة:
1 العمل على زيادة الموارد المادية للمشروع الخيري. 2 وضع الخطط والبرامج لتنفيذ حملات التبرعات الدورية. 3 وضع نظام التبرعات عن طريق السندات، والاستقطاعات الشهرية، والمساجد وغيرها. 4 زيارة التجار والتعرف عليهم، ونشر رسالة المشروع الخيري، والدعوة للمساهمة. 5 تنظيم ارسال الحملات البريدية للتعريف بأهداف المشروع. 6 ابتكار أساليب حديثة وجديدة لتنمية الموارد المالية.
أيها القارئ الكريم؛ لا أريد أن أطيل عليك بهذا العرض، فلإدارة المشروع كتيباتها ومطوياتها التعريفية، وإنما أردت أن أضعك وأضع نفسي أمام واجباتنا الشرعية والإنسانية في إقامة مثل هذا المشروع في جميع أنحاء المملكة، وفي مناطقها المختلفة المترامية الأطراف، ولعلَّ من أجمل ما يتبناه مشروع المدينة تحققه من الأهلية الصحية للزوجين قبل الزواج، ثم المتابعة الصحية للجنين وأمه بعد الزواج، وإنها لفكرة حضارية رائدة، تسجل للقائمين على المشروع، وكذلك اشتراطه للمساعدة شهادة إمام المسجد بحضور طالب المعونة، الصلوات. وإنها لفرصة سعيدة مباركة أن تلتقي بي أيها القارئ الكريم كاتباً عن المشروع في هذا الشهر المبارك، وأن ألتقي بك باذلاً من مالك ووقتك وفكرك للمشروع بما يتناسب مع شرف مقاصده، وسمو أهدافه، ونبل مراميه. أما إن أردت المزيد من المعلومات فما عليك إلا ان تتصل بأمينه العام فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي/ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف على الهاتف: «8224200» أو الناسوخ: «8223121»، وكل عام وأنتم بخير.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved