أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th November,2001 العدد:10655الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,رمضان 1422

الاقتصادية

آخر الاسبوع
غوغاء الأسواق
د. صنهات بدر العتيبي
أكاد أجزم أن أكثر من نصف المتجولين في الأسواق والمجمعات التجارية هم من هواة «قتل الوقت» والتمشية والدليل أن نسبة الخارجين من الأسواق بدون أغراض أو مشتريات تزيد على نسبة الذين يحملون أي شيء حتى لو كيس صغير، وهناك أيضا شكاوى أصحاب المحلات من انخفاض المبيعات رغم أن أحدنا بالكاد يستطيع أن يصل إلى المحل من كثرة الناس الذي يسيرون في الممرات، هذه الظاهرة نستطيع أن نسميها غوغاء الأسواق لأن كلمة غوغاء تشير إلى الأعداد الكبيرة من الناس الذين لا يفيدون بشيء، يعني حركة بدون بركة!!.
وفي مدينة الرياض بالذات اشتهرت أسواق معينة بل شوارع معينة بالغوغاء وهواة التسكع، فهل منهم فائدة وكيف يمكن الحد من هذه الظاهرة إذا كانت تضر بالأسواق أو المجمعات التجارية؟ من الغريب لدينا أن هناك عدداً من أصحاب الأسواق والمجمعات يرغبون في جذب الغوغاء إلى أسواقهم تحت وقع الحكمة التجارية القديمة التي تربط بين عدد المارين أمام المحل والقدرة البيعية للمحل. وقد أثرت هذه الحكمة كثيرا على سلوكيات التجار وخاصة عند اختيار مواقع محلاتهم. هذه الحكمة المخدرة تتجاهل أهمية «الزبون الخاص» الذي يأتي إلى السوق أو المجمع ويقطع المسافات ويتجاوز المحلات ليتجه نحو «محل» معين ويشتري بضاعة بعينها. هذا السلوك يأتي نتيجة لولاء الزبون وقدرة المحل على كسب هذا الولاء وتنميته. وأعتقد أن هذا الزبون الوحيد أهم ويجب أن يكون أهم لصاحب المحل من عشرات المتسكعين في الممر ، أليس كذلك؟.
من هذا المنطلق أرى أن على إدارات الأسواق والمجمعات وعلى أصحاب المحلات أن يقدروا قيمة الزبون الخاص ولا يسعون إلى زيادة الحركة في الممرات والتي قد لا تعطي نتائج إيجابية بل بالعكس قد تعطي انطباعات أخرى لم تكن تخطر في البال.
أما كيف يتم إيجاد والحفاظ على الزبون الخاص؟ فهذا سؤال كبير ولكن لابد أن التجار والمتمرسين في الأعمال يعون جيدا أن المعاملة الحسنة هي الثروة الحقيقية للتاجر وهي عادة السبب الحقيقي لعودة المشتري إلى المحل حتى لوم كثرت المغريات والخصومات لدى المحلات الأخرى . والمعاملة الحسنة كلمة عامة تشمل أشياء كثيرة مثل الأسعار المناسبة، والبضاعة ذات الجودة، والتعامل الحسن والاهتمام بمظهرية المحل والبائعين .. وغيرها كثير.
وغوغاء الإعلام:
مع هذه الأحداث الدموية وغوغاء القوة التي كشرت عن أنيابها سقط الإعلام العربي بالجملة فأصبح يردد ويطبع أخبار وتعليقات وتحقيقات المصادر الغربية التي تصنع وتفبرك لتخدم استراتيجيات ومصالح ومواقف طرف واحد فقط.
ومن ذلك أخبار تخالف الواقع والمعقول بل والفطرة الإنسانية في غرابتها وشناعتها وتبليها على الطرف المظلوم . يحدث ذلك رغم تحذيرنا في القرآن الكريم قبل أكثر من أربعة عشر قرنا من أنباء الفاسقين والجهالة والندم على ظلم إخواننا في الدين .. ولكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي!!.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved