أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th November,2001 العدد:10655الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

وداعاً شيخي
أمسكتُ بالقلم تسابق عبراتي عباراتي، لترتمي في أحضان أسطري تبثها الشكوى لفقدك أيها الغالي... فبالأمس القريب رحل العزيز د. عبدالحميد السعودي من دارنا دارالفناء إلى دار الآخرة والبقاء، فاستحثني قلمي مشاعر المُحبِ داخلي أن أكتب هذه السطور في ذكراه: إليك أيها الغائب الحاضر، غبت جسداً وبقيت ذكراً وروحاً طيبة ترفرف فوق سمائنا، واليوم وقد دقت نواقيس الوداع أجراسها وأي وداع؟ إنه وداع مسافر بلا عودة...


فرحلةٌ غادٍ لدار البقاء
رحلةٌ مسافرها لا يعود
فليس يعيده كثر البكاء
وليس يفيده لطم الخدود
ولكن يفيده منا الدعاء
وذكراً يخلده في الوجود

شيخي الفاضل ... رحلت دون أن أراك، دون أن ألثم وجهك وأقبل جبينك، فيد المنون لم تمهلني حتى ألقاك، وشاء الله أن أعيش على ذكراك، فحق لعيني أن تبكيك وحق على القلب أن يحزن لرحيلك فأنت أهل لذلك...
لم أرج يوماً أن تتوقف عقارب الساعة وأن يعود الزمن أدراجه كما هو حالي الآن، علني أنعم بإلقاء نظرة إلى وجهك الباسم الذي أحب ...
قَصُرت خطوات قلمي أن تصل إلى قلبي لأستخلص مشاعري فأنثرها ورداً على قبرك الطاهر، فأسقيه بدموعي لتثمر ذكراً عاطراً بكل الحب والوفاء لرجل سطر في جدار التاريخ أفعاله ونسج في خيوط الجامعة آثاره، فكان نبراساً يحتذى وظلاً يستظل به من حرارة الزمان وقسوة المكان... الطيب منبعه والحكمة لسانه والبسمة طابع على محياه... أخوك إن آخيته وأبوك إن أردت أبوته وأستاذك إن تتلمذت على يديه وموجهاً لمن استشاره وناصحاً لمن أحبه واختاره...
إليك أبا سعد... همساتُ قلب اثقلته أحزان رحيلك فألقت به في بحور الشعر ينهل منها ما يروي ظمأ نفس تشتاق إليك حتى تنضم إلى ركب المسافرين إلى دارك الجنة إن شاء الله .


سأبكيه دمعاً كلما
دق ناقوس الألم
وأرثيه شعراً طالما
عانق الكفُ القلم
فرقاه وجدٌ وأسى
في الجوف نار تضطرم
العين تدمع والحشا
لُفراقه ذاق الألم
لرحيله دمعي جرى
للقلب يزُكيه السقم
ورجائي في حُلم أرى
وجهاً ضحوكاً يبتسم
أو ألثم الوجه الذي
في بعده ذقت السقم

حمزة بن عبدالعزيز العسكر

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved