أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th November,2001 العدد:10655الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,رمضان 1422

تحقيقات

ناقشته جلسات اللقاء الثاني للجمعيات بالمنطقة الشرقية من خلال ثلاث ورقات عمل:
الجمعيات الخيرية تسعي لتوفير الإسكان منخفض التكاليف للمحتاجين؟
* الدمام حسين بالحارث:
اصبح توفير المسكن المجاني او المنخفض التكاليف وكذلك الرعاية الصحية هاجسا في السنوات الاخيرة لدى الجمعيات الخيرية في المملكة ودفع بالكثير من الباحثين الى تبني بعض الدراسات لايجاد حلول مناسبة تنسجم مع المفهوم الاسلامي للتكافل الاجتماعي وقد كان هذا الهاجس على طاولة البحث ضمن جلسات اللقاء الثاني للجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية الذي نظمته جمعية البر بالمنطقة الشرقية تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة ورئيس مجلس ادارة الجمعية الذي عقد مؤخرا وقد خصص للموضوع جلسة بعنوان (الاسكان والرعاية الصحية) وبحثت الجلسة ثلاث ورقات عمل تتناول تجارب ثلاثا فكانت الورقة الاولى بعنوان حلول عملية لمشكلة الاسكان للمهندس ابراهيم الحسين المدير التنفيذي لمشروع الامير سلمان للاسكان،
والثانية بعنوان تجربة الاسكان منخفضة التكاليف في المدينة المنورة للمهندس يحيي بن سيف صالح من امانة المدينة المنورة،
والثالثة بعنوان تفعيل الدور الصحي في تبني المشاريع الخيرية للدكتور عبدالسلام الشهري من مستشفى القوات المسلحة بالطائف،
وفيما يلي ملخص للاوراق الثلاث المقدمة للقاء حيث هدفت الورقة الاولى للمهندس ابراهيم الحسين الى عرض تجربة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري في إنشاء مجمعات سكنية لإيواء الأسر المحتاجة،
وقد اعلن عن المشروع رسميا في رمضان 1418ه ويهدف المشروع الى تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى والعمل على استقرار الأسر الضعيفة والمحتاجة بتوفير المسكن المناسب لها دعما لاستقرار المجتمع وترابطه، والعمل على إيجاد وقف مؤسسي دائم لا يعتريه ما يعتري الأوقاف الاخرى من قصور أو اندثار او نحوه مما يعتبر تجسيدا لمشروع الصدقة الجارية،
أما الضوابط والاعتبارات في تنفيذ المجمعات السكنية فهي اجتماعية واقتصادية ومعمارية،
وجاء تمويل إنشاء هذه المجمعات من مساهمة الدولة رعاها الله في توفير الاراضي وإيصال الخدمات وتأمين المرافق، وتبرعات رجال الاعمال والمحسنين وتحريك أرصدة المشروع في استثمارات شرعية قصيرة الاجل للحصول على عائد مناسب لحين الحاجة لصرف هذه المبالغ واستثمار الوحدات السكنية عن طريق بيعها على رجال الاعمال والمحسنين بعد الانتهاء منها وإيقافها بأسمائهم وإسكان الأسر المحتاجة تحت إشراف إدارة المشروع،
وتتميز المجمعات السكنية التي يقوم المشروع بتنفيذها بتخطيط الأراضي وتحديد أبعادها بما يتناسب مع احتياجات الوحدات السكنية منخفضة التكلفة وقلة تكاليف الإنشاء مقارنة بغيره من المجمعات السكنية،
واستعمال مواد بناء جيدة ومطابقة للمواصفات وأسعارها تناسب الإسكان منخفض التكلفة وكذلك تكاليف صيانتها فيما بعد،
والاهتمام بجودة التنفيذ حيث يتم الإشراف على التنفيذ من قبل مكاتب استشارية متخصصة،
والبناء على الصامت من جهة واحدة لتقليل مساحة الأرض اللازمة لكل وحدة وكذلك لمنع كشف الساكنين بالوحدات السكنية بعضهم ببعض مما يعطي الساكن حرية الاستفادة من الارتدادات الجانبية،
وتنفيذ المجمعات السكنية على الاراضي البيضاء داخل الأحياء السكنية مما يساهم في استغلال هذه الاراضي والاستفادة من توفر الخدمات والمرافق وتقليل التوسع الافقي لمدينة الرياض،
أما اسلوب البناء المتبع في تنفيذ هذه المجمعات فيتم بأسلوب البناء التقليدي لجودته وسهولة صيانته ولتناسب أسعاره في الوقت الحالي مع الإسكان منخفض التكلفة،
وفي حالة توفر بدائل بناء مناسب من ناحية الجودة والتكلفة سوف يتم اختيارها من قبل إدارة المشروع،
أما المجمعات السكنية الجاري تنفيذها فتشمل المجمع الأول ويقع في حي سلطانة غربي مدينة الرياض على مساحة من الأرض تبلغ 725، 18 مترا مربعا، وتقدر نسبة الانجاز بأربعين في المائة (40%) من اجمالي الاعمال،
المجمع الثاني: تم تخطيط أرضية بالبديعة (مساحتها 000، 52م2 والعمل جار لتصميم الوحدات السكنية،
الاسكان منخفض التكاليف
أما الورقة الثانية عن تجربة الاسكان منخفض التكاليف فقد جاء من خلالها ان الجمعيات الخيرية في المدينة المنورة كغيرها من الجمعيات الخيرية الاخرى المنتشرة في المملكة العربية السعودية تقدم مساعدات مالية وعينية للمستحقين أفرادا وأسرا، ويوجد في المدينة المنورة ثلاث جمعيات رئيسية مسجلة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية هي (جمعية البر، جمعية طيبة النسائية، جمعية الخدمات الاجتماعية) كما يوجد في بعض المحافظات التابعة لمنطقة المدينة المنورة جمعيات أخرى مماثلة تعتمد بشكل او بآخر على الجمعيات الموجودة في المدينة بالإضافة الى الجهود الذاتية التي يقوم بها القائمون على تلك الجمعيات،
وفي العام 1411ه أنشئت في المدينة المنورة لجنة التنسيق بين الجمعيات الخيرية بدعم واهتمام من قبل صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز لتقوم بدور استشاري داعم للجمعيات الثلاث القائمة في المدينة المنورة ولتنفيذ برامج مشتركة تخدم جهود تلك الجمعيات وتسهم في تحقيق المزيد من الانجاز، وكان من أبرز ما تم في هذا الخصوص إيجاد رؤية مشتركة لقضية السكن منخفض التكاليف لتسهيل حصول الأسر المستحقة على السكن المناسب بما يتناسب مع إمكانياتها وقدراتها المالية وبأقل اعتماد على مساعدة الغير، وقد أخذ بحث هذا الموضوع فترة طويلة تم التوصل بعدها إلى قرار ان تقوم الجمعيات الثلاث مشتركة بتنفيذ مشروع نموذجي يمكن من خلاله وضع معايير مناسبة للبناء بتكاليف منخفضة بمستوى مناسب يحقق الضروريات المطلوبة ولايغفل الجوانب الكمالية في المبنى، وانطلق هذا المشروع ببناء ثلاث وحدات سكنية واحدة مساحتها (29 x 20)م2 وتتكون كل وحدة من دورين تشمل الخدمات المعيشية اليومية في الدور الأرضي وغرف للنوم في الدور العلوي،
وتستعرض ورقة العمل المقدمة للقاء السنوي الثاني للجهات الخيرية في المنطقة الشرقية المراحل التي مر بها المشروع والوسائل التي تم اتخاذها لخفض تكاليفه، ومدى تحقق النتائج المرجوة من إقامة المشروع مع إبراز جوانب النجاح والفشل في التطبيق وأسبابها،
واكدت هذه الورقة على ان افضل ما توصل إليه هذا المشروع هو الحصول على تجربة جيدة ستكون مفيدة بشكل كبير في بلورة تصور واضح لما هو مطلوب في المرحلة التالية وهي مرحلة وضع المعايير والمواصفات المطلوبة كحد أدنى للمسكن في المدينة المنورة وتقديرات التكاليف المالية اللازمة له لتكون في متناول الفئة المستهدفة، وسيخرج المشروع أيضا بفئة من صغار المقاولين يتوجه نشاطهم إلى هذا النوع من المساكن حيث لا مجال للمبالغة في التكلفة أو الخروج عن المواصفات أو أسلوب التنفيذ،
كما أسهمت تجربة هذا المشروع في وضع تقدير اكثر واقعية لمباني المشروع الاسكان الخيري الخاص بالمستحقين في القرى والهجر في محافظة المدينة المنورة وهو المشروع الذي يجري الإعداد له حاليا وسيبدأ تنفيذه في غضون الشهر القادم بإذن الله وسيستمر ليشمل جميع القرى والمحافظات في المنطقة،
تفعيل الدور الصحي في تبني المشاريع الخيرية
اما ملخص ورقة تفعيل الدور الصحي في تبني المشاريع الخيرية وهي الورقة الثالثة في الجلسة المخصصة للاسكان والرعاية الصحية،
فكان محور الطرح كما يقول الدكتور عبدالسلام الشهري: لقد فرض علي بحكم تخصصي في طب الاسرة تطوير النظرة الشمولية للانسان، كما انه يخضع لمجموع من المؤثرات تعمل مجتمعة بتكامل لصياغة وبلورة الصورة الحقيقية التي يظهر عليها ويعيش بها في هذه الحياة، فلا نستطيع ان نطور الوضع الصحي لكائن وهو يرزح تحت حكم الفقر الظالم أو يئن تحت وطأة الجهل المضلل وعلى مدى سنوات ثلاث من العمل الصحي، كانت إحدى نتائج عملية تشخيص المجتمع، ظهور معاناة عدد ليس بالقليل من الأسر وقد تردى الوضع المعيشي لها، وظهر ذلك واضحا جليا على ممارسات هذه الأسر في مجال الجوانب الصحية، من تكرار ظهور امراض سوء التغذية والمراجعات المتكررة وبكثرة ومعاناة أبنائها من مشاكل التقهقر الدراسي والانسحاب من المدرسة، فضلا عن اعراض كثير من الامراض النفسية،
وعندما ظهرت فكرة دعم هذه الاسر لتتغلب على مصاعب هذه الحياة، وكانت أسس البرنامج تعتمد على دراسة واقع الأسر المحتاجة وتطوير معايير ثابتة لذلك، وقد ركز على المعايير الصحية كمعايير نموذجية وسهلة القياس لنا وبدون احراجات للأسر المستفيدة من البرنامج،
والتركيز على مبدأ المكافأة والعقاب لضمان تحقيق البرنامج لاهدافه،
وتوفير الدعم المستمر للبرنامج وشمولية الدعم (توفير الاحتياجات الاستهلاكية، الارتقاء بوعي الأسر المشمولة بالبرنامج، توفير مصاريف الدراسة، توفير فرص التدريب على الكمبيوتر والخياطة وغيرها للمحتاجات)،
مراحل المشروع:
المرحلة الأولى: (مرحلة التخطيط): وقد استمرت هذه المرحلة ما يقارب 6 اشهر، ابتداء من رجب لعام 1419ه، تم خلالها وضع اهداف المشروع، وجمع بيانات عن الأسر المحتاجة حسب استمارات اعدت لذلك، والتنسيق لايجاد الدعم الكافي والمستمر للمشروع،
المرحلة الثانية: (مرحلة التشغيل المبدئي): وقد بدأت في شهر صفر وشملت 30 أسرة،
المرحلة الثالثة (مرحلة الكسوة المدرسية): وتم خلالها اعادة 72 طالبا وطالبة الى المدرسة بعد انقطاع وتوفير المصروفات المدرسية لما يزيد على 200 طالب وطالبة،
المرحلة الرابعة (التشغيل الفعلي للمشروع دعم الأسر المحتاجة) وفي هذه المرحلة استطاع البرنامج ان يستوعب 85 أسرة وما زالت مستمرة من شهر رجب 1420ه وحتى الآن وقد تقرر إضافة 30 أسرة في كل دورة (مدة الدورة 9 اشهر) بناء على نتائج التقييم ومكافئة الاسر المستفيدة ببرامج اخرى وعدم الاستمرار مع الأسر التي لم تظهر تحسنا ملموسا،
خدمات المشروع:
ويقدم المشروع للأسر المشمولة به عدة خدمات، معتمدا أسلوب المكافأة، وذلك باضافة خدمات جديدة تبعا لتحسن ومدى استفادة الاسر المستفيدة وتشمل هذه الخدمات خدمات إغاثية بتوفير كافة المستلزمات الاستهلاكية شهريا، والكافية لأسرة ذات عدد 7 افراد ولمدة شهر، وتصرف في اليوم العاشر من الشهر الجاري،
وخدمات تحسين الوعي والتثقيف ومحاربة الظواهر السلوكية الخاطئة على مستوى الأفراد والأسر،
وخدمات تعليم وتدريب: تم تنسيق برنامج مع عدد من المؤسسات التدريبية حسب اتفاقيات خاصة لتدريب الكوادر المرشحة من قبل المشروع باشتراكات رمزية يدفعها المشروع مكافأة للأسر المستفيدة بفعالية من المشروع،
وتفعيل برنامج الاسر المنتجة وذلك لايجاد مردود مالي لمنتجات الاسر من الاشغال اليدوية ومردود برامج التدريب على الأسر والمشروع،
ومما يميز المشروع وضعه لعدد من الضوابط التي يمكن ان تزيد من فعالية المشروع وقد شملت استمارة التقييم عددا من الظواهر السلبية، مثل التدخين والاستدانة والتفكك الأسري والتسيب الدراسي، وقد شملت أيضا في برنامج التقييم كأسلوب لمعالجتها والحد منها، إضافة للوسائل الأخرى في معالجتها،
التقييم الدوري كل 9 اشهر وتسليم بيان (فاتورة) المواد الاستهلاكية للزوجة فقط مع وضع شروط معينة لصرفها بالشكل الذي يحقق فائدتها المرجوة،

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved