أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st December,2001 العدد:10656الطبعةالاولـي السبت 16 ,رمضان 1422

مقـالات

الواقع المرير
منصور بن صالح اليوسف
لقد اعتدنا في السنوات العشرين الماضية وما قبلها أن نسمع عبر وسائل الإعلام العربية والإسلامية المختلفة ان المنطقة تمر بمرحلة دقيقة ومصيرية نتيجة للمتغيرات السياسية والعسكرية والاقتصادية المتلاحقة، وكانت تلك الرؤى مبنية على أساس من التوجس والتوقع والتنبؤ لمجريات الأمور لكنها ليست بالضرورة تعكس الحقيقة بالرغم من جدارة تلك المخاوف والتوقعات.
أما الوضع الراهن فانه يختلف عن السابق وأصبح ينذر بشر مستطير، وقد بدأنا نسمع كلاماً من صناع القرار في العالم يجعل العاقل يفقد عقله بالفعل، حتى أصبحت الخطوط الحمراء في السابق خطوطاً يمكن تجاوزها كما يتجاوز كوكب الجوزاء اقطار السماوات والأرض، وأضحت لغة القوة والتهديد هي اللغة البديلة عن لغة العقل والحكمة وأن الرجوع إلى الشرعية الدولية هو مضيعة للوقت ولا يلجأ إليها الا المغلوب على أمره ولا حول ولا قوة له، ولذا يمكن القول ان المنطقة تمر بمرحلة حرجة وخطيرة لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من خمسين سنة.
وبالنظر إلى الوضع الراهن وبعد احداث 11 سبتمبر 2001م نجد أن هناك حملة غربية مسعورة ضد المملكة العربية السعودية نتيجة تمسكها بالعقيدة الإسلامية ونتيجة مواقفها المشرفة من القضايا العربية والإسلامية وخاصة قضية فلسطين والقدس الشريف كشفت زيف المصداقية والشفافية والموضوعية التي تشدق بها الإعلام الغربي سنين طويلة. كما نجد السفاح شارون وقد اطلق آلته الحربية على اخواننا الفلسطينيين العزل وقتل أطفالهم ونساءهم ورجالهم ولم يكتف بهذا بل راح يهدم بيوتهم ويقتلع اشجارهم ويحرق محصولاتهم. واذا نظرنا إلى الساحة الأفغانية نرى أن القتل والدمار والخراب قد حل بأفغانستان وأهلها وأتى على الأخضر واليابس. ويبدو أن العقاب الأمريكي لن يقف عند حدود افغانستان فقط بل ان عدداً من الدول العربية والإسلامية مؤهلة لضربات مماثلة كالتي حلت على أفغانستان حسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين. اضافة إلى ذلك فان الاعلام الغربي الموجه من الصهيونية العالمية قد وجد في هذا المناخ فرصة ذهبية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين. كما أن كثيراً من اخواننا العرب والمسلمين في الغرب قد تعرضوا للقتل والاهانة والسجن والاعتقال وآخرين منهم فقدوا وظائفهم ومقاعدهم الدراسية.ان الوضع الراهن لا يوحي بمستقبل مشرق وبالتالي فان علي العرب والمسلمين توحيد صفوفهم والاتجاه إلى العالم الغربي وبالذات الولايات المتحدة لفتح حوار جاد لتهدئة الأوضاع والتعاون على أساس المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وألا تقف احداث واشنطن ونيويورك حجر عثرة في طريق العلاقات العربية والإسلامية بالولايات المتحدة، خاصة ان الدول العربية والإسلامية ليس لها علاقة بتلك الأحداث وقد أدانت تلك الأحداث في حينها. كما يجب ألا تقتصر الدبلوماسية العربية والإسلامية على الادارة الأمريكية بل يجب فتح قنوات جديدة للحوار مع الكونجرس والشعب الأمريكي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة. كما يجب تفعيل ادوار الجمعيات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة لخدمة قضايا العرب والمسلمين. ولا شك أن هذا يتطلب رسم استراتيجية واضحة ووضع آلية محددة لتنفيذ تلك الاستراتيجية تقوم بها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
عضو هيئة التدريس بمعهد الادارة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved