أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd December,2001 العدد:10657الطبعةالاولـي الأحد 17 ,رمضان 1422

متابعة

وعلامات
الدراسة في رمضان.!
عبد الفتاح أبو مدين
* منذ بضع سنين، حيث بدأت الدراسة تأخذ أياما من شهر الصوم، نظرا للاختلاف بين الشهور الشمسية والقمرية، كتبت أن الدراسة غير مجدية عندنا في شهر رمضان.. ذلك أن جميع بيوتنا تسهر في هذا الشهر حتى مطلع الفجر.. وعليه فإن أبناءنا وبناتنا ومعلمينا، يذهبون الى مدارسهم نائمين.. واذا قلت نصف نائمين، فإني لا أعدو الحقيقة.. وينتج عن ذلك عدم جدوى الدراسة في هذا الشهر، فالمدرس متعب، لأنه لم ينم، والطالب كذلك، وحتى بوابي المدارس نائمون.. إذاً فإن الدراسة في رمضان جهد ضائع.
* قبل خمسين سنة، كان الناس ينامون شطرا من الليل في رمضان، ثم يستيقظون للسحور والصلاة، وقد نالوا قسطا من الراحة، ارتاحت أجسامهم، ونامت عيونهم.. أما اليوم، فإنه سهر متواصل، الى وقت الذهاب للمدرسة في العاشرة صباحا، او التاسعة والربع بالنسبة للبنات.. وحتى نوم ساعات من النهار وبعد العصر لا يجدي.. والطلبة من الجنسين، لا يذاكرون في ليالي رمضان.. وقد قرأت في عكاظ في العدد الذي صدر يوم الجمعة 1/9/1422ه استبياناً رأيت فيه ان أكثر الآراء، من اساتذة جامعات وطلاب، يؤكدون عدم جدوى الدراسة في رمضان.
* البلاد الأخرى، في الوطن العربي، يتغلبون على أنفسهم، بمعنى أنهم ينامون شطرا من الليل، كما كنا أيام رمضان، ويستيقظون في اوقات الذهاب الى المدارس، وليس عندهم مشكلة، مثل حالنا نحن.
* أعتقد أن وزارة المعارف، وزارة التعليم العالي، الرئاسة العامة لتعليم البنات حقيقون ان يلتقوا أو من يمثلهم من رجالاتهم، لبحث هذه الاشكالية، والخروج بقرار يعالجها، يكون مرضيا لهذه الكيانات التعليمية والطلبة والطالبات وآلهم، الذين يتكبدون عناء كبيرا في متابعة أبنائهم وبناتهم صباحا، للذهاب الى مدارسهم وقلوبهم نائمة، ثم لا تحصيل يذكر، وانما هو عناء في عناء.
* إن الكيانات التعليمية، تريد حلولا مرضية، من واقع حرصها في أداء رسالتها كما ينبغي.. وعندي ان الحلول متاحة، ولكنها تحتاج الى عزم لاتخاذ القرار، والعزم لا ينقص من وكلت إليهم الدولة مهمات التعليم، وإنها لمهمات ثقال، أعانهم الله.
* عندي، والدراسة تبدأ في ايام من أيام من الاسد، وايام من السنية، في شطر من أغسطس قلب الصيف، ان تقدم عشرة أيام مثلا تستقطع من الاجازة الصيفية، وهي طويلة.. وينتهي امتحان نصف السنة، قبل حلول شهر رمضان بيوم أو يومين، وخلال أيام معدودة من رمضان، تصحح أوراق الامتحانات، وتعلن النتائج، خلال اسبوع الى عشرة ايام من شهر رمضان، ويركن الطلاب والطالبات الى الراحة، وكذلك المعلمون، بعد الفراغ من مهماتهم في التصحيح واعلان النتائج.
* تختصر عطلة عيد الفطر، بحيث تبدأ الدراسة، بلا تأخير، في اليوم الخامس من شهر شوال، وليس مهماً، ان يكون هذا اليوم يوم احد او اثنين او ثلاثاء، وان يتسلم الطلاب الناجحون كتبهم، ثم يستأنفون دراستهم من يوم السبت للخامس من شوال، ما لم يكن خميسا او جمعة.
* كذلك فإني اقترح تقليص اجازة عيد الاضحى، بحيث لا تتجاوز عشرة ايام في كل الاحوال.. وعلى ذلك: يحمد القوم السرى، كما تقول العرب.
* رجال التعليم يدركون، ان اجازة خمسة وعشرين يوما، عشرة أيام من رمضان، خمسة عشر يوما من شوال، تنسي الطلبة والطالبات ما قرأوا، وهم يبدأون الامتحانات، بعد يومين من عودتهم خالي الوفاض وكثير منهم قد نسوا تحصيلهم الدراسي، خاصة المرحلة الابتدائية.
* إن رجال التعليم يدركون أن البيت، لم يعد ذاك البيت، من حيث متابعة المذاكرة واستيعاب الدروس، ويمكن حصر قضية الاهتمام في 1%، والبقية، محمولة على الخادمات، فهن اللاتي يرعين الأولاد والبنات.. أما الآباء والأمهات ففي شواغلهم التي لا تنتهي، وكثير منها مضيعة وقت .
* أرجو أن اسمع، أن المؤسسات التعليمية مهيأة للنظر في قضية إلغاء الدراسة في رمضان، لأنها غير مجدية، ودراسة الخطوات التي أشرت إليها في هذه الكلمة، لأننا جميعا ننشد الاصلاح ما استطعنا والله المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved