أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th December,2001 العدد:10661الطبعةالاولـي الخميس 21 ,رمضان 1422

مقـالات

ضحى الغد
المسلمون بين سُنة الابتلاء وسُنة النصر!
عبدالكريم بن صالح الطويان
* حُوصرنا في شعب أبي طالب ثلاث سنوات وقاطعتنا بطون قريش حتى أكلنا ورق الشجر!
ومُنعنا من كامل حقوقنا الإنسانية! ثم رفع الله عنا البلاء ونُصرنا بهجرة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى المدينة النبوية وإقامة الدولة الإسلامية والفوز بمعركة بدر الكبرى!
وابتلينا يوم أحد، ووقعت في جيشنا المدافع عن المدينة النبوية مقتلة عظيمة، وكُسرت رباعية رسولنا صلى الله عليه وسلم، وشُج رأسه، وقُتل عمه، وحاملُ لوائه، وسبعون من خيرة أصحابه!
ولجأ الإسلام كله ممثلاً بنبينا صلى الله عليه وسلم وثلة قليلة من المؤمنين إلى الله سبحانه ثم إلى جبل أحد!
وابتلينا يوم الخندق إذْ حُوصرت المدينة بالأعداء من فوقها ومن أسفل منها ونقض اليهود عهد السلام مع الإسلام ثم نصرنا الله سبحانه، وكفأت الريح قدور الأحزاب وطارت بخيامهم وبعثرت معسكرهم وأسقطت مخططهم! وكان بعد ذلك الفرج ثم فتح مكة!
وابتلينا بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتداد القبائل عن الإسلام حتى لم يبق في جزيرة العرب على أركان الإسلام سوى مكة والمدينة!
ثم نصرنا الله عز وجل بموقف أبي بكر، وراية خالد، وجهاد القراء، ومعركة الحديقة حين تسلقنا أسوار حديقة مسيلمة الكذاب وأبطل الله كفره!
وابتلينا بفتنة مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه، وانقسمنا فئتين تقتتلان في (صفين) و(الجمل) ثم لم يلبث الكرب أن زال بعام الجماعة ووحدة المسلمين وقيام دولة الاسلام، وفتح الفتوح في شرق الأرض وغربها!
وابتلينا بزوال دولة بني أمية وانفراط عقد الجماعة الإسلامية والدولة الشرعية لكن سنة النصر ما لبثت أن جاءتنا وقامت دولة الإسلام على يد بني العباس تنشر الإسلام في جهات الدنيا الأربع!
وابتلينا بهجوم التتار الوثنيين من الشرق، واكتساحهم الممالك الإسلامية الشرقية!
ثم هجوم النصارى الصليبيين من الغرب، واكتساحهم الممالك الإسلامية الغربية!
وبعد سنين فرح المؤمنون بنصر الله، إذْ رفع الله المحنة ونصرنا في (عين جالوت)، ثم في (حطين) وعودة القدس فحمى الله حمى الإسلام وجدد دولته ورفع لواءه عالياً!
وفي الوقت الذي ابتلينا فيه بسقوط الأندلس وزوال دولة الإسلام فيه، كان (محمد الفاتح) رحمه الله يفتح القسطنطينية عاصمة البيزنطيين ويتوسع بالإسلام في شرق أوروبا حتى أبواب النمسا!
ثم ابتلينا بسقوط الخلافة العثمانية الإسلامية في (استانبول) وانفراط عقد المسلمين وسيطرة الاستعمار الصليبي على دول العالم الإسلامي وجعلها تحت الوصاية، ثم نصرنا الله بخروج المحتلين الأوصياء على حريتنا حيث انتزعنا بعون الله حريتنا واستقلالنا وعزتنا الإسلامية!
وفي الوقت الذي ظنت فيه (اسرائيل) عام 1967م أنها احتلت (القدس) وسيطرت على المسلمين إلى الأبد إذْ جاءنا نصر الله في رمضان عام 1973م ورفعت انتفاضتنا المباركة رايات الاسلام والجهاد والصبر والتضحية خفاقة في فلسطين ، وصلى في أول جمعة من رمضان الجاري 1422ه مايزيد على مائة ألف مصلٍ في باحة المسجد الأقصى الأسير!
وفي العصر الذي سادت فيه الأمية والجهل والخرافات في (جزيرة العرب) وكاد الإسلام أن يندرس ويعود الناس ضُلالاً يقتل بعضهم رقاب بعض، في مجتمع تناحرت قبائله، وتدابرت حواضره! أقامنا الله سبحانه دولة إسلامية ( المملكة العربية السعودية) فنصرنا دعوة التوحيد، ومكنا لها في الأرض، وأصلنا مناهج الاسلام وأحكامه ورفعنا منائره، وأقمنا في عواصم العالم أجمعها (مراكز لهدي الإسلام) هي اليوم منائر حضارة وهدى ودعوة، تُؤكد أن الإسلام دين المحبة والحكمة والسماحة والموعظة الحسنة!
وفي الوقت الذي دخل الإسلام سلما واقتناعاً عقول الغربيين، وفُتحت مساجده ومدارسه ومنابره، جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م لتحدث بعدها وقائع عظام، ومحن جسام وهجمة شرسة على الاسلام وأهله!
ولابد إن شاء الله بعد هذا البلاء من فرج، فالابتلاء سنة الله في عباده المؤمنين، والنصر سنته الأخرى، كما عهدنا هما طيلة تاريخنا الإسلامي على الأرض! ولقد ظل شعارنا الصبر عند كرب البلاء، والشكر عند فرج النصر، فوعد الله ناجز، وسنته ماضية فينا إلى يوم الدين.
ليعد «شارون» إلى صوابه قبل أن يفقد العرب واليهود صوابهما معاً!!
* لطالما سخرت (اسرائيل) بالحكومات العربية التي يقودها عسكريون، ولكنها في العصر الحديث تنتخب جنرالاتها ليقودوا الحكومة السياسية فيها، وشاهدنا سلسلة الرؤساء (نتن ياهو) و(باراك) و(شارون) لقد جاء الشعب اليهودي بالقادة العسكريين ليقودوا سياسة الحكومة لضمان الأمن فإذا هم يضعون الشعب اليهودي في حصن الخوف والخطر!
يبعث شارون بمروحياته لترسل الصواريخ الذكية التي تتسلل إلى النشطاء الفلسطينيين (كما يسميهم) عبر نوافذ السيارات والشقق لتفتك بالمجاهدين الفسلطينيين ! ظناً منه أنه بقتلهم يُرفرف السلام على دولة اسرائيل!
ولكن الفلسطينيين لا يُحبذون هذه الميتة إنهم يتسللون إلى الشوارع المحتلة الضاجة باليهود فيُفجرون أنفسهم بأحزمة الديناميت!
ويُوفرون على (شارون) صواريخه الذكية!
فمتى يقتنع عسكر (اسرائيل) بحقوق الفلسطينيين في أرضهم، ويُسلمونهم هذا النصيف الذي يعيشون عليه، ويرفعون عنهم الوصاية ويسحبون دباباتهم وجنودهم، ويقولون لفلسطين الضفة الغربية شأنكم وأرضكم أنتم جيراننا لا تتدخلوا في شأننا، ولا نحن نتدخل في شأنكم! كففنا عن دمائكم فكفوا عن دمائنا!
أين عقلاء اليهود؟
أين ساسة اليهود؟ أين حكماؤهم؟
هل الحصار والتجويع ، والدبابة والمروحية، وقتل أعيان فلسطين، هو الذي يُوطىء الأمن ويُوطد السلام لشعب (اسرائيل)؟
لقد اكتشفوا ومعهم العالم كله، أن الجواب على هذا السؤال هو النفي! وأن سياسة (شارون) سياسة مدمرة ومحرقة وقاتلة لليهود قبل الفلسطينيين، وأن التهدئة التي يُطالب بها (شارون) لا يمكن ان تكون من طرف واحد!
فليكف عن تجريف الأرض، وهدم البيوت، وقتل الناس، ليكف الطرف الآخر عن ردود الفعل الانتقامية، ليُعد (شارون) إلى صوابه قبل أن يفقد العرب واليهود صوابهما معاً!!
بريدة ص.ب 10278

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved