أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th December,2001 العدد:10661الطبعةالاولـي الخميس 21 ,رمضان 1422

مقـالات

ترانيم صحفية
نكتة اسمها «الأخلاق»!!
نجلاء أحمد السويل
قد تقابل أحد أقاربك في مكان ما فينظر لك وتصافح عيناه عينيك ثم يعطيك ظهره ويمضي وكأنه لم يرك سابقا أو يعرفك او يمت اليك بأي صلة!!
ربما يكون قد ورث من والده مبلغا وقدره «....» وانت كما يقال «على قد الحال» فأنت الآن لا تعني له شيئا سوى علاقة «فاشلة».. وربما لا يكون السر في «الارث» ولكن ربما يكون في تقلده منصبا وظيفيا مرموقا مما يجعلك تزيد حمله وعبئه بمتطلباتك ولا تنفعه إذاً أنت لا تعني له سوى علاقة «خاسرة».
لن نكابر ونقول بأن الفلوس «لا» تغير النفوس ولكن لنقل بأن الفلوس + الشعور بالنقص والناتج عن التربية السلبية هما السبب الرئيسي في توجيه علاقات الفرد نحو ما ترمي له مصالحه فقط دون وجود ما يسمى «بالأخلاق»!!
وهل أبالغ حين أقول بأن الأخلاق أصبحت «نكتة» عند بعض الأسر أم انني إنسانة متشائمة تنظر فقط الى النصف الفارغ من الكأس!!
ربما أكون كذلك اذا استطعنا فعلاً ان نتجاهل الواقع عندما نرى فعلاً أن الحفيد يدخل مع أسرته الى منزل جده أو جدته ولا يلتفت بالسلام عليهما ويكون عمره ما يزيد على الثماني أو التسع سنوات!! وإذا وجِّه الأبوان إلى ذلك تعذرا له فجأة وبكل حماس وبررا هذا السلوك على انه نتيجة لصغر السن والمصيبة ان هذا التبرير ربما يكون على مسمع من هذا الابن الذي لا يدرك الخطأ فيما يفعل!!
لا نستطيع ان ننكر أننا تجاهلنا ولا زلنا نتجاهل كثيرا مسألة «التربية الخلقية» لدى أبنائنا، لقد اصبح الطفل يأخذ منك ما يريد دون أن يلحق ما يفعل بكلمة الشكر، أما إذا أخطأ فمن الكارثة أن يعتذر ويظل يكابر على خطئه الى آخر لحظة.. والأدهى والأمر اننا نظل ندافع بكل ما نملك عن أطفالنا على سلبياتهم!! ترى هل نسينا الحساب والعتاب أم ان كل ما علينا هو ان نضربهم اذا بلغت بنا «الحرقة» منهم دون ان يعرفوا هم السبب!!
لقد اصبحت تصرفاتنا غريبة والأغرب منها ردود أفعال اطفالنا واصبح الطفل يحرج أباه في مواقف ويحرج أمه في مواقف أخرى ويرفع صوته على أخيه الأكبر منه بعشر سنوات وكل هذا نعتبره أمراً عاديا لأننا انشغلنا في التمركز حول ذواتنا ونسينا بأن هناك مسؤولية على عاتقنا لا بد وان يكتمل أداؤها على أفضل وجه، لقد أصبح الخطأ صواباً واعتدنا ان يكون كذلك في أبنائنا فإلى متى نتجاهل تعليمهم الصح من الخطأ أم اننا ننتظر إلى ان ينشؤوا على ما تعلموا وهنا تكون الكارثة فمن شب على شيء شاب عليه.
والله الموفق..
أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved