أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th December,2001 العدد:10661الطبعةالاولـي الخميس 21 ,رمضان 1422

الثقافية

الزمن المقلوب
شهامة المفردة
أحمد عبد الرحمن العرفج
تحرير:
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم ركبوا سفينة، فاستهموا «أي قاموا باجراء قرعة لتوزيع مقاعد جلوسهم» فأصاب بعضهم اعلاها وآخرون أسفلها، فالذين في الاسفل احسوا انهم يزعجون الذين في الاعلى حين يستقون الماء فأرادوا ان يعملوا خرقا في السفينة.
فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فان اخذوا على ايديهم نجا الجميع وان لم يفعلوا ذلك هلك الجميع).
وفي هذا الحديث الشريف مبدأ من مبادىء تعايش الأمم، وتعاونها، واتحادها في المصير.. فلا يكفي ان يكون كل انسان حر في التصرف داخل ارضه.. لان ما ينفع الكبد.. قد يضر الطحال.. وهكذا يتكاتف الجميع لمصلحة المجموع.
والكون بهذا الزمان اصبح مكانا واحدا.. وقرية صغيرة يرى عاليها سافلها.. اذا اشتكى منها طرف تتداعى له بالمشاركة من آخر أطرافها.
ان البعض يضيع في الكل.. والكل يدخل في البعض ونصبح في نهاية الشوط.. لا بعض ولا كل..
ماذا سيجد هذا الحرف؟
أظنه «وليس كل الظن اثم» يصدق عليه قول شاعرهم «وبعض القول يذهب في الرياح».
طباعة:
في واحدة من اضاءاته المضيئة يقول جابر عصفور : «ان العلاقة التي ينطوي عليها فعل التقليد تتضمن بعدا من ابعاد القيمة المسومة بين طرفين.
الطرف الاول اسبق في الوجود واعلى في الرتبة.
والطرف الثاني: لاحق في الوجود، وادنى في الرتبة، وعلاقته بما قبله علاقة من يستكمل نقصه باستدعاء من يراه اكمل منه في حال تقليده فهي علاقة تقتضي تسليما اوليا او قبليا بتميز ما سبق وضرورة تكراره بمحاكاة، او اعادة نسخة باحتذائه، وتلك علاقة تسقط من حسابها متغيرات الزمن، مفترضة ان «القديم» او «السابق» ينطوي على قوة تجاوز المتغيرات، وترد سلبها على ايجاب ثباتها، فتنفي «نقص» الحاضر بالعودة الى «كمال» الماضي الذي يظل على اطلاقة افضل من تجليات اي حاضر أو متغيراته.
ان مثل هذا النص حقيق بالتأمل.. خاصة وان بعض اولي العلم يقولون ان المحاكاة سهلة. فهل حاكينا القدماء رغم ان الغاية تجاوزهم وليس محاكاتهم.. ومع هذا كيف نحاكي البحر.. كما يقول ادونيس.
متى نردد:
نبني كما كانت اوئلنا
نبني.. ونفعل «فوق» ما فعلوا!!
لا نريد «مثل ما فعلوا»!!
حلف:
نحاول ان نكون اوفياء لهذا المنهج اكثر من وفائنا لذاك المنتج.. ولكن كل شيء جائز في الحب والحرب.
نحمل شرف الغاية وطهر الوسيلة.. ونطوف على اطراف الاوراق مقررين ان «زيادة القول تحكي النقص في العمل».
في معركة «الهوية»:
يأخذ التصنيف الى الأعمق.. لماذا لا نكون كالماء بلا لون.. بلا طعم.. بلا رائحة!!
ومع هذا يبقى أصل الاشياء!!
اشغلنا انفسنا بأسئلة الهوية .. حتى صرفتنا عن ذكر الله.. وعن صعود المعالي.. واغلقنا الأبواب، وادخلنا «الهوية» في حجرة مغلقة فماتت.
الويل لنا.. لم نطعمها ولم نسقها.. ولم نتركها تأكل من حشائش الأرض..
اغلاق قام به الشاعر الراحل حمد الحجي:


وإذا أعجب الآنام بشيء
صرت منه في موقف المرتاب


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved