أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th December,2001 العدد:10661الطبعةالاولـي الخميس 21 ,رمضان 1422

الثقافية

الفضاء .. وحيرة العلماء..( 1 - 2)
يوسف الذكير
ما برح الكون وأسراره يأسر جنان الانسان، مذ سطر تاريخه في غابر الازمان «أقمار ونجوم وكواكب سلبت لبَّه.. وخواسف وكواسف حيَّرت عقله.. وشُهب ونيازك شغلت فكره.. استلاب ألباب، بلغ من الاعجاب، ان تغنى بها شعرا وفنا، فلا يكاد يخلو موروث أمَّة ما، من تشبيه لحبيب كالشمس ضياء، والقمر نورا.. او مسمى لنجل بسهيل وثريا، وبدور وشهاب.. ولا يكاد ينجو تراث شعب من تقديس لأجرام ونجوم.. عشتار بابل للقمر رمزا، فقدسته معين وسبأ وحمير، والشمس للفرعون اخناتون ربا، فيما الاغريق والرومان، حبسوا آلهتهم في افلاك، فالزهر وربُّه الجمال فينوس والمريخ اله الحرب مارس والمشترى كبير الأرباب جيوبتر، حتى بعث لهم الله أنبياءه هداية ورحمة.
لكن الدور الابقى والأهم، كان ولا يزال، استفراد تلك الأجرام، المطلق والتام، بتنظيم وتقسيم الأيام، وتحقيب وتاريخ الاعوام، فالأيام والشهور والفصول والاعوام، ما كان لتحديدها ان يتم، لولا حركة ومواقع النجوم والاجرام.. اليوم زمن طوله ثابت، بثبات فترة اكتمال دورة الأرض حول نفسها، والفصول والشهور بروج ثوابت، لظهور وأفول نجوم في مواقيتها الشهر هلال ومنازل، والتاريخ، أرقام لأعوام، ماهي سوى فترات متكررة، لدورة كاملة للأرض حول الشمس.. فضل ونعمة، من الخالق سبحانه، لنعلم مواقيت الأهلة وعدد السنين والحساب.
العرب لم يشذوا عن بقية أمم الأرض، انبهارا بأجرام الكون، وتوقا لتعلم اسراره انبهاراً واعجابا، ماثل الأمم الاخرى، حين تقاسمت قبائل العرب، الكواكب والنجوم فيما بينها، آلهة واربابا «كنانة وعاد عبدوا القمر.. والشمس إلهة حمير.. «المشترى» كان لجذام ولخم، والشعرى لقيس، والدبران لميسم.. «سهيلا» لطي وعطارد لأسد.. بل وحتى قريش، قاسمت غطفان، في تعظيمها للزهرة «كان ذلك في زمانهم الغابر، اما في عصرهم الزاهر، فكان لهم شأن آخر.
إنْ كان اهتمام العرب في قديم زمانهم لم يقتصر على تعظيم الاجرام بل وطال علم المواقع والأفلاك، كما ذكر البيروني في مؤلفه «الآثار الباقية على القرون الخالية»، حينما كتب، ان بني مارية بن كلب، وبني مرة بن همام بن شيبان كانوا أعلم العرب بتحركات النجوم فان زاهر عصورهم شهد لهم شأوا وعلو كعب، لازال الغرب، يذكره لهم ويعترف لهم بفضلهم.
فما ان حطم الاسلام، عبادة الأصنام وتقديس الاجرام وكذب التنجيم، حتى انحصر اهتمام العرب بالكون، او كاد، على دراسة الأفلاك ومواقع النجوم، كعلم قلَّ أن شابه السحر والتنجيم والخزعبلات.
رسوخ الايمان في نفوس المسلمين، برسالة الإسلام، لا يفصح عنه مدى تجذره وصلابته أمام كل ما هب على البشرية من أفكار وايديولوجيات طوال ما يزيد عن اربعة عشر قرنا، او حقيقة انه أكثر الأديان انتشارا واعتناقا حتى اليوم.. بل كان باديا جليا منذ قرنه الأول.
لم يخش العرب، مقولات غزو فكري، ولا هابوا أصوات اجتياح ثقافي تدعو الى غلق الأبواب فقد أدرك أوائل المسلمين العرب، ان الاسلام نور يمقت الظلام، فالعلم مطلب المسلم، والحكمة ضالة المؤمن.. فتحوا النوافذ وشرعوا الأبواب، فلم تمض برهة من عمر الزمان الا وحضارة الاسلام دوحة غناء، ارتوت فأينعت علوما وعلماء، ما شذ عن فروعها، علم الفلك.
فرادة اخرى، امتازت بها الحضارة الاسلامية دون غيرها، الا وهي ريادتها اللا مسبوقة في عولمة العلم.. سماحة العقيدة الاسلامية، لم تقتصر على حماية اتباع الديانات الاخرى، على عكس ما فعلته أديان اخرى، مثلما يشهد التاريخ، في مجازر القدس الصليبية، ومحاكم التفتيش الكاثوليكية الرهيبة في ايطاليا وفرنسا واسبانيا.. أو ابادة شعوب عن بكرة ابيها، مثلما فعل الغزو الاوروبي بقبائل الامريكتين باسم الدين.. بل بلغت سماحة الاسلام ذراها، حين لم تكتف بالحماية، وانما أتاحت لهم ما أتاحت للمسلمين، من فرص التفوق والتألق، فبرز منهم الشاعر والأديب، والعالم والطبيب كما انها لم تمنع او تحرم، كتب ومؤلفات الثقافات الأخرى، بل سعت لها، فترجمتها، واستفادت منها، دون جنوح لثقافة دون اخرى، لا فرق بين ثقافة شرقية او غربية، فالكل سواء تعايش ثقافات، لا صدام حضارات، فكانت الحضارة الاسلامية بحق بوتقة صهرت، فسكبت، فسبكت مفهوم عالمية العلوم.
عالمية علوم، كان لعلم الفلك منها نصيب وافر، وبروز زاه، وعطاء زاخر، لازال الغرب يعترف لهم به، حتى عصرنا الحاضر.. كان بدء الانصهار، حينما أمر الحجاج بن يوسف الثقفي، في القرن الاول بترجمة كتاب «الأصول» لاقليدس، تبعه ترجمة مؤلف بطليموس الشهير، في علم الفلك.
ولم ينتصف القرن الثاني، حتى امر المنصور الخليفة العباسي، بترجمة «السدهانات»، او «مقالات الافلاك»، التي عرفها العرب باسم «السندهند»، والتي كانت اكبر موسوعة هندية آنذاك، في الفلك والحساب والتنجيم.
مؤسسين بذلك ما اسماه المسلمون بعد ذلك، علم الهيئة «الفلك» والذي تفرع عنه، علم الازياج «سير الكواكب» والتقاويم، مؤذنا ببزوغ عصور زاهية، اثمرت بذور كل ما شهد علم «الكون» في العالم من تقدم، حتى عصرنا الحاضر.
لعل من ابلغ علوم الهيئة «الفلك» الاسلامية، وساما، هما الشيخ الرئيس «ابن سينا»، الذي ألف تسعة عشر كتاباً ورسالة في علم النجوم.. وأبوالريحان البيروني، الذي قال عنه المستشرق الالماني إدوارد ساخاف أنه أعظم عقلية عرفتها العصور الوسطى (3) فقد بلغت مؤلفاته، مائة وعشرين، لعل أهمها في علم الفلك، مؤلفه الجامع «القانون المسعودي» فلا عجب ان احتف، بالذكرى الالفية لمولده عام 1973م، بقرار من منظمة اليونسكو.
سكب السبائك الاسلامية، في علم الفلك، ما اقتصر على المؤلفات النظرية، بل وانحسر، فغمر العلوم التطبيقية الاسطرلاب ودوره في الملاحة، والمراصد التي كان من اشهرها مرصد مراغة في شمال غرب ايران.. صومعة فلكية انجبت علماء أفذاذ، كان لهم الفضل الاكبر، لا على علم الفلك فحسب بل وفي انطلاقة الشرارة الاولى للعلم الغربي الحديث بمجمله..، فما لا يختلف عليه جل علماء الغرب، ان العلم الحديث في اوروبا، انطلاقته كانت نظرية نيقولا كربر نيكوس في علم الفلك.. نظرية قلبت مفاهيم الكون رأسا على عقب، حين الغت نظرية «بطليموس» بمركزية الأرض، ونصت على ان الشمس لا تدور حول الأرض، بل العكس، الشمس هي المركز، والأرض هي مجرد كوكب، ضمن عدة كواكب، تدور حول الشمس، وان الليل والنهار سببهما دوران الأرض حول نفسها، لا دوران الشمس حول الأرض.. زلزال هز، فهدّ معتقدات راسخة، فلا عجب ان كفرتها عقول متحجرة من رجال الكنائس، بل ورفضتها حتى العقول النيرة، في أوروبا الاعمى.. ولكن ذلك الزلزال، ما كان ليحدث، لولا تموجات، وارتجاجات، مصدرها العلماء المسلمين، بل وكان مركزه مرصد مراغة بالذات.
مؤسس المرصد ورائده الفلكي المسلم «نصر الدين الطوسي» كان اول من شكك، في صحة نظرية «بطليموس»، باعتراف أعرق الجامعات الاوروبية (4). بل ان أقرانه وتلاميذه من امثال «الأزدي»، و«الشيرازي» توصلوا لابتكار اول نظام فلكي غير بطلمي في القرنين الثاني والثالث عشر الميلادي اما اهمهم جميعا والذي كان بمثابة، صلة الوصل، بين مرصد مراغة ونظرية كوبرنيكوس فكان تلميذه النابغة ابن الشاطر، في القرن الرابع عشر، الذي أسهب في فضله وأطنب، المؤرخ العلمي «توبي هاف» في كتابه عن بزوغ العلم الحديث(5).
ان كان في ذلك نبذة عن ماضي الحضارة الاسلامية المخفي، ودورها المؤسس في بعث العلم الحديث، بصفة عامة في الغرب، فان ذلك الدور، كان القاعدة الأساس، لانطلاقة علوم الفلك والفضاء واستكشاف اجرام ومجرات الكون المرئي، وما يجري من تضارب آراء، واحتدام جدال مستعر، في وقتنا الحاضر، عن الكون اللامرئي.. ولكن قبل ان ينمو ويزدهر، كان له مخاض أليم عسر.
لم يكن الخروج من كهوف التفكير، في ثبات الارض ودوران الشمس، وانحصار العلم على طبيعة ومدار كواكبها، الى مروج الكون الشاسع، بالامر اليسير فقد تردد «كوبر ينكوس»، طوال ست وثلاثين سنة منذ ان اقتنع ان «بطليموس» كان على خطأ عام «1507م»، وحتى نشر كتابه المتضمن نظريته دوران الكرات السماوية عام «1543م»، الذي لم يأذن بنشره الا وهو على فراش الموت، في ذلك العام.. لم يكن مخطئا في تردده، رغم صواب نظريته، فما ان نشر حتى كفره بابا الفاتيكان، ولاحقت محاكم التفتيش مؤيديه، وصادرت واحرقت كتبه .. بل عارضه، من يعتبر لحد الآن، الاب الشرعي، لحركة العلم الحديث، الفيلسوف الانجليزي الشهير «فرانسيس بيكون» وجاراه في ذلك الفلكي الدنماركي الاشهر انذاك «تيخوبراهة» وكانت من اقوى حجج معارضيه، ان الجسم الساقط من نقطة مرتفعة، يجب ان يقع على نقطة غرب نقطة انطلاقه العمودية، ان كان الارض فعلا تدور؟ حجة ما كان بالامكان دحضها ضمن امكانات ذلك الزمان، فكادت نظريته تغرق في بحر النسيان.. لولا اثنان تأخر قدومهما الى حين.
مضى ما يقرب من قرن من الزمان، قبل ان تصحو تلك النظرية من رقادها، على يد اثنين، هما الالماني «يوهانس كبلر»، والايطالي جاليلي جاليليو كلاهما نال ما نال من التعسف والامتهان «كبلر» الذي هو الآخر، نهل من ينابيع علوم الفلك الاسلامية، حسبما ذكر احد ابرز العلماء المعاصرين، ومستشار وكالة الفضاء الامريكية «ناسا» في كتابه الذائع الصيت «الكون»(6) فقد سجنت والدته وعذبت وهي في الرابعة والسبعين، من عمرها بعد ما نشر كبلر كتابيه تناغم العالم والفلك الجديد المتضمن قوانينه الشهيرة الثلاث عن مدارات الكواكب حول الشمس، فاتخذ الاول منها حجة على هرطقة والدته وكفرها(7).
اما «جاليليو»، اول من اخترع وصنع المقراب «التلسكوب» عام 1610م فقد آمن بنظرية كوبرينكوس بعدما رأى بأم عينيه، اقمار المشتري، تدور حوله، فثبت له وجود اجرام، لا تدور حول الارض، فرغم صداقته الشخصية للبابا، وعطفه عليه، الا انها لم تحل دون محاكمته امام محاكم التفتيش الكاثوليكية، وانتزاع اقرار علني منه، بأن الارض ثابتة، لا تدور والتي قيل انه خرج من المحكمة وهو يتمتم «ولكنها تدور» فحكم عليه بالإقامة الجبرية ومنع من الاتصال بالناس، وصودرت مؤلفاته الا ان ذلك الحكم يعد رحيما، اذا ما قورن بما لقيه، احد اشهر ضحايا علم الكون جوردانو برونو الذي حكمت عليه محاكم التفتيش بالحرق حيا لمجرد جهره بأن في الكون نجوما اخرى كالشمس تدور حولها كواكب، فأحرق علنا امام الناس، في احدى قرى ايطاليا عام 1600م حيث ينتصب له اليوم نصب بالحجم الطبيعي، في ذات الميدان الذي أحرق فيه فهل من اثبات اوضح من ذلك، في ان الارض تدور؟
ازاء تلك الاحداث، لا تملك عين محايدة تستعرض التاريخ، سوى النظر باكبار نحو عقيدة الاسلام السمحة مقارنة ببقية الاديان، فشتان ما بين ترعرع العلم في عصر المسلمين الزاهي، وما شهدته اوروبا من مخاض له، عنيف دام الا ان ما خفف بعضا من آلام ذلك المخاض القاسي، الذي امتد حوالي القرنين هو ولادة احد ابرز العقول البشرية، واعمقها اثرا في فهم وتفسير علوم الكون، ذلك هو العالم الانجليزي الفذ «اسحاق نيوتن»، فهو لم يستنبط قوانين التفاضل والتكامل في الرياضيات، ويكشف عن اطياف الضوء السبعة وحسب بل ويعتبر بلا منازع واضع اسس الفيزياء العلمية الحديثة، من خلال مؤلفه العظيم «الاسس الرياضية للفلسفة الطبيعية»، الذي ضمنه قوانين الحركة الشهيرة قوانين كان من اهمها واشدها تأثيرا، على تطور علوم الأجرام، والفضاء والكون، هو قانون الجاذبية فقد فسر ذلك القانون حركة الكواكب الدائرية حول النجوم فحركتها الدائرية في مدارات ثابتة ان هي الا بتأثير قوة خفية، تزداد شدة، كلما قربت المسافات ما بين الاجرام وكبرت كتلها، وتقل حدة كلما ابتعدت تلك الاجرام عن بعضها، وقلت كميات كتلها عمق تأثير تلك النظرية على علم الفلك، يتضح مداه في انها شكلت نقلة نوعية من دراسة الاجرام السماوية، الى دراسة قوى الكون الخفية، ومكوناتها اللامرئية، فيما عرف فيما بعد بعلم الفيزياء الفلكية «Astrophysics»، بل وغير علم الفلك من مسماه القديم استرلوجيا «Astrology» التي يميل معناها الى التنجيم الى علم الكون «كوزمولوجيا «Cosmology» الشامل، لكل ما في الكون من مليارات المجرات وما تحتويه من بين النجوم والكواكب والاقمار، وما بينها من سديم وغبار الا ان ذلك الكون كان من الاتساع، اشبه ما يكون بمتاهة عملاقة مكتظة بدها ليزمن الالغاز كلما مضى العلماء في دهليز منه، امضى بهم الى دهاليز.
ان كان القرن المنصرم هو الاكثر في تاريخ البشرية، اخصابا للعلوم، وانجابا للتقنية، فانه قد خلف بعد رحيله فيما يخص علم الكون، اسئلة محيرة، اكثر مما أجاب.
فإن كان يحق لبعض القرون، تقلد اسم خاص بها، فإن القرن العشرين، يستحق دون أدنى شك ، أو برهة من تردد، لقب «قرن الفيزياء». فقد شهد انجازات مذهلة، لا تخطر ببال، أو حتى بخيال من عاش قرنا سبقه!.. قفزات عملاقة في طرق الاتصالات، من فقرات التلغراف في بدايته، ليسمع بالصوت ويرى بالصورة الملونة أحداثا تدور في أقصى الأرض من أدناها!.. ورأى ذلك القرن الانساني ينجح في تحقيق حلمه بالطيران، من طائرة خشبية للأخوين «رايت» ليرقبه وهو يصنع نفاثات عملاقة وعسكرية تخرق سرعة الصوت، ومركبات فضائية،وطأ بها سطح القمر، واستكشف الزهرة والمريخ والمشتري، بل ان المركبتين «تشالنجر» الأولى والثانية، توشكان الخروج من أقاصي حدود المجموعة الشمسية بأسرها، لتنطلقا الى فضاء لا تعرف له حدود!.. انجازات حافلة، متسارعة، لعل في الحاسوب وشبكة «الانترنت» ما يعمق مدى انعكاساتها على حياة الانسان، اجتماعيا، وفكريا، واقتصاديا، بل وحتى سياسياً!.. أمام كل تلك المنجزات المذهلة والتي ما هي سوى نتاج لعلم «الفيزياء»، قد يصعب على المرء، تصور عجز ذلك العلم، عن استيعاب وفهم أسرار الكون «ولكن الحقيقة الجلية، بل والعبرة عن مدى ضآلة الانسان، رغم انبهاره، بمنجزاته، في أن علمه، بل وحتى ادراكه وفهمه، يقف عاجزاً متحيراً» أمام عظمة الكون وأسراره!.. برهان ذلك وقرينته، استعراض موجز، لما شهدته علوم فيزياء الكون، منذ بداية القرن، وحتى نهايته!.
يتبع

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved