أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th December,2001 العدد:10661الطبعةالاولـي الخميس 21 ,رمضان 1422

الاقتصادية

في الاقتصاد
نجاح وفشل الشركات
د، سامي الغمري
يعقد بعض رجال الأعمال ان النجاح هو القاعدة العامة للشركات التجارية وان الفشل هو الاستثناء، فالنجاح عندهم آت لا محالة، وما عليهم سوى الانتظار والاستعداد له، وسادت بينهم فكرة انه يمكن لأي شركة تحقيق النجاح بكل يسر، كل ما عليها فقط الحصول على السجل التجاري وشيء من الدعاية وبعض العلاقات العامة وقليل من رأس المال وكمية من البضاعة في المخازن بعدها يعتقدون ان عليهم الجلوس في مكاتبهم وانتظار ارتفاع ارقام المبيعات في السوق فهو السبيل الوحيد للربحية وفي تعظيم الفارق بين النفقات وبين الايرادات كما ان البعض منهم يربط الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة بحالات النجاح، فمنهم من يعتقد ان الظروف الاقتصادية هي المحرك الاول وراء ارتفاع او انخفاض قيمة المبيعات او اسهم الشركات او زيادة ربحيتها او خسارتها، ومنهم من يرى ان ظروف الانتعاش العالمي تؤدي حتما لزيادة الايرادات بينما تؤدي ظروف الكساد العالمي للنقيض، وعلى ضوء ذلك يستنتجون علاقة طردية وثيقة بين الاقتصاد والارباح في شركاتهم حتى انه عندما نسألهم عن اسباب خسارتهم وقت الركود يجيبون «هذا هو حال العالم كله وما نحن الا جزء منه»، والحقيقة انه ليس بالضرورة ربط ارتفاع معدلات البيع وانخفاضها او نجاح وفشل شركة ما بتلك الخرافات السابقة المتأصلة في اذهان بعض رجال الاعمال، فهناك شركات عديدة حققت ارباحا جيدة اثناء ظروف الركود العالمي، وقد تخسر شركة اخرى اذا تحسنت تلك الظروف، وليس هناك ادنى علاقة بين حجم شركة ما وقدرتها على تحقيق النجاح من عدمه، وقد نجد ان اعتى الشركات قد يصيبها الفشل عندما تظهر في السوق بارقة ابتكار من شركة ناشئة صغيرة غير معروفة محليا او عالميا،
ونعرف جيدا ان الاستثمار في شركة ما ناجحة تعمل في إنتاج سلعة معينة لوقت قصير سيىء خير وافضل ألف مرة من الاستثمار في شركة ما ناجحة تعمل في انتاج سلعة معينة لوقت قصير ناجح، المهم عندنا هو اسم الشركة وسمعتها وادارتها واصولها لا المنتج الحالي المطروح،
وان الفشل والنجاح لأي شركة لا يرجع كلية للسلعة ولا لظروف السوق بل يرجع اصلا لسوء إهدار الموارد والامكانات التي تمتلكها الشركة نفسها التي غالبا ما تكون ناتجة عن سوء التخطيط فيها، على ان هناك اموراً رئيسية يمكن اعتبارها لرجال الاعمال السعوديين قد تساعد على تغير اعتقادهم السابق ولهم الاخذ بها إن أرادوا منها مثلا اولا: الاهتمام بتوسيع دائرة خدمات العملاء عن طريق توسيع الحملات الترويجية والدعاية لاجتذاب العملاء وكسب رضاهم خاصة العملاء المربحين منهم وثانياً تعزيز روح الابتكار وحفز العاملين بتوفير الامان الوظيفي لهم وسهولة الترقي بين المناصب الادارية في الشركة للعاملين امكانية امتلاك نصيب وافر من اسهم الشركة فيها، وثالثا ان تشارك جميع الاقسام التسويق والمبيعات والمشتريات كفرق عمل متكاملة مع بعضها البعض في اخراج المنتج الذي يتوقع منه ان يكتسح السوق، وقد اكدت دراسات علمية بأن انجح الشركات هي تلك التي تمتلك جميع حلقات السلسلة في يدها فتصبح هي المنتجة وهي قناة البيع وهي المهتمة بخدمات ما بعد البيع، وهي الشركة التي تفهم تماما من هم العملاء المربحون ومن متوسطو الربح ومن قليلو الربح ومن هم غير المربحين، ولها ان تتصل بهم طوال حلقات سلسلة القيمة فيمكنها بسهولة ان تستجيب لاحتياجاتهم وان تزيد امتيازاتهم وبالتالي تطور منتجاتها لتناسب متطلباتهم بدرجة اكثر كفاءة، وبذلك فقد تنجح بالتفوق على المنافسين الذين يبقون تحت رحمة الوكلاء بعيدين عن المستهلكين الذين يستخدمون منتجاتهم فلا يعرف الوكلاء متطلباتهم ولا درجة استجابتهم ان الشركات الناجحة هي التي تدار برجال اعمال يعرفون كيف يستفيدون من المعلومات الحديثة اما الشركات التي تهمل قنوات التطوير والمتابعة وقنوات البيع والتوزيع فإنها تخطو نحو الفشل،

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved