أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th December,2001 العدد:10661الطبعةالاولـي الخميس 21 ,رمضان 1422

رمضانيات

آفاق البحث العلمي في رمضان
* كتب ظافر الدوسري:
يهل رمضان على المسلمين في شتى بقاع الدنيا كل عام ويعتقد الباحثون ان مايربو على 400 مليون مسلم يصوم هذا الشهر العظيم.
وليس كل أولئك الصائمين من الأصحاء فهناك الملايين من المرضى الذين يتوقون لصيام شهر رمضان ويتحرقون لوعة وأسى ان وجدوا أنفسهم غير قادرين على الصيام.
وقال الدكتور/ حسان شمسي باشا: لابد للطبيب الذي يوصي مريضه بعدم الصيام من معرفة أحدث الأبحاث العلمية التي أجريت في هذا المضمار وللأسف الشديد، فما زالت الأبحاث العلمية حول رمضان قليلة جدا ففي بحث علمي أجري عام 1997م لرصد كل مانشر في المجلات الطبية حول تأثير صيام رمضان وجد الباحثون انه لم يكن هناك سوى 282 بحثا نشر في المجلات الطبية وقد أجريت تلك الدراسات في عدد من البلدان الإسلامية وأمريكا وتصدرت المملكة العربية السعودية القائمة ب 32 بحثا، ثم الولايات المتحدة وكندا (16)بحثا وتونس (15بحثا)، والمغرب (13بحثا) و (9)أبحاث من كل من باكستان وماليزيا وفي شهر ديسمبر 1997م عقد في استانبول مؤتمر أقامته منظمة الملك الحسن الثاني للأبحاث الطبية في رمضان لدراسة تأثير الصيام على الأمراض المختلفة وقدم في هذا المؤتمر خمسون بحثا ومع ذلك تظل تلك الأرقام ضئيلة جدا نظرا للأهمية القصوى لذلك الموضوع بالنسبة للملايين من المرضى المسلمين الذين يتوقون لصيام شهر رمضان وفي حين أظهرت الدراسات عدم تأثر فحوص الدم المختلفة من سكر الدم، ووظائف الكلى وشوارد الدم، ووظائف الكبد بالصيام عند الأصحاء، فقد كان هناك بعض التباين في نتائج تأثير الصيام على دهون الدم، فقد أشارت بعض الدراسات إلى ان الكولسترول والدهون الثلاثية لا تتأثر بالصيام لازيادة ولانقصانا، إلا ان دراسات أخرى أشارت إلى زيادة معدلاتها في رمضان.
ويعزو الباحثون سبب ذلك لا للصيام، وإنما للافراط في تناول الطعام واتخام المعدة بما لذ وطاب عند الإفطار.
ولم تظهر الدراسات العلمية أي تأثير للصيام على هرمونات الدم كما أكدت الأبحاث انخفاض حدوث الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم، وهبوط معدلات الانتحار في رمضان، ولم يشاهد اي ازدياد في نسبة حدوث فشل القلب والسكتة الدماغية أو نوبات نقص سكر الدم خلال شهر رمضان.
وأشارت دراسات أخرى إلى ان معظم المرضى اضطر إلى تغيير نمط تناول الدواء بحيث يأخذ الأدوية التي تعطى مرة أو مرتين في اليوم، كما اختلف موعد تناول الدواء عما هو عليه الحال خارج رمضان.
ومن ضمن تلك البحوث:
مريض السكر في رمضان:
يقدر الباحثون كما يقول الدكتور «عزيزي» في بحث قدمه في المؤتمر الثاني عن الصحة ورمضان والذي عقد في شهر ديسمبر 1997م ان هناك 8 ملايين مسلم مصاب بمرض السكر يصوم شهر رمضان كل عام وهذا يكفي لدفع الأطباء في العالم الإسلامي إلى معرفة تأثيرات الصيام على مرضى السكر في رمضان معرفة عميقة ومن ثم يستطيعون توجيه المرضى السكريين إلى مافيه خيرهم وصلاحهم ولقد أظهر عدد من الدراسات ان مستوى السكر عند مرضى السكر ينخفض بشكل طفيف في الأيام الأولى من رمضان ثم يعود إلى مستواه الأصلي في اليوم العشرين من شهر رمضان ثم يرتفع ارتفاعا خفيفا في آخر شهر رمضان.
وقد يتأرجح مستوى السكر بشكل طفيف تبعا لعادات المريض الغذائية وآليات استقلاب سكر الدم.
وتشير الدراسات الحالية إلى انه لم تحدث أية مشاكل هامة عند صيام المرضى السكريين من النوع الثاني (الذين يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم)، أما المرضى الذين يتناولون الانسولين فلا ينصحوا عادة بالصيام أما في الأشكال الخفيفة من مرض السكر المعتمد على الأنسولين فقد يصر بعض المرضى على الصيام، وربما يمكن إعطاء هؤلاء جرعة واحدة من الأنسولين المتوسط التأثير قبل السحور، وقد يعطى جرعة أخرى عند الإفطار، ومع ذلك يجب استشارة الطبيب قبل ذلك.أما في المرضى الذين يتناولون جرعتين من الحبوب الخافضة لسكر الدم فينبغي تناول الجرعة الأولى عند الإفطار وهي الجرعة التي كانت تؤخذ عند الصباح أما الجرعة الثانية فتؤخذ عند السحور ويعطى نصف الجرعة التي كان يأخذها في المساء.
تأثير الرياضة على مرضى السكر في رمضان:
أظهرت دراسة نشرت في شهر ديسمبر 1997 وأجريت على 38 مريضا مصابا بالسكري غير المعتمد على الأنسولين (أي المرضى الذين يعالجون بالحبوب الخافضة لسكر الدم) ولقد قسم المرضى إلى مجموعتين فالمجموعة الأولى وشملت 18 مريضا فقد اختارت القيام بتمارين رياضية خفيفة إلى معتدلة يوميا وأما المجموعة الثانية فاختارت عدم اجراء أي تمرين رياضي في رمضان.
وبعد ثلاثة أسابيع من الصيام تبين حدوث انخفاض وضبط افضل لمستوى السكر عند الذين كانوا يمارسون النشاط الرياضي منه في المجموعة الثانية وقد انخفض مستوى الدهون الثلاثية بشكل ملحوظ في المجموعة الأولى أيضاً. واستنتج الباحثون انه لا مانع من ممارسة نوع من الرياضة البدنية الخفيفة في رمضان عند المرضى السكريين الذين يتناولون الحبوب الخاضة لسكر الدم ويحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات كما ان قدوم رمضان في فصل الصيف قد يعطي نتائج مختلفة.
ارتفاع دهون الدم في رمضان قصة لم تكتمل:
وجد بعض الباحثين حدوث ارتفاع في معدل دهون الدم في رمضان.
وفي بحث آخر نشر عام 1991 شرح الدكتور صباح محمد باقر أسباب ارتفاع دهون الدم عند الصيام ومن هذه الأسباب اقتصاد بعض الصائمين على تناول وجبة واحدة عالية السعرات الحرارية عند الإفطار، وكذلك نوعية الطعام المتناول المفرط بالدهنيات والسكريات، وعدم القيام بأي نشاط يذكر أثناء الصيام، والخلود إلى الكسل والراحة.
فإذا ارتفعت الدهون قليلا في نهاية رمضان فإنما سبب ذلك بعض الممارسات المغلوطة لبعض الصائمين، حيث يحرص هؤلاء على تناول كميات كبيرة من الطعام أثناء شهر رمضان وإذا ما أردنا أن نستفيد من صيام رمضان فلا بد لنا من التأسي بالرسول صلى ا لله عليه وسلم في هديه عند الإفطار وفي تناول الطعام.
رمضان.. والذكاء والتركيز:
في جسم الانسان هرمون يطلق عليه اسم «هرمون مانع خروج الماء».ويفرز هذا الهرمون من الدماغ ويعمل على امتصاص الماء في الجسم عن طريق الكلية ومن العوامل التي تزيد من إفراز هذا الهرمون عدم شرب الماء وكثرة التعرق .. الخ. ومن المعلوم ان الصائم في رمضان يمتنع عن شرب الماء من الفجر وحتى الغروب، ومن المفترض ان مستوى هذا الهرمون يرتفع في فترة الصيام.وقد وجد الباحثون في بحثين نشرتهما مجلة اللانست البريطانية، وأجريا على بعض الحيوانات المخبرية ان هذا الهرمون يزيد من سرعة تعلم تلك الحيوانات وينشط ذاكرتها.ولايعرف بالضبط علاقة هذا الهرمون بالذاكرة عند الانسان، وربما تشير الابحاث المستقبلية إلى ان الصيام لايؤدي إلى ضعف ذهني أو قلة في التركيز كما يظن البعض، بل ربما يحسن من القدرة على التركيز.ونود ان نؤكد هنا على ان المقصود بالصيام هو الصيام الصحي وليس صيام الذين يسهرون الليل كله وينامون معظم النهار.
وكنا في بريطانيا نصوم عندما يأتي رمضان في فصل الصيف حتى التاسعة أو العاشرة مساء (وقت الغروب) ونعمل في المستشفيات بنشاط ومثابرة وما تأثر تركيز أو محاكمة بالصيام.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved