أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th December,2001 العدد:10661الطبعةالاولـي الخميس 21 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

رحيل صنوِ أبي
اللهم لك الحمد دائماً وأبداً أنت الحي الباقي الذي لا يموت اشهد ان لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك الذي يقول: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) في هذا الشهر الكريم اخذ الموت جارنا الاول وصنوَ أبي عبدالله بن تركي الشادي رحمه الله.
فمنذ تفتحت عيناي في هذه الدنيا وهو جارنا، جداره جدارنا، بل هو جارٌ لنا قبل ان أبصر هذه الحياة منذ أربعين عاما كان بيتنا بجوار بيته، حين كانت بريدة تطفىء سراجها باكراً وتغلق ابواب أسوارها وتنام هادئة في حضن رمال الصحراء الذهبية مكثنا بجوار بعض عشرين عاما وافترقنا منذ عشرين عاما وبقي الجار هو الجار ونعم الجار.
عامان فقط إلا بضعة ايام تفصل وفاة أبي بوفاة جاره إذ توفي والدي في يوم الجمعة 9/9/1420ه وتوفي جاره ليلة الاربعاء 6/9/1422ه.
كان والدي رحمه الله في مرضه وحتى قبل وفاته يسأل عن جاره ورغم المرض الذي يعاني منه الجار كان يقوم بزيارة والدي ويأتي يُدفع بعربيته حتى يقف على فراش والدي ثم تنهمر دموعهما معا.
كان أبي وجارنا كما التوأم لا يفترقان كنا وأهل جارنا كعائلة واحدة نخرج سويا إلى البر، إلى المزرعة، نكون يوما جميعا نحن وهم في بيتهم، ثم نكون جميعا في بيتنا. لم يكن هناك حواجز ولا فواصل، القلوب صافية كصفاء البدر، ونقية كما الثوب الابيض.
كان أبي وجارنا يخرجان سويا من المسجد كل واحد ممسك بيد الآخر، كانا دائما جنبا إلى جنب كان لأبي وجارنا قصص وذكريات، كانا ينامان مع أصحابهما في نفود (ضراس) قرية تبعد 15 كم عن بريدة غربا في ذات ليلة قال أحد أصحابهما إن الجمال (البعارين) في الضلفعة قرية تبعد عن بريدة 30 كم غربا وعن ضراس 15 كم فمن يأت بها؟ فقال والدي رحمه الله أنا آتِ بها. ثم نام الأصحاب فلما قاموا مع صلاة الفجر قال أحدهم أين البعارين يا ابراهيم يعني والدي. فأشار إليها معقلةً بجوارهم.
كان أبي وجارنا رحمهما الله رفيقي درب، أحيانا ما يستظلان تحت ظل شجرة سويا.
وأنا اكتب هذه الكلمات، يكون قد مرَّ عامان على وفاة والدي رحمه الله فها هو الحزن يلفني بردائه من جديد وهاهم الاخيار الذين نحسبهم كذلك يغادروننا واحدا تلو الآخر فها هو الوجع يكتويني واحاول ان اتجمل بالصبر فما للصبر عنه بدُ.. رحمك الله يا والدي ورحم الله جارك ورفيق دربك وجميع موتى المسلمين ولله الأمر من قبل ومن بعد.
سليمان بن إبراهيم الفندي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved