أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th December,2001 العدد:10662الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,رمضان 1422

مقـالات

وطني
دعوة للإصلاح
د. عبدالرحمن المهنا أبا الخيل
* الخطيئة أو الذنب مصاحبان للنفس البشرية منذ ومن قبل وجودها على كوكب الأرض وأحد سلوكياتها المرتبطة بها إلا من عصم الله، ويجب أن لا يظن أحد أننا أحن البشر جميعاً بمعزل عن ارتكابها عمداً أو سهواً أو مضطرين لذلك. والسبيل الوحيد للنجاة من آثارها هي التوبة الصادقة، وقد يكون العلاج بالعقاب والإصلاح ضرورياً لتفادي آثارها السيئة على الفرد والمجتمع ومنع أو تقليل وقوعها مستقبلاً، من هنا جاءت عملية السجن كوسيلة إيجابية للعقوبة والإصلاح وعزل الفرد عن بيئة الإجرام والسلوكيات المنحرفة، قد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى على لسان يوسف: (ربي السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه) الآية، لقد فضل يوسف عليه السلام السجن على بيئة مجتمع السلوكيات المنحرفة، لذلك لم يعد مفهوم السجن مرتبطاً بالعقاب فقط بل إن التوجه العالمي الآن هو على جعل فترة السجن برنامجاً للعلاج والإصلاح والتأهيل. وإعادة نزيل السجن إلى مجتمعه فرداً سوياً بعد حصوله على البرنامج النفسي والاجتماعي والحرفي المناسب، وحين ذلك تتحول السجون إلى مؤسسات إصلاحية وتأهيلية فعالة.
إن ما يحصل عليه السجين في بلادنا من برامج مختلفة ومتنوعة تتضمن أنشطة اجتماعية وثقافية وتعليمية وتأهيلية اطلعت على بعض منها وما يلاقيه نزلاء السجون من رعاية تربوية وتوعية دينية شاملة تقوم بها مشكورة المديرية العامة للسجون بتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، لأجد انه من المناسب القول هنا بأنه بعد فضل الله وتوفيقه وبفضل تلك الجهود الكبيرة قد تحولت تلك السجون إلى مرافق إصلاحية وتأهيلية ناجحة، وأكاد أجزم بأن هناك بعضاً ممن قضى فترة السجن، أو لا يزال يقضيها، هم أفضل سلوكياً وأكثر سوية من بعض الطلقاء الذين يعيشون أفراداً في مجتمع الحرية ولكن تكمن المعوقات في عدم الاستفادة القصوى من تلك البرامج والجهود في صعوبة إعادة السجين إلى وضعه السابق أو المناسب ضمن مجتمعه الذي يعيش فيه بعد قضائه فترة الحكم، والسبب في ذلك فيما أعتقد يرجع إلى انه لابد من توفر مؤسسات أو جمعيات خيرية تعتني وتتابع عملية إعادة وإدخال الطليق إلى بيئته السابقة والتحامه بذلك المجتمع الذي كان يعيش فيه وبناء علاقات المختلفة.
إن وجود جمعية خيرية للإصلاح والتأهيل والرعاية لما بعد فترة السجن يمثل امتداداً طبيعياً وسلساً لتلك البرامج العلاجية القائمة حالياً في السجون.. ووجود النظام الإجرائي المناسب سوف يسرع من عملية إصلاح وتأهيل الفرد وطمس تاريخه الاجرامي السابق وتوظيف قدراته المختلفة إجابياً بما ينفع مجتمعه، وإذابة ما قد ينتج من سلوكيات سلبية نحو الفرد المعالج. وأتمنى أن ترى هذه المؤسسات الخيرية الإصلاحية النور قريباً وتتولاها خبرات وقدرات وطنية والتي تعج بها مؤسساتنا التربوية والأكاديمية المختلفة.
* يأتي هذا المقال استجابة لرسالة إلكترونية من د. عبدالعزيز بن علي المقوشي عضو اللجنة التحضيرية لندوة الإصلاح والتأهيل التي تنظمها الإدارة العامة للسجون بالمملكة وأقول إنني أسعد بملاحظات القراء واقتراحاتهم مهما كانت فهذه الزاوية للوطن والمواطن ومن أجلهما ويمكن التواصل على البريد الإلكتروني أو فاكس: 38506266.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved