أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th December,2001 العدد:10662الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,رمضان 1422

لقاءات

ابن دهيش عاشق التحف التراثية ورائد التعليم في مرات
بحثت وألفت في تاريخ مرات وما زلت مهتما بتاريخ مسيرة التعليم بالمملكة
*حوطة سدير ناصر العريج:
عبدالله بن دهيش شخصية تعليمية معروفة ليس في مدينة مرات فحسب بل في اقليم الوشم خدم في التعليم أكثر من اربعين سنة معلماً ومدير مدرسة كان له فضل كبير بعد فضل الله أن تفتتح مدرسة متوسطة في مدينته ومحبوبته التي عشقها (مرات) هذه المدينة الصغيرة الجميلة النامية والساعية في التطور السكاني والنهضة العمرانية، ابن دهيش عشق التراث فأصبح يقتني متحفين صغيرين في حجمهما كبيرين في محتوياتهما فاشتهر بهذه الهواية التي تعكس اصالة هذا الرجل، وفي مرات.. كنا ضيوفاً عند ابن دهيش فكان ضيفاً على الجزيرة وكان هذا الحوار الذي يلتحم فيه كرم الضيافة مع قصة حياته التعليمية وقصة اقتنائه لهذه المجموعة الكبيرة من الآثار.
40 سنة في التعليم
من هو عبدالله بن دهيش/ هو عبدالله بن عبدالرحمن بن دهيش من مواليد مدينة مرات عام 1362ه له من الابناء خمسة ذكور محمد وعبدالرحمن وعمر وفهد وعبداللطيف وسبع بنات.
حدثنا أبا محمد عن التعليم وعن حياتك التعليمية التي امتدت أربعة عقود:
تخرجت من مدرسة مرات الابتدائية في الدور الأول عام 1378ه ودرست في دار التوحيد في الطائف عام 1379ه ثم التحقت بالمعهد العلمي للمعلمين في مكة المكرمة وتخرجت منه عام 1381ه ثم عملت معلماً في مكة المكرمة حتى 1382ه وفي عام 1383ه عدت الى مسقط رأسي ومدينتي مرات في الوشم وعملت معلماً بها وعينت كأول مدير لمتوسطة مرات. واستمر عملي في خدمة التعليم مديراً ومعلماً وادارياً حتى التقاعد بعد اتمامي للسن النظامية في 1/7/1422ه وقد اقامت ثانوية مرات حفلاً تكريمياً بمناسبة احالتي إلى التقاعد وقد اعدت المدرسة مشكورة ممثلة في مديرها/ حمود الضويحي ومنسوبي المدرسة اصداراً بهذه المناسبة من 30 صفحة تحت عنوان (رسالة التكريم).
مؤلفات وبحوث
سألت الاستاذ الدهيش خلال هذه المسيرة التعليمية خلال أربعة عقود وحرصكم الكبير على اقتناء الاثار هل صدر لكم مؤلفات أو بحوث؟
نعم فقد قمت بتكليف من معالي وزير المعارف د. محمد الرشيد بعمل بحث بعنوان «اطلالة على التعليم في المملكة وثائق وذكريات وسيرة ذاتية بمنطقة الوشم "مرات"» عام 1417ه.
وانا الآن في صدد عمل كتاب عن مدينة مرات تحت اسم «نظرات في تاريخ مرات» كما قدمت لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض حفظه الله بحثاً خاصاً عن مدينة مرات تحت اسم «مدينة مرات في ضيافة سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز» وقد ضمنته تعريفاً بموقعها وسكانها وما يكنه أبناء مرات من ولاء لولاة الأمر من آل سعود الأماجد وقد ارفقت مع هذا البحث صوراً للأمير سلمان اثناء زيارته لمدينة مرات عام 1392ه.
مكتبة الضيف
انتقلت مع الأستاذ بن دهيش من مجلسه العامر المزدان بالمخطوطات والصور القديمة الى المكتبة المجاورة للمجلس فوجدتها مكتبة منزلية بحجم المكتبات العامة في قيمة محتوياتها من امهات الكتب والمعاجم والمراجع والعلوم المتنوعة وكذلك الشعر الشعبي وبعض من مذكرات القادة من بعض الدول وعن الحروب العالمية والحروب العربية مع اسرائيل وغير ذلك
وكتب عن فلسطين ووثائق مقدسية ومجموعة من العملات القديمة للمملكة وغيرها وعملات تصل لما قبل ألف سنة وكذلك مجموعة من الطوابع القديمة والنادرة وصور قديمة فوتغرافية عن الحرمين الشريفين وعد من مناطق المملكة.
واشرطة سمعية ومرئية عن الآثار والقصص والشعر. اضافة إلى ملفات كثيرة وكبيرة لقصاصات من الصحف والمجلات لمواضيع متعددة وبها مئات الاهداءات التي وصلت لابن دهيش من عدد من معارفه واحبائه.
ونحن في جولة واطلاع على تلك المكتبة الشيقة بما تحتويه اطلعني بن دهيش على بعض الكتب ذات الطبعات القديمة والنادرة مثل تاريخ الجبرتي عن عجائب الآثار المطبوع عام 1322ه قبل مائة عام. وكتاب ديوان النبط لخالد الفرج وكتاب (المملكة العربية السعودية يحكي تطوراتها الطبيعية) المطبوع عام 1955م ومؤلفه ك.س. تويتشل، وكتاب (أسود آل سعود) لابن خميس وكتاب (المصحف والسيف) من جمع واعداد محيي الدين القابسي وهو مجموعة من خطابات وكلمات واحاديث ومذكرات المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
داخل المتحف
وبعد جولة ممتعة في تلك المكتبة الانيقة التي ازدان احد دواليبها بنماذج مصغرة من سيارات الملك عبدالعزيز رحمه الله ومجموعة من منزله العامر حيث عشت مع مضيفنا وضيف الجزيرة عبدالله بن دهيش ماضي الاجداد..
ماضي مملكتنا الحبيبة حيث يوجد ذلك في متحف التراث الشعبي الذي رتبه ابن دهيش احسن واجمل ترتيب حيث وضعه على أقسام ويشرح لنا كل قسم بكل استرسال وعن كل قطعة فيم كانت تستعمل .. واقسام المتحف هي:
ادوات السلاح والاسلحة القديمة وعددها، نماذج حية من الملابس القديمة التي كان مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله يوزعها على الناس وهو في طريقه إلى مكة المكرمة حيث قال ابن دهيش بان لجلالته طيب الله ثراه مخيماً يقيم فيه عدة أيام يستقبل كل من اراد السلام عليه والوفود وأهل الحاجات والتي يهتم بها، ادوات الطبخ والقهوة كالدلال و(الشت) الذي تحفظ فيه الفناجيل (والمطعم) للتمر، ادوات الوزن من مكاييل وموازين التي تستعمل في الحجاز والوسطى مثل القفان والوزنة والصاع، الأدوات الزراعية كالمحالة والرشا والسريح والغرب والدراجة والمحش والزبلان والحراثة،
ادوات الحرف الخاصة بالحدادة والنجارة وغيرها كالملاقط والمقصات والمناشير و(الملبن) الخاص بصنع (اللبِن) للبناء، ما يختص بالنساء من ادوات زينة وحلي ويوجد بالمتحف حافظة للحلي مصنوعة من العاج ومرصعة ببعض الاحجار القديمة الكريمة،
قسم يختص بما تحتويه المنازل في ذلك الوقت القديم الماضي العالق في اذهاننا ونراه بيننا يحتوي هذا القسم على (القرو) لحفظ الماء و(المنحاز) لدق الحبوب والمنحاز نوعان (خشب واحجار) و(النقيرة)
وهذه لدق الهيل وانواع من السرج القديمة والفوانيس ومن هذه السرج (سراج أبو فتيلة) وغيرها.
القسم الخاص (بالانتيكات) كالروادي القديمة وقد اشار ابن دهيش لاحد الروادي (المذياع) من طراز (بوش) بانه كبير الحجم وموجود في المتحف مع علبته الخاصة به منذ أكثر من سبعين سنة وهذا النوع من هذه الروادي وضعه على لوحة البحث اسماء اذاعات الدول التي تبث برامجها وكان اشتراه خال مضيفنا اسمه (سعد الدوسري)
وذلك كما ذكرت من سبعين سنة تقريباً ومنه اشتراه ابن دهيش ب400 ريال. قبل 15 سنة ويوجد في المتحف انواع من (البشتخته) المسجل في الوقت الحاضر وكانت تعمل عن طريق (الهندل).
وقبل الختام وأمام هذا الجهد الكبير في تجميع تلك الاثار اقدم الرجاء والأمل للجهات المسؤولة عن حفظ الآثار والاهتمام بها بالتعاون مع بلدية مدينة مرات في انشاء صالة مناسبة لحفظ هذا الموروث الشعبي وتقديراً لمجهودات هذا الرجل ورحلة السنين في حفظ وتجميع الآثار التي بدأ جمعها عام 1381ه تقريباً ولتكون مقصداً دائماً للجميع من أهالي مرات والمقيمين فيها وزوارها.
ودعنا الدهيش بعد شكر ناله على كرم الضيافة وتقديرنا لمجهوداته في حفظ التراث وشكر الدهيش الجزيرة على زيارتها له واهتمامها وشموليتها.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved