أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th December,2001 العدد:10662الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,رمضان 1422

لقاءات

وزيرة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية في حديث لـ « الجزيرة » بمناسبة اليوم العربي للأسرة الذي يصادف اليوم:
المرأة الفلسطينية سطرت أروع صور العطاء والتضحيات ونضالها الوطني يوضح خسائرها الفادحة
أناشد المجتمع الدولي بحكوماته ومؤسساته النسوية إجبار إسرائيل على وقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون
* جدة لقاء مريم شرف الدين:
ناشدت معالي وزيرة الشؤون الاجتماعية بدولة فلسطين السيدة انتصار الوزير (ام جهاد) المجتمع الدولي حكومات ومؤسسات رسمية وأهلية وفي مقدمتها المؤسسات والحركات النسوية على المستوى العربي والإسلامي والدولي، ، بضرورة الشروع في إجبار إسرائيل ومطالبتها بوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وتأمين الحماية الدولية،
مؤكدة ان تضامن الجميع مع نضالهم الوطني العادل يعتبر هو التضامن الحقيقي والفعال مع المرأة الفلسطينية والتي تؤمن بأن قضيتها الوطنية قضية الإنسانية جمعاء وقضية كل الدول والمجتمعات المؤمنة بالسلام والعدالة والتقدم والازدهار،
جاء ذلك خلال حديثها ل (الجزيرة) بمناسبة احتفال الدول العربية (باليوم العربي للأسرة) الذي يوافق اليوم الجمعة 7 من ديسمبر 2001م 22 من رمضان 1422ه، ، ويأتي هذا العام تحت شعار (الأسرة والتطوع) بناء على التوصيات التي صدرت عن اللجنة الفنية الاستشارية للمرأة خلال دورتها التي انعقدت في القاهرة بتاريخ (1012 يونيو 2001م) ومطالبة وسائل الاعلام لتوظيفه لابراز صمود المرأة الفلسطينية وكفاحها وما تتعرض له من قتل وقهر وتشريد على أيدي ا لمحتل الإسرائيلي، كما طالبت بضرورة التحرك بموقف عربي موحد إزاء الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والطفل الفلسطيني والتعذيب الذي يمارسه بحقهم داخل السجون وشحذ هذه الجهود من خلال المنظمات الجماهيرية والاقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والطفل، ، والجمعيات ووسائل الاعلام لفضح الممارسات الهمجية واللا إنسانية والجرائم البشعة والتي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أطفال فلسطين، ونوهت معاليها بدعم القادة العرب وفي مقدمتهم قادة المملكة العربية السعودية، ، للتخفيف من وطأة الأعباء المالية المتزايدة المترتبة على السلطة الفلسطينية ومشكلة التشريد التي تفاقمت ومعاناة الشعب الفلسطيني على مدار نصف قرن وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني من خلال صندوقي الأقصى والانتفاضة والإشادة بالدور الذي يقوم به البنك الإسلامي للتنمية، ،
وإليكم نص الحديث:
معاناة دائمة للأسرة العربية في فلسطين
الأطفال الفلسطينيون يتعرضون لشتى أنواع التصفية والعدوان
< وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية تقوم برعاية 500، 30 أسرة داخل الوطن وخارجه وتمول أكثر من 80% من المشروعات للمرأة لمكافحة الفقر
* باعتبار ان العام 2001م يعتبر سنة دولية للتطوع وعالمنا العربي يحتفل باليوم العربي للأسرة والذي يأتي هذا العام تحت شعار (الأسرة والتطوع)، ، كيف تنظرون معاليكم لهذه النوعية من العمل؟ وفكرة هذا الشعار؟ وهل بإمكانكم ان تطلعونا على روافد العمل التطوعي في الأراضي الفلسطينية؟
يمتاز الشعب الفلسطيني بأنه من الشعوب المبادرة لتشكيل الجمعيات الخيرية والتطوعية، ، واهتمامها بذلك منذ بداية القرن الماضي، ، هذه الجمعيات كانت تقوم بتطوير المجتمع الفلسطيني في غياب السلطة الوطنية، ، ونحن نؤيد العمل التطوعي وندعمه ونشجعه لانه يساهم إلى جانب مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية في بناء المجتمع المدني وتحقيق الديمقراطية والتنمية الشاملة في المجتمع،
وباعتبار ان الاحتفال باليوم العربي للأسرة جاء هذا العام تحت شعار (الأسرة والتطوع) فإننا نشجع كافة أفراد الأسرة في المجتمع الفلسطيني القادرين وندعوهم للتطوع في جميع ميادين العمل الاجتماعي للمساهمة في تنمية الأسرة الفلسطينية باعتبارها نواة المجتمع الفلسطيني،
توظيف العمل التطوعي
* وكيف باستطاعتنا توظيف هذا الشعار لصالح المرأة والأسرة الفلسطينية، ، أو خدمة هذه القضية أيضاً؟
يمكننا توظيف هذا الشعار (الأسرة والتطوع) لصالح المرأة والأسرة الفلسطينية من خلال تطوير الخدمات لتنمية المرأة وتحديث التدريب والتأهيل والتمكين الاقتصادي والقيام بتوعية المرأة وارشادها لأخذ دورها الريادي في تغير الأنماط السلوكية والقيم الاجتماعية السائدة لدى الأسرة في المجتمع الفلسطيني،
السلطة الفلسطينية
* كم يبلغ عدد الجمعيات الخيرية ودور الأيتام التابعة للوزارة، ، وهذه المؤسسات الإنسانية؟ ماذا قدمت لهذه الفئات؟ وماذا ينقصها أيضاً؟
لقد زاد عدد الجمعيات الخيرية في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية ووصل إلى آلاف الجمعيات إلا ان وزارة الشؤون الاجتماعية تتعامل فقط مع الجمعيات الخيرية التطوعية منها (100 جمعية في قطاع غزة) و (400 جمعية في الضفة الفلسطينية)،
وتقوم هذه الجمعيات بدور هام وفاعل في تطوير المجتمع الفلسطيني من خلال برامج الرعاية والتنمية الاجتماعية والتي تقدمها هذه الجمعيات بالتنسيق الكامل مع وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال الإدارة العامة للتنمية الاجتماعية، ، وتهتم هذه الجمعيات بالمعاقين والأطفال والمرأة والمسنين وتقدم هذه الجمعيات المساعدات العينية والمواد التموينية اللازمة لهم إضافة إلى المراكز الخاصة لرعاية الأيتام التي توفر لهم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية،
* هذه المؤسسات هل بمقدورها مواكبة احتياجات الأسر التي تتزايد أوجاعها وآلامها يوما بعد يوم سواء نتيجة المنازل التي تهدم أولاستشهاد المعيل الأول لها؟
رغم ان هذه الجمعيات والمراكز، ، مؤسسات متخصصة إلا ان العبء يقع على السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية في تقديم المساعدات المادية والعينية والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لتلك الفئات وللأسر المحتاجة، إلا ان هناك احتياجات متزايدة للفئات التي ترعاها الجمعيات، ، وهذا نتيجة لاجتياح الإسرائيليين للمدن الفلسطينية وممارساتهم العدوانية من حصار وإغلاق وقتل للمدنيين وتدمير البيوت وتهجير سكانها وزيادة حجم البطالة نتيجة للإغلاق،
ومع ذلك تحاول هذه الجمعيات أو المؤسسات جاهدة لاعادة تأهيل الأسر المحتاجة وتحويلها من أسر تعتمد على ا لمساعدة إلى أسر منتجة تعتمد على نفسها،
معاناة طويلة الأجل
* طالما نحن نتحدث عن معاناة الأسرة الفلسطينية كيف تنظرون معاليكم لصندوقي الأقصى وانتفاضة القدس؟
بالتأكيد، ان شعبنا الفلسطيني عانى ومازال يعاني من مشكلة التشريد على مدار نصف قرن وأكثر إلا ان المشكلة تفاقمت أكثر من جراء الممارسات الإسرائيلية العدوانية على البنية التحتية لشعبنا الفلسطيني خلال انتفاضة الأقصى وذلك من خلال تدمير البيوت وتجريف الأراضي الزراعية وقطع أوصال الوطن مما أدى إلى زيادة الأعباء المالية المترتبة على السلطة الوطنية الفلسطينية واضطرارها إلى طلب الدعم من جميع الأشقاء العرب والأصدقاء على المستوى الدولي، ، فكان هناك اجتماعات لمؤتمر القمة العربية في القاهرة وعمان لتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني واللذين أقرا تشكيل صندوق الأقصى وصندوق دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني لحماية المقدسات والحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية وعدم تهويد مدينة القدس وتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف،
وبناء على هذا فإنني أؤكد، ، أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع البنك الإسلامي في هذا المجال حيث ان صندوق الأقصى أبدى استعداده لتقديم عدة مشاريع بتكلفة تقريبية تبلغ حوالي (189 مليون دولار)،
وحيث ان الوزارة بدأت فعلياً بتنفيذ مشروعين من هذه المشروعات هما:
مشروع تأهيل وتشغيل الجرحى ومشروع الرعاية التعليمية لأبناء الشهداء حيث تقوم الوزارة باجراء البحوث والدراسات وتقديم المعلومات الضرورية والمقترحات وإقرار الحالات وتصميم النماذج والاستمارات لهذه الحالات،
ونحن الآن في انتظار توقيع اتفاقية بين الوزارة والبنك الإسلامي للتنمية بهذا الخصوص ونأمل ان تكون هناك مشاريع أخرى،
وعلى هذا فإنني أتقدم بالشكر العميق لجميع إخواننا القادة العرب وأخص بالذكر إخواننا في المملكة العربية السعودية على مبادراتهم في دعم صمود شعبنا الفلسطيني،
ومن ثم أغلب المشاريع المقدمة من قبل صندوق الأقصى سيكون لوزارة الشؤون الاجتماعية الدور الأكبر في تنفيذها، ، وهي على جاهزية كبيرة في التعامل مع هذه المشاريع والبرامج وهي تقوم الآن بالتنسيق مع المختصين في صندوق الأقصى لتقديم مشاريع لدعم وتأهيل أبنائنا الجرحى ولرعاية أسر الشهداء،
حلول مناسبة
* هل من الممكن ان تطلعونا على مشروعات الوزارة التي نفذتها أو بصدد تنفيذها لصالح المواطن الفلسطيني؟ ومانصيب المرأة منها؟
قامت الوزارة ومنذ إنشائها (عام 1994م) وحتى الآن بتنفيذ العديد من مشروعات الرعاية والتنمية الاجتماعية لصالح المواطن الفلسطيني ، ، وذلك في محاولة لسد الثغرات وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الاجتماعية التي عانى ومازال يعاني منها لسد الثغرات وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الاجتماعية التي عانى ومازال يعاني منها الشعب الفلسطيني وكما أسلفت نتيجة الممارسات اللا إنسانية للاحتلال الإسرائيلي،
كما حرصت الوزارة من ناحية أخرى على إنشاء نظام اجتماعي وكذا إصدار القوانين والتشريعات اللازمة للعمل الاجتماعي ووضع خطة استراتيجية وطنية من خلال آليات وبرامج عمل تحقق الرعاية والتنمية الاجتماعية في فلسطين ولعل أبرز انجازات الوزارة يتضح، ، في:
تقدم الوزارة مساعدات عينية ونقدية وصحية واجتماعية لحوالي (000، 42 أسرة) داخل فلسطين و (000، 23 أسرة) خارج فلسطين بالإضافة إلى (500، 7) من أسر الشهداء كما تهتم الوزارة بالنهوض بأوضاع المرأة باعتبارها مشاركا رئيسيا في التنمية الاجتماعية،
وبذلت الوزارة جهوداً كبيرة لتوعية المرأة الفلسطينية بأهمية عملها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية وحقها للمساهمة في بناء الوطن،
ولهذا عملت الوزارة على تأهيل وتدريب المرأة ودمجها في سوق العمل، ، وبذلك انشأت مراكز التدريب المتخصصة لتلقي النساء فيها دورات تدريبية في قيامها بإعداد مشروعها الخاص من خلال برامج ومشاريع الوزارة لتنمية قدرات المرأة الريادية وبرامج مكافحة الفقر والتمكين الاقتصادي في المشاريع الصغيرة كالخياطة والتطريز والحرف اليدوية،
ومن خلال برنامج مكافحة الفقر الذي أسسته الوزارة، ، هذا البرنامج الذي يقوم بمنح القروض من دون فوائد لتمويل المشاريع الصغيرة، ، فقد حصلت المرأة على أكثر من (80%) من مشاريع مكافحة الفقر،
مكاتب استشارية
كما أسست الوزارة أيضاً مكاتب خاصة للاستشارات الاقتصادية لارشاد النساء لأفضل الطرق لانجاح مشاريعها،
كما أتولى رئاسة اللجنة التنسيقية الحكومية للنهوض بالمرأة الفلسطينية، ، باعتباري وزيرة للشؤون الاجتماعية، ، حيث تعمل هذه اللجنة لوضع الخطط الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة من أخذ دورها الريادي في المجتمع كما أسلفت ورصد كافة التغييرات التي تحدث على صعيد المرأة، ، ووضع البرامج والمشاريع الكفيلة للنهوض بها،
وقامت الوزارة بإعداد نظام خاص لمشروع وطني فلسطيني للرعاية الاجتماعية سوف يطبق بالمديريات التابعة للوزارة كما توفر الوزارة الرعاية الاجتماعية والصحية للمسنين وتضمن خدمات تغذية وطبية وقد بلغ عدد المؤسسات التي تقوم برعاية كبار السن (21) مؤسسة،
وتقدم الوزارة الرعاية الخاصة (للأحداث المنحرفين) الذين تبلغ أعمارهم من (918سنة) خدمات ايوائية طبية بالإضافة إلى الكساء والطعام ويبلغ عدد المراكز والمعاهد الايوائية في الضفة والقطاع 22 مركزاً،
أما فيما يتعلق بمجال (المعاقين) في القطاعين الرسمي فتقدم الوزارة خدماتها بحيث تشرف على ثمانية مراكز للمعاقين بمختلف أنواع الإعاقات إضافة الى اهتمامها بالقضايا الاجتماعية الخاصة بالمعاقين،
أما فيما يختص بالطفولة فقد شاركت الوزارة في وضع الخطة في وضع الخطة الوطنية للطفل الفلسطيني وذلك بالتعاون مع اليونيسيف والحكومة السويدية،
كما تعاونت الوزارة مع اليونيسيف في تنفيذ برامج تثقيف الوالدين ومن ثم تنفيذ جميع مراحل برنامج رعاية الأيتام وأمام هذه الأعباء الصعبة تبذل ا لوزارة كل مافي وسعها للتخفيف عن الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة والظلم عن كاهلها،
تنسيق مع الوكالات الدولية
* الوزارة هل لها علاقة بالمخيمات أو متابعة الأوضاع فيها؟ وكيف تقيمين أوضاع الأسرة والمرأة الفلسطينية فيها وأبرز معاناتهم؟
وزارة الشؤون الاجتماعية تقوم بالاتصال والتنسيق مع وكالة الغوث الدولية لدراسة ومتابعة أوضاع اللاجئين في المخيمات من حيث نوعية الخدمات والمساعدات التي تقدمها لهم،
وقد تمت دراسة كشوف المساعدات المقدمة لمخيمات اللاجئين من كل من وزارة الشؤون الاجتماعية والوكالة فتبين ان نسبة (70%) من المساعدات المقدمة من الوزارة لأسر لاجئة لاتتلقى مساعدات من (وكالة الغوث الدولية) أي ان الوزارة تقدم خدماتها لكافة شرائح الشعب الفلسطيني المحتاجة من الأرامل والمسنين والمعاقين وغيرها من الحالات الاجتماعية،
كما تقوم الوزارة بتقديم العديد من المساعدات العينية الطارئة للحالات الصعبة والمتضررة وذلك عبر اللجان الشعبية والجمعيات والمؤسسات الاجتماعية العاملة في مخيمات اللاجئين،
وزارة خاصة
* كما نعلم هناك يوجد عدد كبير من الاسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، ، ماهو دور الوزارة تجاههن وهل لكم معرفة أيضاً بأوضاعهن داخل هذه السجون؟
في الواقع لقد عملت السلطة الوطنية الفلسطينية على استحداث وزارة خاصة تقوم برعاية هذه الفئة من أبناء شعبنا الفلسطيني القابعين في سجون الاحتلال الاسرائيلي وكذا رعاية أسرهم وأينما تواجدوا إلا ان وزارة الشؤون الاجتماعية تقوم وبالتنسيق مع وزارة شؤون الأسرى والمحررين بتقديم الخدمات الاجتماعية والمساعدات التموينية الطارئة من حين لآخر لأسر تلك المواطنات الأسيرات،
مجلس أعلى للطفولة
الامتهان الواضح لحقوق المرأة الفلسطينية والطفل يجعلني أتساءل أمام كافة الممارسات الإسرائيلية ، ، كيف باستطاعتنا كمجتمع عربي ان نتحرك أمام الصمت الواضح الذي يطبق على أفواه وشفاه المجتمع الدولي، ، وعدم تحريك اي ساكن جاد لوقف هذه الممارسات؟
لقد تم تشكيل المجلس الأعلى لرعاية الطفولة والأمومة في فلسطين وهناك سكرتارية اللجنة الوطنية للطفل الفلسطيني التي تشارك فيها وزارة الشؤون الاجتماعية والتي تدعم الاستراتيجيات الوطنية والبرامج الخاصة برعاية الطفل الفلسطيني وحمايته والمحافظة على حقوقه التي كفلتها الديانات السماوية والقوانين والتشريعات والاتفاقيات الوطنية والإقليمية والدولية بما فيها اتفاقية جنيف لحقوق الإنسان والطفل إلا ان الصدمة الحضارية والتي نشهدها في ظل ممارسات العنف والإرهاب الإسرائيلي ضد الطفل الفلسطيني ، ، وتتمثل في القتل المتعمد وبدم بارد لهذا الطفل البريء كما حدث مع الطفل محمد الدرة والطفلة إيمان حجو وغيرهما حتى وصلت نسبة الشهداء من الأطفال إلى حوالي (25%) من مجموعة شهداء الأقصى بينهم (4%) شهداء أطفال دون سن العاشرة،
كما يتم اعتقال الطفل الفلسطيني في السجون الإسرائيلية بالإضافة إلى انتهاك إسرائيل لحقوق الطفل الفلسطيني بما فيها حقه في حياة الطفولة والتعليم والترفيه وحقه في الحماية من النزاعات المسلمة، ، والتعذيب داخل السجون،
ويمكن ان نتحرك بموقف عربي موحد إزاء الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والطفل الفلسطيني من خلال المنظمات الجماهيرية والجمعيات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والطفل وأيضاً من خلال وسائل الاعلام العربية والدولية لفضح الممارسات الهمجية واللا إنسانية والجرائم البشعة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أطفال فلسطين،
بدايتي مع العمل التطوعي
* السيدة انتصار الوزير، ، أو كما تفضل ان يطلق عليها دائما (ام جهاد) كيف بدأتم تجربتكم مع العمل الاجتماعي والتطوعي؟ من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية؟
منذ التحاقي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في عام (1959)م بدأت أعمل في المجال السياسي والاجتماعي وبعد عام من انطلاقة الثورة الفلسطينية أي (عام 1966م) تم تكليفي برئاسة لجنة رعاية أسر الشهداء وجرحى الثورة وقامت هذه اللجنة بحصر اعداد الشهداء وزيارة عدد من عائلاتهم وتقديم المساعدات اللازمة لهم، ، ومع استمرار الثورة الفلسطينية وزيادة عدد الشهداء وزيادة حجم أعمال اللجنة وأنشطتها والتي تضاعفت ، ، تم تحويلها إلى مؤسسة الشؤون الاجتماعية لرعاية أسر الشهداء والجرحى والأسرى، ، والتي انتشرت فروعها بعد ذلك في سوريا ولبنان والأردن ومصر والعراق والكويت واليمن والسودان وتونس والجزائر، ، وأينما تواجدت عائلات الشهداء،
وتقوم المؤسسة حاليا برعاية (000، 23) أسرة خارج فلسطين بالإضافة إلى (500، 7 أسرة داخل فلسطين)،
وإلى جانب رئاستي لمؤسسة الشؤون الاجتماعية تم انتخابي (لامانة سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية) وكانت طبيعة عملي في الاتحاد اجتماعية، ، شملت تدريب وتأهيل المرأة ورعايتها ورعاية المعاقين والأسرة الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية،
خطة إستراتيجية
* من خلال مواكبتكم لهذه الوزارة، ، هل من الممكن ان تطلعونا لأبرز التطورات التي شملت هذه الوزارة بعد توليكم لها وخصوصاً في ظل التأزم الحالي للأوضاع في الأراضي الفلسطينية؟
في الحقيقة منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام (1994م) تولت وزارة الشؤون الاجتماعية مسؤولياتها في مجال خدمات الرعاية والتنمية الاجتماعية قامت الوزارة بوضع خطة استراتيجية لعملها من خلال تطوير اللوائح التنفيذية للقوانين والتشريعات المعمول بها للوفاء بمتطلبات العمل في كافة مجالات الرعاية والتنمية الاجتماعية،
رعاية الأطفال:
قامت الوزارة بالعديد من مشاريع رعاية الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، ، ورعاية الأطفال في ظروف صعبة ورعاية الأطفال الأيتام وأبناء الشهداء وذلك من خلال تأسيس مراكز رعاية الطفولة وبناء مراكز تأهيل المعاقين كما تقوم الوزارة برعاية المسنين ورعاية الأحداث ورعاية الشباب المتسربين من المدارس من خلال المراكز الاجتماعية لتأهيل الشبيبة وبناء مراكز للأحداث وتطوير الخدمات والتدريب المهني بالإضافة إلى العناية بالموظفين والعاملين وتدريبهم في المراكز والمديريات التابعة للوزارة،
كما تقوم الوزارة برعاية 000، 35 أسرة من الحالات والقضايا الاجتماعية حيث تقدم لهم مساعدات مالية شهرية وتأمينا صحيا ومساعدات تعليمية لابنائهم بالإضافة إلى تقديم مساعدات غذائية لهم مقدمة من برنامج الغذاء العالمي،
أيضاً ولمواجهة الحصار والإغلاق والظروف الصعبة والتي يعيشها الشعب الفلسطيني، ، فقد وضعت الوزارة خطة طوارئ لتقديم الدعم ل 000، 30 أسرة من أسر العمال الذين فقدوا أعمالهم داخل الخط الأخضر أو داخل مدن ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية،
كما تقوم الوزارة برعاية أسر الشهداء وشهداء انتفاضة الأقصى وتنسيق المساعدات مع الجهات الداعمة، ، وتشرف على رعاية الجرحى في المستشفيات وتساهم في تقديم مساعدات لهم لتمكينهم من الوصول إلى أماكن العلاج خارج فلسطين،
كما تقدم الوزارة مساعدات طارئة بواقع (2000 دولار أمريكي) لكل أسرة شهيد من شهداء انتفاضة الأقصى و (300 دولار أمريكي) لكل جريح من الجرحى،
مواصلة العطاء
* السيدة أم جهاد وأنت كسيدة وأنموذج للمرأة الفلسطينية وبعد ان انصهرت في بوتقة المعاناة التي تعيشها المرأة الفلسطينية، ، من خلال الجرح العميق الذي يكمن بداخلك بعد ان طالت أيادي الغدر زوجك أبوجهاد؟ كيف تشعرين بهذه المعاناة؟ وماهي المواقف التي تتعرضين لها يوما بعد الآخر؟ وماذا تعلمت أو استفدت من معاناتك أنتِ؟
لقد سطرت المرأة الفلسطينية على مدار نضالنا الوطني أروع صور العطاء والتضحيات وهاهي اليوم تواصل دورها ومكانتها رغم الآلام والخسائر الفادحة في النفس والأخ والزوج والابن نجدها تقف إلى جانب شعبها المجاهد على جميع الجبهات لتشق معه طريق الخلاص والتحرر والاستقلال معبرة في تضحياتها الجسام عن إيمان عميق بأن تحررها الاجتماعي والاقتصادي يمر من بوابة تحرر شعبها من الاحتلال الإسرائيلي وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ، وحق عودة اللاجئين والذي يمهد لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط،
ولهذا أناشد المجتمع الدولي حكومات ومؤسسات رسمية وأهلية وفي مقدمتها المؤسسات والحركات النسوية العربية والإسلامية والدولية بالشروع في إجبار إسرائيل ومطالبتها بوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وتأمين حماية دولية له،
وبلاشك ان تضامنكم مع نضالنا الوطني العادل هو التضامن الحقيقي والفعال مع المرأة الفلسطينية التي تؤمن وكما أسلفت بأن قضيتها الوطنية هي قضية الإنسانية جمعاء وقضية كل الدول والمجتمعات المؤمنة بالسلام والعدالة والتقدم والازدهار،

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved