أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th December,2001 العدد:10662الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,رمضان 1422

الريـاضيـة

وجهة نظر
من هو المحلل الرياضي؟
فهد عبدالله الجابر
كثيرا ما تلفت نظرك الرؤية الفنية التي يطرحها البعض حتى على مستوى الحديث في المدرجات أو المجالس الخاصة واحيانا تكون هذه الرؤية تتماشى مع المنطق الرياضي. وكثيرا ما تستمع الى آراء لا تتماشى مع واقع الأمور. وفي الكتابة الرياضية ممثلة في الصحافة نلمس ذلك، حيث تتفاوت الرؤية الفنية بل وتختلط هذه الرؤية مع العواطف الشخصية للكاتب حتى انها في بعض الاحيان تطغى الميول الشخصية على الرؤية الموضوعية. وعلى الشاشة الفضية نشاهد ايضا هذا التفاوت، ويستطيع المشاهد ان يحكم على بعض الآراء مسبقا من خلال ميول القائمين على هذه القناة أو تلك. ومما لا شك فيه ان الصحافة الرياضية أول المتهمين في الخروج عن موضوعية الطرح في التحليل الرياضي.
وقضية أخرى تتعلق بالتحليل الرياضي، فالبعض يرى ان الكتابة في مجال الرياضة أو الرؤية الفنية ذات صلة بالمهارة الرياضية. بل ان البعض ذهب الى ان ممارسة كرة القدم تشفع لصاحبها بأن يكون له الاولوية في ممارسة الكتابة والتحليل الرياضي وتقديم رؤية فنية مبنية على الخبرة الميدانية للكاتب.
شواهد كثيرة في عالم الصحافة تؤكد حقيقة ماثلة لنا وهي ان مهنة الصحافة بالدرجة الاولى مهنة تقوم على الموهبة الصحفية. فإذا سلمنا بأن الموهبة الصحفية ركيزة اساسية للنجاح فإن الإنسان الذي يفكر في طرق هذا الباب يجب ان يتعرف على توفر هذه الملكة في عقليته وفكره، فمتى ما كان الانسان لا يملك الموهبة فإن ذلك يعتبر نقيصة في تكوينه الصحفي مهما بلغ من درجات العلم والمعرفة، والتحليل الرياضي الذي هو جزء من اغلب الامور من الصحافة الرياضية يستوجب فيه توفر الموهبة. ولكن الموهبة مجردة من المهارات المكتسبة الاخرى لا تعني شيئا، ولا يمكن أن تؤخذ كمعيار للتمييز بين المحللين والكتاب الرياضيين.
معايير لتقييم المحلل الرياضي
لو أردنا أن نميز بين الكتاب والمحللين في المجال الرياضي فما هي المعايير التي يمكن ان نأخذ بها في معرفة العمق الفكري لديهم؟
الفكر الإنساني بصفة عامة والفكر الرياضي على وجه الخصوص يمر في ثلاث مراحل نستطيع من خلال هذه المراحل ان نميز محللا أو كاتباً رياضياً عمن هو غير ذلك. فكل إنسان يستطيع ان يميز بعقله، فقد ميزه الله عن بقية المخلوقات بالإدراك ولهذا يمكن ان نعتبر قدرة الانسان على التمييز مرحلة أولى.
وفي المجال الرياضي هناك مفاهيم متفق عليها ففي كرة القدم هذه المفاهيم يستطيع كل منتم لهذه اللعبة ان يحلل الموقف الرياضي من مباراة في كرة القدم على أساس انها ابجديات في الرؤية الفنية، ولهذا فإن تحاور شخصين من المشجعين يمكن اعتباره تحليلا في مرحلة التمييز الذهني. والتحليلات في هذه المرحلة غالبا تكون مدعومة بالميول الشخصية لفريق ما.
وهناك مرحلة تضاف الى مرحلة التمييز الذهني وهي مرحلة الخبرة أو الممارسة، هذه المرحلة يمكن ان تساعد لاعباً في كرة القدم على التحليل الرياضي من واقع ما يمتلكه من تجربة سابقة، وفي هذه الحالة قد يبدع اللاعب في تقديم رؤية فنية رائعة. واحيانا نجد ان هناك من اللاعبين من لا يستطيع ان يكون محللا رياضيا في هذا المستوى أو المرحلة لعدم مقدرته على تسخير خبرته في هذا الشأن.
أما المرحلة التي يسمو فيها المحلل الرياضي فهي تلك المرحلة التي يكون فيها قادراً على التنظير، والإلمام بالمنهجية العلمية. وهي مرحلة تطغى فيها الموضوعية والتعامل مع الحقائق التي تتفق مع المفاهيم الرياضية. وفي مجال كرة القدم يمكن ان نأخذ محللا رياضيا بمكانة عبده صالح الحوش لتظهر صورة واضحة عن المستوى الفكري الذي يتفوق فيه المحلل الرياضي على غيره.
فلو أخذنا هذه المعايير لتقييم المحلل والكاتب الرياضي فكم يا ترى سيكون عدد المحللين الذين يأتون في المستوى الاعلى من التحليل الرياضي أو حتى المستوى المدعوم بالممارسة؟!
وبالله التوفيق

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved