أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th December,2001 العدد:10662الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,رمضان 1422

تحقيقات

بعيداً عن الرقابة الصحية وعيون البلدية:
عمالة تعجن وتخبز وتقلي بأساليب وأماكن غير نظامية ولا صحية
المخابز والأفران تتحول في رمضان إلى مصانع للرقائق والمعجنات
* الطائف هلال الثبيتي:
مخابز الأفران تحولت إلى مصانع لرقائق السمبوسك والمعجنات الأخرى تكثر فيها العمالة التي تفتقر إلى أبسط قواعد الصحة ، ويبادر إلى الذهن مجموعة من الأسئلة .. لماذا هذا التحول الخطير؟، ولماذا كل هذه العمالة؟، وأين هم قبل رمضان المبارك؟، ولماذا تحولت هذه الأفران والمخابز إلى مصانع لرقائق السمبوسك، وهل هذا التحول بموافقة الجهة المسؤولة؟. إنها ظاهرة خطيرة جدا تحمل في طياتها الجشع والطمع والمتاجرة بصحة الإنسان دون حسيب ولا رقيب ، إضافة إلى أن هذه الرقائق والمعجنات إذا لم تعمل وفق شروط صحية معينة فإنها تؤثر تأثيرا كبيرا على صحة الإنسان ناهيك عن البقايا التي تداس بأقدام العمال دون مراعاة لاحترام وتقدير النعمة والتأدب مع منعمها.
الجزيرة التقت عددا من المواطنين والمقيمين الذين أكدوا أن هذه الظاهرة يجب أن تقف وتفرض المراقبة الدقيقة على هذه الأفران والمخابز حتى يتم تطبيق الشروط الصحية التي تضمن صحة الإنسان وسلامته.
إهمال في الرقابة
تحدث نايف أبو حريه قائلا: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .. وفي الأمثال: أعط الخباز خبزك ولو أكل نصفه.
فلقد ظهرت هذه الأيام ظاهرة غريبة حينما عمد أصحاب المخابز وأفران التميس إلى ترك نشاطاتهم المرخص لهم بها وأصبحوا يزاولون عملا آخر فيه أرباح ومكاسب مغرية جعلتهم يتنافسون في صناعة رقائق السمبوسك والبيع بالعلن دون مبالاة أو حساب لمراقب البلدية.. وتساءل قائلا فلمن يعود سبب ذلك..
للمواطن الذي يهمه الشراء فقط دون معرفة مصدر هذه المأكولات؟
لمراقبة الأسواق من قبل البلدية التي قد تغفل أحيانا وقد تجامل أحيانا أخرى؟
للعامل نفسه الذي يسعى وراء الكسب بأي صورة كانت غير مبالٍ بصحة الناس؟
وأضاف هل رمضان هو شهر المأكولات فقط حتى نشتري ونأكل ولا نبالي مخاطرين بحياتنا وحياة أفراد أسرنا والسبب يرجع إلى تلك المصانع أقصد الأفران التي تحولت إلى مصانع للأمراض والجراثيم.
ومن جانبه قال ابراهيم عسيري: من وجهة نظري الشخصية أرى أن هذه الظاهرة «ظاهرة تحول الأفران والمخابز» إلى مصانع الرقائق والسمبوسك والمعجنات الأخرى تكون صحية في حالة المراقبة الصحية لهذه المخابز والأفران من حيث نظافة العمال ونظافة الآلات المستخدمة في التصنيع ونظافة المكان الذي تضع فيه وأن يكون التصنيع يوميا ولا تكون الرقائق بايتة.
وأضاف أن المتابع لهذه الأفران والمخابز يجد أن العمالة التي تعمل بها قبل رمضان لا يتجاوزون الثلاثة ولكن مع حلول شهر رمضان نجد أن المخبز يعمل به ما لا يقل عن عشرة ومن يدري هل هذه العمالة تحمل بطاقات صحية أم لا؟ وهل بإقامة نظامية؟.
وقال: من المسؤول عن هذا التحول الخطير من أفران تميس ومخابز إلى مصانع للمعجنات ورقائق السمبوسك ؟ وهل هذه الأطعمة خالية من الجراثيم المسببة للأمراض؟.
المادة أولا والصحة ثانيا
أما ضيف اللّه الحميدي فقال: يعلم كل شخص منا أن لكل مهنة إنسانا متخصصا فيها فهو الذي يجيد هذه المهنة ويقوم بها على أحسن وجه وكذلك المكان يجب أن يكون معدا ومهيأ للعمل الذي وجد من أجله.
وقال: نعرف جميعا أن المخبز وضع لأجل الخبز فقط لا غير ولا نعرف أنه يعمل شيئا غير الخبز وأنواع الشوابير فهو معد لهذا الغرض. أما أن يقوم أصحاب الأفران بعمل الرقائق فهذه هي الظاهرة غير اللا ئقة وذلك لأنها ظاهرة غير صحية تعرض المستهلك للضرر وذلك بتعرض هذه الرقائق للذباب والغبار وجميع ما يكون في الشارع من أوساخ.
وأضاف: نحن نشاهد بيع هذه الرقائق أمام أفران العيش وعلى ناصية الشارع فالمفروض أن يكون لهذه الرقائق أماكن خاصة لعملها ولا تباع إلا فيها، وبيّن أن هذه المسؤولية مسؤولية صحة البيئة في البلدية أما أن يقوم بعمل هذه الرقائق من هب ودب فهذا لا يصح.
وقال محمد الغامدي: إن تحول العديد من المخابز والأفران مع بداية شهر رمضان إلى مصانع الرقائق السمبوسك ليست ظاهرة صحية وذلك لأنها ليست على قواعد صحيحة حيث تكثر في مثل هذه الأماكن الأوساخ والجراثيم.
وبيّن أنه يجب أن يكون للبلدية هنا دور كبير وفعال للقضاء على مثل هذه الأعمال وحماية المستهلك منهم وجشع وطمع هؤلاء الذين يستغلون هذا الشهر المبارك في الكسب الذي يأتي على صحة المستهلك وأن عمل الرقائق يجب أن يكون في مصانع متخصصة في هذا المجال وعلى درجة عالية من النظافة والمراقبة التي تضمن لنا جميعا حياة صحية خالية من الأمراض.
عمال من دون بطاقات
من جانبه أكد محمد أحمد الزهراني أن هذه الظاهرة تعتبر ظاهرة غير صحية وقال لو نظرنا إلى هذه المخابز التي غيرت نشاطها فجأة دون مراعاة لأبسط الأنظمة لوجدنا أن هدفها الأول هو الحصول على المادة فقط دون حساب لصحة المستهلك .. وأن الإقبال على هذه المخابز في شهر رمضان يقل من حيث شراء الخبز بأنواعه ويزيد الطلب على الرقائق فتلجأ إلى هذا الأسلوب الذي ينم عن فقدان الضمير.
وأشار إلى أنه دخل أحد المخابز لشراء الخبز فوجد أن هناك العديد من العمال الذين يعملون من دون بطاقات صحية أو حتى ملابس صحية أبسطها أن يضع غطاء الرأس حتى يحمي تساقط الشعر في هذه المعجنات.
أما أحمد الكحيلي فقال إنها ظاهرة يجب التوقف عندها قليلا لأنها ظاهرة جديرة بالاهتمام والمتابعة من قبل البلدية لأنها في اعتقادي تفتقر إلى أبسط قواعد النظافة مما يسبب تفشي الأمراض بين الناس، فيجب على البلدية متابعة هذه المحلات وخصوصا المحلات التي لا تمتلك رخصة لهذه المصانع، ومن واجبنا جميعا كمواطنين التبليغ عن هذه الأماكن بما يساعد البلدية على القيام بعملها على أكمل وجه.
وقال عبد اللّه الفيفي إن خطر تلوث المأكولات أو بالأصح المعجنات لا تقتصر على رقائق السمبوسك بل إلى أنواع أخرى مختلفة تباع على الأرصفة في وضح النهار مثل السوبيا أو الكنافة وغيرها التي تعد وتعرض بطرق وأساليب بدائية غير صحية.
وبيّن أن العديد من أفران التميس والمخابز بقدرة قادر تحولت من نشاطها الرئيسي إلى نشاطها الرمضاني الذي يهدف إلى الاستغلال إلى جانب الطريقة التي تعمل بها هذه الرقائق والتي فعلا هي طريقة خاطئة جدا لفقدها أبسط قواعد الصحة. ودعا إلى تدخل المسؤولين في إنهاء هذه الظاهرة وتلافيها خلال الأعوام القادمة.
الصحة تباع على الأرصفة
وأكد جمال محمد الحارثي أن هذه الظاهرة تأخذ منحنى خطيرا جدا وخاصة على صحة الإنسان التي أصبحت في وقتنا الحاضر تجارة تباع على أرصفة الشوارع بأرخص الأثمان وذلك بمقابل كيلو من رقائق السمبوسك أو السوبيا أو المعجنات الأخرى التي تعمل بطريقة داخل أفران التميس والمخابز التي يعمل بها عمال وافدون يفتقرون إلى أبسط الشروط الصحية والمعرفة بطبيعة ما يقومون به من عمل.
أما إبراهيم محمد فأكد أن ظاهرة تحول الأفران إلى مصانع للمعجنات أصبحت تضم في داخلها أشياء غريبة من فقدان النظافة وكثرة العمالة التي تتواجد فقط مع بداية شهر رمضان المبارك.
وأضاف : لو وقفنا في هذه الظاهرة لوجدنا أن العمالة التي تعمل بهذه الأفران لم نرها في هذا الفرن أو المخبز إلا مع بداية الشهر المبارك وهم لا يملكون الخبرة في صناعة المعجنات بل يحاولون جاهدين أن يتقنوا هذه الصنعة ليمارسوها في الأعوام القادمة خاصة وأنهم لا يحتاجون إلى تصاريح أو بطاقات صحية، حتى أن الواحد يقف منا أمام هذه العمالة بكل دهشة وهم يمارسون هذا العمل بكل عشوائية بلا حسيب ولا رقيب كما أن الأدوات التي يستخدمونها لو نظرت إليها لوجدت أنها قد أكل عليها الدهر وشرب وبها من الأوساخ ما اللّه به عليم.
ثم إنهم عندما يصنعون الرقائق تجدهم يضعونها على ألواح من الخشب والذي خصص أصلا لأعمال الإنشاء وليس لصناعة رقائق السمبوسك.
الزيوت لها مضاعفات
وبدورنا نقلنا ما يدور داخل هذه الأفران والمخابز إلى الدكتور صابر فتة الذي قال: إن الزيوت لها مضاعفات وتأثيرات ينتج عنها حموضة المعدة وتهيج المرارة.
والعجينة في حد ذاتها ممكن أن تعمل عملية انتفاخ إذا لم يحصل لها تخمير جيد أو تسوية «الطهي» والبعض الآخر من هذه المعجنات يكون محشي خضار ولحوم وإذا لم تطه جيدا تهيج القولون والمعدة كمثال السمبوسك وفي هذه الحالة يجب على مريض القولون الابتعاد عن ذلك.
وأضاف أن الزيوت إذا استخدمت أكثر من مرة في الطهي والقلي فإنها تحتوي على مواد ضارة بالجسم ومسببة لسرطانات وقال إن هناك بعض أنواع الزيوت المهدرجة التي تساعد على زيادة الكلسترول في الدم وتصلب الشرايين.
ونصح الدكتور صابر فته مستخدمي المعجنات المقلية بالزيوت بما يلي:
عدم الإكثار من المعجنات التي تقلى في الزيوت خاصة الرديئة والمكررة بالقلي.
طهي المعجنات بطرق صحية بعيدة عن القلي بالزيوت والإكثار من الخضروات بداخلها.
على مريض المعدة والقولون تجنب المعجنات بقدر الإمكان وكذلك مريض القلب.
وأشار إلى أن هناك أمراضا معدية تنتقل إذا لم يتم الإشراف الطبي ومراعاة النظافة بشكل عام سواء في العمال أو الأدوات أو المواد المستخدمة نفسها قد تؤدي إلى نقل الأمراض مثل النزلات المعدية نتيجة نقل المكروبات، والتسمم الغذائي، والدوسنتاريا .
كثير من الزيوت المستخدمة وبتكرار يسبب التهاب المرارة وحموضة المعدة
حشوات الخضار واللحوم الرديئة مع سوء الطهي تلهب وتهيج القولون

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved