أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th December,2001 العدد:10664الطبعةالاولـي الأحد 24 ,رمضان 1422

مقـالات

نوافذ
ما الجديد
أميمة الخميس
عندما أطالع دعايات مكاتب الاستقدام التي تزدحم بها الصحف، أجد دوما أن هناك بلداً جديداً قد أضيف إلى قائمة الدول التي من الممكن أن تبعث لنا بأشخاص يفقدون لدينا بعضاً من رونق شبابهم، ووهج أحلامهم، ويلتقطون فتات موائدنا قبل أن يغادروا، وقد غادر الشباب وتعقلنت بل تقلصت الأحلام.
ولا أنوي هنا أن أسطر مقالا مكتنزا بمساوئ الخدم والعمالة وأثرهم على النواحي الاقتصادية والاجتماعية، فقد طرح هذا الموضوع بإلحاح حتى بات الجميع يصدق بأن العمالة مصدر مشاكلنا ومتاعبنا وجميع همومنا، ابتداء من الدعاية التلفزيونية التي تصور العمالة مصدرا لهدر المياه والإسراف وحدهم دون بقية السكان..!! وصولا إلى جميع الزوجات المهجورات من الأزواج بسبب سحر الخادمة..!!
ولكن هناك سؤال كثيرا ما يطرأ على ذهني عندما أرى أن قائمة الدول المصدرة للعمالة قد تضخمت وإن هناك دولة جديدة تريد الدخول إلى جزيرة الكنز.
هل مكاتب الاستقدام هي التي تنظم علاقتنا مع الآخرين على المستوى الحضاري؟ وهي هي التي ترسم لنا الخريطة التي سنسير عليها في دروبنا نحوهم؟
قبل قرن من الزمان كانت الهند بالنسبة للجزيرة العربية هي قوارير العطر، وسلال البخور، والحرير المقصب بخيوط عريقة الحضارة، وأوان من فضة منقوشة تزركش بها العروس «جهازها»، وقوارير لزيوت عطرية يظهر فوقها نساء فاتنات كنسوة الأساطير.
واليوم.. هل لنا أن نسأل كيف أضحت الهند في المخيال الشعبي؟؟ وباستطاعة ابني الصغير أن يسرد لنا عددا من النكات التي تدور حول الهنود!! أين اختطفت «هندنا» القديمة، أين أخفتها مكاتب الاستقدام؟
أين ذلك الهلال الخصيب الذي كان يطوق شمال الجزيرة العربية فكان مزارا لأحلامنا «والعقيلات» وطلاب الرزق والعلم، واليوم تحول إلى سوق للجواري الحلال منهن وسوى ذلك!!
وأرض الكنانة والمغرب..؟ والقائمة طويلة في مكاتب الاستقدام التي تشوه العلاقة الحقيقية وتستبدلها بعلاقة مؤقتة وطارئة تسيطر عليها المصالح الآنية، ومدة العقد، وجودة العمل.
مكاتب الاستقدام تلقي أمام أعيننا ستارة من الزهو العارم و«الشوفينية» التي نطالع من خلالها شعوب الأرض فتخفي عنا ملامحهم الحقيقية الجذابة.
عندها لا يبقى أمام أعيننا سوى أبطال «هوليود» كرمز للتفوق والجمال والحضارة..
مكاتب الاستقدام تنظم علاقتنا مع العالم، بشكل مجحف وغير إنساني..
ليس للآخرين بقدر ما هولنا ولأبنائنا.. وغدنا.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved