أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th December,2001 العدد:10664الطبعةالاولـي الأحد 24 ,رمضان 1422

مقـالات

جمعية تكافح «غول السرطان» .. ماذا قدمنا لها..؟
حمّاد بن حامد السالمي
.. مرض السرطان أجارنا اللّه وإياكم منه من أشد أمراض العصر فتكاً بالبشر، فهو يأتي في مقدمة الأمراض المستعصية على العلاج، وحسب علمي المتواضع، فإن العلماء في هذا العصر، التي تحققت فيه إنجازات علمية وطبية كبيرة، لم يتوصلوا بعد إلى عقار مؤثر في السرطان. وغاية ما في الأمر، هو اللجوء إلى مسكنات ومهدئات لا غير. وعلى ذلك فإن ذكر اسم المرض وحده، يكفي لبث الرعب، وإشاعة الخوف عند كافة الناس. نسأل اللّه الحماية.
.. وهذا المرض الخبيث، هو من أكثر الأمراض شيوعا في المملكة اليوم، فعدد المصابين به يزيد عل «21 ألف نفس»، وهناك شعور عام متنام رسمي وشعبي بخطورة هذا الوباء، وبتزايد أعداد الإصابة به، وخاصة بين النساء. ونتيجة لذلك، رأينا كيف أن كثيرا من المتضررين ومن ورثة متوفين بسبب السرطان في المملكة، تضامنوا مؤخرا مع حملة «مشروعة» ينهض بها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، من أجل مقاضاة شرعية ودولية، ضد شركات تبغ عالمية وضد وكلاء لها في المملكة، وطلب تعويضات كبيرة بمليارات الدولارات.
.. هذا الأمر يكشف لنا بجلاء أن التبغ ومشتقاته، يشكل خطرا مضاعفا، لأنه ببساطة أحد أهم الأسباب المباشرة في الإصابة بمرض السرطان..!
.. والشعور العام هذا الذي قاد إلى المطالبة بهذه المقاضاة «التاريخية» ضد أعتى وأكبر الشركات، هو نفسه الذي كان وراء مبادرات إنسانية رائدة وناجحة تسعى إلى مساعدة المرضى، ومحاولة التخفيف عليهم من آثار هذه المصيبة.
.. ومن هذه المبادرات الرائدة والناجحة في المملكة، التي نأمل أن تتعدد وتكبر، قيام «جمعية الإيمان للخدمات الخيرية ورعاية مرضى السرطان»، فمع أنها جمعية «خيرية» لم يتعد عمرها العامين، وتعتمد على خيرية الخيرين ومعاضدة المحسنين، إلا أنها أخذت خطوات متقدمة ولافتة، تبعث على السرور، وتوجب الثناء على القائمين على إدارتها، والإشادة بالداعمين والراعين لبرامجها وأنشطتها. فهؤلاء المخلصون الأوفياء مع بلدهم وإخوانهم، يرسمون صورة إنسانية حضارية رائعة يجدر بنا كمسلمين في قبلة المسلمين التأسي بها، والاقتداء بأصحابها، الذين نذروا أنفسهم لهذه المهمة المجيدة . ولو بالدعم المادي والمعنوي على أقل تقدير.
.. لقد تكرم عليّ الزميل الأستاذ فهد بن حسين السليماني مدير عام الجمعية، وهو صحافي معروف، يضرب اليوم بسهم رابح في هذه الجهود الخيرية المباركة، فزودني بمعلومات وإحصاءات وافية تعكس المدى الذي بلغته الجمعية في سبيل تحقيق أهداف مهمة رسمتها لنفسها، منها على سبيل المثال: «تقديم رعاية طبية، وتأهيل اجتماعي لمرضى السرطان، وتقديم خدمات مساندة للمرضى ولذويهم، والتوعية بخطورة السرطان، وبوسائل توقيه، وكتابة الأبحاث والدراسات العلمية في هذا الشأن، وإقامة أسابيع عمل اجتماعي، وأسواق خيرية ... إلى غير ذلك».
.. لقد ظهرت هذه الجمعية الوحيدة في المملكة قبل عامين، واتخذت من محافظة جدة مقرا لها، ومنطلقا لجهودها التي شملت عديد المدن السعودية، وهي كما بدا لي من كتبها وتقاريرها الدورية ما زالت حتى اليوم تركز جهودها على رعاية المريضات بسرطان الثدي، لأن نسبة الإصابة به في المملكة هي «1.19%» ، وهي نسبة كبيرة وخطيرة وتخطط الجمعية بعد ذلك إلى رعاية كافة حالات السرطان في المستقبل.
.. ويستفاد من المعلومات التي تتحدث عن أعمال الجمعية، أنها استطاعت في عام واحد، توفير أحدث الأدوية الفعالة في علاج مرض السرطان، وهي «التاكسول التاكسوتير الإبريكس» ، بكلفة تزيد على 317 ألف ريال»، وعالجت حالات مرضية في مستشفيات خاصة، بأكثر من «110 آلاف ريال» لفائدة «122» مريضا، إلى جانب نشاط «إعلامي ثقافي علمي» منه «600 ألف نسخة» من النشرات العلمية والطبية وغيرها، بتكلفة بلغت «483 ألف ريال» ، وتنفيذ «350 ندوة ومحاضرة» للرجال والنساء. إلى جانب المساهمة في حملات لمكافحة التدخين، وافتتاح عيادة لهذا الغرض، وتكثيف علاج «سرطان الثدي» والمشاركة في أنشطة إقليمية ودولية في هذا الخصوص.
.. ولمعرفة المزيد عن الجهود التي تبذل من قبل الجمعية، وتدعو لدعمها ومؤازرتها، نقف عند العلاج «الكيميائي» التي تسعى الجمعية إلى التوسع فيه، ثم تصطدم بالكلفة العالية لهذا النوع من العلاج . ذلك أن «خمس جرعات» لمريض واحد على سبيل المثال تتكلف «30 ألف ريال» لكل حالة، وعشر حالات في شهر واحد تتكلف «300 ألف ريال». أما في عام واحد فإن كلفة عشر حالات فقط هي: «000.600.3 ريال».! ومع ذلك، فإن الجمعية تسعى إلى إنشاء مركز خاص للفحص المبكر للسيدات، وترى أن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يساعد على النجاح في العلاج، ومن ذلك الفحص الذاتي للثدي، وعمل أشعة «المومغرام» . وأيضا إنشاء مركز ثان للعلاج الكيميائي، وثالث للعناية التلطيفية، للمصابين الميؤوس من شفائهم.
.. ومع قصر عمر الجمعية، وتواضع الدعم الذي تلقته حتى اليوم إلا أنها ساهمت في تقديم العلاج لحالات من خارج المملكة، ومن دول مثل: «اليمن، ومصر، وإريتريا، ونيجيريا، والسودان، والباكستان، وتشاد .. وغيرها».
.. ومما يحسب لهذه الجمعية الإنسانية الخيرية، أنها تعمل وفق أسس نظامية سليمة وصحيحة، فهي مرخصة رسميا، ويديرها رجال أكفاء ثقة إن شاء اللّه. ومما يزيد في الثقة حيالها، والاطمئنان على أعمالها أنها تخضع لمراجعة مالية سنوية، من قبل مكتب قانوني مرخص في الاستشارات والمحاسبة القانونية، وتعلن ميزانيتها على الملأ، وهذا الأمر غير موجود في حال كثير من الجمعيات الخيرية في المملكة، تلك التي تمتد بنشاطها إلى عدد من الدول في العالم، وتدير مئات الملايين من الريالات في مجالات إنسانية كثيرة.
.. ومع الإشادة بنشاط الجمعية وطموحاتها، وبجهود أعضاء مجلس إدارتها كافة، وفي مقدمتهم معالي الدكتور محمد عبده يماني، رئيس مجلس الإدارة، ونائبا الرئيس معالي الدكتور عبد الله نصيف، والدكتور سالم بن أحمد مليباري» فإني أتمنى على هؤلاء الإخوة الخيرين، في هذا الميدان الخيري، أن يكثفوا من البحوث العلمية، التي تكشف عن الأسباب الحقيقية المؤدية إلى الإصابة بمرض السرطان، وخاصة في المملكة. حيث تشير التقارير الطبية، إلى ارتفاع نسبة الإصابة قياسا بالدول الأخرى، وأن يساهموا بشكل فعال في التوعية بأضرار المبيدات الحشرية، وأدوية الرش النباتية، والأسمدة الكبريتية والكيماوية، والأسمدة التي تتخذ من «أزبال الدجاج اللاحم»، حيث ثبت أنها تلوث مياه الري والشرب، وتفسد الترب الزراعية، وتصيب محاصيل الحبوب والخضار والفواكه، بما يعتقد أنه سبب مباشر، في الإصابة ببعض أنواع من مرض السرطان.
.. وأتمنى عليهم أيضا الانضمام إلى مستشفى الملك فيصل، ومرضى المملكة المتضررين، في مقاضاتهم الكبرى لشركات التبغ، والعمل على محاصرة هذا السبب الرئيس، في الإصابة بسرطانات كثيرة تلحق بالمدخنين وغير المدخنين على حد سواء.
.. ثم في الختام أشد على أيديهم جميعا، وأتمنى لهم مزيد التقدم والنجاح والتوفيق، فهم بكل تأكيد سوف يجدون من كافة المواطنين في هذا البلد الطيب كل دعم ومؤازرة، وخاصة من الموسرين ومن رجال الأعمال، ومن محبي الخير والإيثار .. وما أكثرهم .
.. الكل في بلد الخير هذا لن يتأخر في دعم الجهود الخيرة، خاصة عندما تكون موجهة إلى أبناء المملكة بالذات، وفي وطنهم الحبيب الكبير، الذين يشعرون بالدفء والأمان في أحضانه.
.. شكرا لجمعية الإيمان الخيرية .. فهي بدون أدنى شك «السيف المسلط على رقبة غول السرطان» .. شكرا.
لافتة:
جمعية الإيمان الخيرية لرعاية مرضى السرطان ص ب 18565 جدة 21425 هاتف: 026527501
فاكس: 026505048
assahm2001@maktoob.com
fax : 027361552

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved