أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th December,2001 العدد:10664الطبعةالاولـي الأحد 24 ,رمضان 1422

الثقافية

الأدب المثمن
على
أحمد عبدالله الدامغ
لقد كانت لي جولة سريعة في ديوان الشاعر الشيخ عبدالله بن علوي بن محمد الحداد الذي عاش حتى النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري.. وقد حصلت من تلك الجولة على معلومة بأن الحداد كان ناظماً مبدعاً، وله أشعار رائعة جمعت في ديوان وسمي ب«الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم»، وقد احتوى هذا على قصائد مطولة معظمها يتصف بالنصح والارشاد.. وقد سلك في بنائها مسلك الشعراء الذين فضلوا السير في بناء القصيدة على نمط الشعر الجاهلي وصدر الإسلام الذي قلما تجد فيه قصيدة لم تكن مقدمتها أبياتاً غزلية أو وصفاً للأطلال.
والشاعر الشيخ عبدالله الحداد كانت له وقفات ممتعة في شعره الذي يأخذ باب القارئ ويحمله على مواصلة قراءة ما احتواه «الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم» من قصائد ومنظومات حسان ذات نفس طويل.
ولقد استوقفتني من تلك المطولات قصيدة بكى فيها على ذهاب أشياء كثيرة، خاصة منهاما يتعلق بتصرم أيام عمره تلك الأيام التي جدّ في ابداء أسفه على فقدانها دون أن يستفيد منها أو يكسب في مراحل مرور حياته بها شيئاً نافعاً يجده مدّخراً له.
وقد سار بقصيدته تلك سيراً أشار فيه إلى أن بكاءه ماكان إلا على ذهاب كذا وعلى فوات كذا.
وب «على» صدر أبياتاً كثيرة من تلك القصيدة تنوف على عشرين بيتاً متوالية منها قوله:


تفيض عيوني بالدموع السواكب
ومالي لا أبكي على خير ذاهب
على العمر إذ ولى وحان انقضاؤه
بآمال مغرور وأعمال ناكب
على غرر الأيام لما تصرمت
وأصبحت منها رهن شؤوم المكاسب
على زهرات العين لما تساقطت
بريح الأماني والظنون الكواذب
على أشرف الأوقات لما غبنتها
بأسواق غبن بين لاهٍ ولاعب
على صَرْ في الأنفاس في غير طائل
ولا نافع من فعل فضل وواجب
على ما تولى من زمان قضيته
وزجيته في غير حق وصائب
على فرصٍ كانت لو اني انتهزتها
فقد نلت فيها من شريف المطالب

للتواصل 40138 الرياض 11499

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved