أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th December,2001 العدد:10664الطبعةالاولـي الأحد 24 ,رمضان 1422

الريـاضيـة

هل تريد أن تصبح مديراً في عالم كرة القدم
فهد عبدالله الجابر
في هذا العصر من نظام الاحتراف يمكن لك ان تكون مديراً متى ما توفرت المقومات لذلك، وقبل ان نخوض في هذه المسألة أود أن أشير إلى نظرة خاطئة عن وقتنا الحاضر ومقارنة ذلك بما مضى، عندما تقرأ لقاءً صحفياً مع لاعب او اداري او مهتم بكرة القدم في وقت سابق، فان اجابة السؤال المتضمن الفرق بين لاعب اليوم ولاعب الأمس هي مسألة الاخلاص، وان لاعب اليوم مادي ولاعب الأمس غير مادي، وفي اعتقادي ان ظروف الامس ليست ظروف اليوم، اننا في هذا الزمن نشهد تغيرات عالمية نحن امتداد لها في عالم الكرة، ومسألة الاخلاص ما زالت قائمة لان مبدأ اللاعب السعودي قائم على منهج ديني ممثل في ايماننا بالمبادئ الاسلامية. ان اليوم يختلف عن الامس في ظل التغيرات التي طرأت على الرياضة، فاليوم اصبح فيها اللاعب موظفاً يتقاضى مرتباً، وكما هي حال الوظائف الأخرى يستوجب ان يكون الانسان مخلصاً في عمله، ولهذا فان مسألة الاخلاص محسومة للاعب اليوم ولاعب الأمس على السواء، ولكن لاعب اليوم اكثر حظاً من لاعب الأمس في ظل توفر المادة ووسائل الاعلام الواسعة الانتشار.
واذا كان لاعب اليوم تفوق على لاعب الامس مادياً، فان لاعب اليوم يعيش حالة يصعب عليه تحملها في ظروف تحيط به كلاعب، فالنظرة التجارية التي اوجدها نظام الاحتراف تستوجب منه اولاً ان يكون في حالة من الانضباط وتطوير قدراته الفنية في مجال كرة القدم، كما تتطلب منه ظروف اليوم ان يكون متابعاً جيداً لوسائل الاعلام المقروءة والمسموعة و المرئية، ثم ان لاعب اليوم بحكم شعبيته وسيلة فعّالة للاعلان التجاري مما يستوجب منه ان يكون مستعدا لهذه المهمة وما يتبعها من تنقلات وابرام عقود وتنسيق يوفر الوقت المناسب لتنفيذ هذا الدور التجاري المحض، وعلى لاعب اليوم ان يوجه في حديثه واطروحته بحيث يحفظ لنفسه حقوقا وخطوطا توفر له في المستقبل فرصا تجارية مع الاندية الاخرى، ان الزلات التي يقع فيها بعض اللاعبين تعود الى تحمل اللاعب اعباء كثيرة تجعله لا يفكر في اثر ما يقول على مستقبله وعلاقته بالآخرين.
ان عصر الاحتراف سوف يتيح لمن لديه القدرة على ممارسة ادارة الاعمال فرصة وظيفية وتجارية ملائمة ومربحة، متى ما ادرك اللاعب اهمية هذا الجانب، ان وظيفة مدير الاعمال للاعبين سوف تكون مثمرة للجانبين، فمدير الاعمال سيكون اكثر حرصا على المرابحة التجارية، واللاعب سوف يتفرغ الى احترافه وتطوير قدراته في ظل وجود مكتب يدير اعماله، ومن المفترض ان يتوفر في هذا المكتب مستشارون يساهمون في رفع كفاءة اللاعب المحترف.
التمياط مثال حي لاستيعاب مفهوم الاحتراف
أولاً لا ادري ان كان اللاعب القدير نواف التمياط قد جسد هذا المفهوم التجاري ام لا، ولكني على يقين بأن وضع اللاعب التمياط مبني على هذا الاساس، فالواضح ان مسيرة التمياط تسير بخطة مدروسة تعكس ان وراءه ادارة اعمال ناجحة، فنواف يلفت نظرك في تصريحاته الصحافية، كما يلفت نظرك في سلوكياته داخل الملعب، بل هي مدروسة بعناية كما يلفت نظرك خطواته التجارية في مجال الاعلان التجاري، فاذا كان التمياط قد اتاح لبعض شباب الوطن فرصة ممارسة ادارة اعماله فان نواف قد حقق لنفسه كثيراً من المكاسب التجارية التي سوف تجعل منه ومن يقف خلفه نموذجاً يحتذى به من بعض اللاعبين الذين لم يستوعبوا فكرة ادارة الاعمال في ظل هذا الضغط الذي يواجهونه ولم يدركوا اهمية مشاركة الآخرين في تدبير مصالحهم وترتيب جدولهم اليومي والشهري. وقد يقول قائل: لماذا لا يسوق عقد احتراف نواف التمياط ما دامت الفكرة تجارية، ويتجاوز التمياط سقف العشرة الملايين؟ فأقول لا بد ان مستشاري اللاعب التمياط يدركون خطورة الرأي العام في الوقت الراهن، ولكني على يقين بأنه سيأتي يوم يصبح هذا الأمر مألوفاً.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved