أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th December,2001 العدد:10664الطبعةالاولـي الأحد 24 ,رمضان 1422

تحقيقات

خدعوها فقالوا عباءة فرنسية
حجابنا إسلامي فما دخل فرنسا وموضاتها بعباءات بناتنا؟!
* الشيخ الخضيري: الثوب الساتر في الإسلام كما عرَّفه العلماء هو الذي لا يشف ولا يصفهذه العباءة إن كانت على ما تصفون فهي من ملابس الفتنة ولا تمت للحياء والحشمة بصلة
* تحقيق : فايزة الحربي
تفشت ظاهرة بين بعض بنات المسلمين في الآونة الأخيرة وهي تمس حجاب المرأة المسلمة وتدعى عباءة فرنسية، وهي من اسمها لا تمت للإسلام بصلة وتعتبر دخيلة على بناتنا، هذه العباءة تتصف بأنها ضيقة لدرجة توضيح أغلب معالم الجسم وتفصيل حركته أثناء المشي.
وأغلب هذه العباءات مفتوح الصدر والبعض ترتديها مع غطاء خفيف يغطي نصف شعر رأسها مع لثام خفيف يغطي الفم والأنف، وهذه العباءة تفتن الشباب كثيراً وتزين المرأة ولا تسترها، وقد انحرفت عن الأمر الإلهي في الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة والهدف السامي من مشروعيته،
التقت «الجزيرة» بعدد من المشايخ وسيدات المجتمع وبعض الفتيات والبائعين لتسلط الضوء على هذه الظاهرة.
رأي فضيلة الشيخ الخضيري
سعدنا بمشاركة فضيلة الشيخ إبراهيم الخضيري التي قال فيها:
يقول الله عز وجل «و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى» ويقول سبحانه «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين» ويقول الله تعالى «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن» وقد جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الصحيح « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن كاثلات» أي غير متزينات ولا متطيبات» وقال صلى الله عليه وسلم :« المرأة التي تخرج متعطرة فاتنة ملعونة حتى ترجع» وذكر بعض العلماء أنها تعتبر كالزانية والعياذ بالله في الإثم.
وهذه العباءة إنما هي من ملابس الفتنة والثوب الذي يستر في الإسلام كما عرفه العلماء الربانيون هو الثوب الذي لا يشف ولا يصف فلا يبين المفاتن ولا يشف بمعنى أنه يرى ما خلفه أو وراءه فلا بد أن يكون فضفاضاً سميكاً غليظاً بعيدا عن الفتنة.
ومن هذا المنطلق تعتبر هذه العباءة التي تذكرين من ملابس الفتنة، ولا تمت إلى الحياء والحشمة بصلة فهي لون من ألوان غزو بنات المسلمين ممن يريد أن يجعل المرأة ألعوبة ووسيلة وفتنة يفتن بها الرجال، ولذلك فإن هذه العباءة محرمة في الإسلام بدلالة الكتاب والسنة وإجماع الأمة، أما الكتاب فما ذكرته من الآيات وخلاصتها أنها تأمر المرأة المسلمة ألا تخرج إلى الصلاة وهي عبادة من أروع العبادات وأعظمها إلا وهي مستترة غير متزينة، وأما السنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :« صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما قط ذكر منهم نساء كاسيات عاريات مائلات فاتنات لا يرحن رائحة الجنة ولا يجدن ريحها» وكذلك فيها وجه من التشبه بالرجال وفيها وجه آخر من التشبه بالكافرات وقد قال عليه الصلاة والسلام:« من تشبه بقومٍ فهو منهم» وقال :« لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال» ودل ذلك على تحريمها.
وأما الاجماع فقد ذكر صاحب المغني وابن منذر بغير واحد من أهل العلم انه لا يحل للمرأة ان تخرج متجملة متعطرة متبرجة أمام الرجال الأجانب سواء كان خروجها لحاجة أو لغير حاجة، ولا يحل لها ذلك، وقد كان السلف الصالح يقولون خير للمرأة ألا ترى الرجال ولا يرونها، وكان السلف الصالح رحمهم الله تعالى يقولون إن وقار المرأة في حشمتها وعفافها وعزتها في لباسها الذي ترتديه وفي خلقها الذين تتخلق به علاوة على دينها الذي يأمرها بذلك ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : « فاظفر بذات الدين تربت يداك» فالمرأة التي تخرج أمام الرجال الشباب بكامل زينتها وزيها تتمايل أمام هذا وذاك وتستعطر إنما هي امرأة لا خلاق لها ويخشى عليها أن تعذب نفسها من سخط الله وأليم عقابه، لذلك فإنه يحرم على أرباب التجارة والمسؤولين عنها ليبيعوا من خلالهم الملابس الفاتنة لعلمهم أنها تستخدم لجذب الشباب ولفت الأنظار فقد قال العلماء: بتحريم بيع السلاح بالفتنة.
وهكذا إذا علم أو غلب أو استيقن أهل التجارة أن النساء يستخدمنه وينتج الفتنة والزينة ولجلب أنظار الرجال إليهن فإنه يحرم عليهم بيعها لأن الحرام يحرم كما قال عليه الصلاة والسلام : « إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه» ولأنه لا يستباح بالحرام الحلال ولأن الشريعة الإسلامية جاءت بسد الذرائع ومنعها من أن يعتدي مسلم على حدود الله ويتجاوز أوامر الله ونواهيه وأوامر النبي صلى الله عليه وسلم.
فالعبادة محض حق لله تعالى، وأما الطاعة فهي لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ثم لولاة الأمر من بعدهما وواجب على ولاة الأمر منع هذه العباءات ومعاقبة من تلبسها أو يبيعها ويحرم عليهم التفريط في حجاب المرأة ولا يحل لهم ذلك، ويجب على التجار طاعة ولاة الأمر في ذلك لأن هذا من التعاون على البر والتقوى ويقول الله تعالى :« وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:« إنما الطاعة في المعروف» والله تعالى يقول :« وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» يجب طاعة ولاة الأمر في تحقيق ما ينفع الأمة المسلمة ويجب على ولاة الأمر الرفق بالرعية وحماية النسوة من لصوص القلوب وحمايتها أيضاً من لصوص الجيوب قد يمنعون بيع مثل هذه العباءات، فإنه يوجد تجار لا يهمهم إلا الكسب المادي البحت ولا يلتفتون إلى حلال وحرام فهؤلاء من لصوص الجيوب ويوجد نساء يردن الفتنة والفساد فهو لا يعتبرن من لصوص القلوب، ويوجد شباب فسقة يريدون اصطياد النسوة وهؤلاء يعتبرون من لصوص القلوب «نسأل الله أن يحمي المسلمين ويحرسهم من كل سوء ومكروه وأن يعين نساءنا على طاعة الله ورسوله.
كلمة للآباء والأمهات
ووجه فضيلته كلمة للآباء والأمهات بهذا الخصوص يقول الله تعالى :«يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة».
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر :«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته»، قال أبو هريرة راوي الحديث وأحسبه قال :« والولد راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته ألا كلكم راع ومسؤول عن رعيته» هذه مسؤولية توجب على الآباء والأمهات مراقبة البنات ومنعهن من لبس ذلك وأطرهن على الحق أطراً لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :«لتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليخالفن الله بين قلوبكم ثم يلعنكم جميعا» ولا ريب أن الآباء مسؤولون مسؤولية تامة كاملة عن بناتهم ومراقبتهن وتأديبهن بلطف وشفقة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :« من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار وفي لفظٍ حجاباً من النار».
ومن هذا المنطلق نادانا ربنا بنداء الإيمان بقوله :« قوا أنفسكم وأهليكم ناراً» تتجدد أسباب دخول النار ولا يكون ذلك إلا بطاعة الله.
ونبه فضيلته بمراقبة الآباء لبناتهم في ارتداء اللباس المحتشم بحيث لا إسراف فيه فيكسر قلوب الفقراء، ولا يفتن شباب المسلمين ولا يبدئ الزينة وأوصي الجميع بتقوى الله والبعد عن الأمور التي تلحق ضرراً بالأمة وأوصي الأمهات أن يهدين بناتهن فكما قيل في القديم «إذا أردت أن تضمها فاسأل عن أمها» فلا بد أن تكون الأم يقظة وحذرة وعارفة لما يدفعها ويدفع بنتها ويبعدها عن الخزعبلات وعن هذا اللباس الذي ينتحر من خلاله العفاف وتفسد من خلاله الأخلاق ويهلك من خلاله الحياء.
مداخلة الشيخ الفوزان
وتحدث فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان فأكد أن الله سبحانه أوجب على المرأة المسلمة أن تحتجب عن الرجال الذين هم ليسوا من محارمها بالحجاب الكامل الذي يستر عموم جسمها: قال تعالى :« يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين» والجلابيب جمع جلباب وهو الجلباب الكبير الذي يكون فوق الثياب يستر جميع بدن المرأة، ويغطي ما عليها من زينة ومثله العباءة يشترط أن تكون ساترة لما تحتها، وتكون واسعة لا تلتصق بالجسم وتكون خالية من جميع أنواع الزينة لئلا تلفت الأنظار وأي عباءة تخلو من هذه الأوصاف فإنه لا يجوز للمرأة لبسها، ومن ذلك هذه العباءة الوارد ذكرها في السؤال لأنها فاتنة وغير ساترة فيجب على المرأة المسلمة ان تتقي الله وتتجنب لبس هذه العباءة وتلبس العباءة الساترة الخالية من أي زينة لأن المرأة مسؤولة عن نفسها ولا بد لها من الوقوف بين يدي الله وسيحاسبها عن جميع تصرفاتها ويجازيها على أعمالها يوم القيامة.
الحجاب عباءة لا عادة
ومن جانبها قالت عميدة كلية التربية الأقسام الأدبية بالرياض الدكتورة منيرة العرينان الحجاب عبادة وليست عادة، ولا بد أن ينبع ارتداؤها من اقتناع ذاتي داخلي «أنا فتاة لي عقيدتي هي التي توجهني في حجابي ويجب ألا أكون أمعة.
وأكدت أن على الأم مسؤولية عظيمة في تربية أبنائها وبناتها على القيم لتكوين شخصية إسلامية مستقلة توجه أفعالها وسلوكياتها دينها ولا تصبح مثل البالوعة تلقف كل ما يقذف بها من بيوت الأزياء وغيرها. وينطبق ذلك في اللبس الشرعي العادي ولا يقتصر على الحجاب فقط فلا بد أن ينبعث ذلك من العقيدة ومن خلق الحياء فالحياء شعبة من الإيمان.
والحجاب الإسلامي فما دخل فرنسا في المسلمات وحجابهن فهذه التسمية مغلوطة تدل على تفاهة التفكير دائماً الموضة فرنسية، لذلك سميت عباءة فرنسية وأكدت على أن الفتاة المسلمة لا بد أن تعي تمام الوعي أن خروجها متبرجة وإغراءها للرجال في الأسواق يخسرها حياءها وعفافها ويجعلها عرضة للفرجة وتكون بذلك ساعدت على الفتن وتشهد عليها الأرض التي مشت عليها يوم القيامة والذباب لا يقف إلا على الحلوى المكشوفة فالفتاة المسلمة جوهرة صانها الإسلام وهي قدوة لكل بنات جنسها والأم قدوة لبناتها في ملبسها وسلوكها وعليها توجيههن التوجيه الصحيح والأهم غرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم لتصبح المحرك الحقيقي للإنسان «الفتاة» وتنمي الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن.
ووجهت الدكتورة منيرة رسالة عبر «الجزيرة» لجميع الآباء والأمهات بأنئم ستسألون أمام الله سبحانه وتعالى كيف وجهتم وربيتم أبناءكم وماذا علمتموهم لأن صلاح الأبناء من صلاح الآباء وصلاح الأبناء هو صلاح جيل من الأمة وفساده هو فساد جيل ويتحمل الوالدان الوزر الأكبر في توجيه وإرشاد الأبناء.
منع استيرادها وتداولها
وتحدثت الدكتورة منيرة العلولا وكيلة قسم الطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن سبل علاج ظاهرة العباءات الفرنسية الضيقة قالت في مستهل حديثها هذا منكر لا بد من إنكاره والإنكار بيد من بيده الأمر ممن يستطيع القيام بذلك وسبل العلاج أولا: منع المحلات التجارية والمشاغل من بيعها تماماً ومعاقبة من يبيعها بجزاءات رادعة بالتنبيه أولا ثم التغريم بمبلغ مالي كبير أو سحب ترخيص المحل.
ثانيا: القضية الأساس والأهم تكثيف التوعية بعدم مشروعيتها والأضرار المترتبة على ارتدائها من خلال منابر العمل مثل الجامعات والمدارس والأماكن العامة التي تلقى فيها المحاضرات ونوجه الخطاب للرجل والمرأة على حد سواء لأن الرجل هو ولي الأمر من يستطيع أن يمنع المرأة من ارتدائها، إضافة لأهمية دور ومسؤولية الأمهات في الحزم على بناتهن لمنعهن من التبرج.
ثالثا: دور المؤسسات الرسمية والخاصة بمنع دخول من ترتدي هذه العباءة إلى هذه المؤسسة سواء جامعات أو مراكز تجارية أو علمية أو مكتبات.
رابعاً: للأسف الغيرة اميتت في نفوس الكثير من الأولياء، فالبعض يأخذها من منطلق الحرية والتحضر لكن لا مجال لذلك لأن الشريعة والدين لا رأي للمجتمع فيها فهي تشريع ديني وأمر إلهي، والحجاب الشرعي لا بد أن تتوافر فيه أن يكون ساتراً سميكاً واسعاً وهذا لا يخفى على كل عاقل.
ومن جانب آخر التقينا وكيلة كلية التربية بالرياض الأقسام الأدبية أستاذ مساعد في الإدارة والتخطيط التعليمي بقسم التربية وعلم النفس الدكتورة ست الحسن بنت حامد الجهني التي استهلت حديثها عن هذه العباءة الفرنسية ان اسمها يدل على انها عملية تجارية للضحك على المرأة التي تفتقد بعد النظر والتفكير الناضج فهل النساء الفرنسيات يرتدين عباءة حتى نجلبها منهم وأكدت ان هذا غزو فكري واجتماعي يستهدف المرأة المسلمة فلا بد من الوعي وإدراك عميق لماذا هذه التسميات وما الهدف منها في حجاب المرأة المسلمة في صميم خصوصياتها فنحن شعب محافظ نتميز عن الدول الأخرى بأن المرأة ترتدي حجابها منذ سن التكليف وفي جميع الفئات العمرية، ولا يقتصر على مرحلة عمرية معينة كما هو في معظم الدول.
والهدف من العباءة للمرأة هو الستر وليس الزينة فالمفروض أن تتمسك المرأة المسلمة بعباءتها وتعرف الهدف من ارتدائها للعباءة وانه امتثال لأمر الله لأننا مكلفون بالحجاب.
والتقينا بالدكتورة منيرة السعيد قسم الإدارة المدرسية بجامعة الملك سعود وأكدت أن العادات والقيم والتقاليد الإسلامية لا تقبل مثل هذه العباءات العجيبة فبعضها يشابه أرواب النوم والغريب أن نجد لدى المسلمين من ترتديها.
فهي تناقض الهدف من ارتدائها ألا وهو ستر جسد المرأة فلا مانع من ترتيبها بشكل ساتر ومحتشم وليس في فتنة أو زينة ولما اختيرت باللون الأسود لأن تصبح أقل ما يلفت الأنظار ولو أصبحت تفصل الجسد لانتفت الغاية منها.
وفي آخر حديث تمنت من كل فتاة ترتدي مثل هذه العباءات أن تراجع نفسها وتفكر في الهدف من ارتدائها.
متاجرة بالحرام
والتقينا بالأستاذة ليلى عبد الرحمن الزامل المشرفة التربوية بمكتب الإشراف التربوي بشمال الرياض والتي استنكرت مثل هذه العباءات الدخيلة على نساء المسلمين وأنها منكر عظيم تغش بشكل كبير بين نساء المسلمين فأين هن من أمهات المؤمنين زوجات الرسول صلى اللّه عليه وسلم وبناته والتمسك بارتداء الحجاب الإسلامي الذي يحمل جميع مواصفات الحجاب الشرعي.ووجهت الزامل حديثها للأم التي هي راعية ومسؤولة عن رعيتها فلا بد أن تراعي اللّه في الأمانة التي تحملتها من تربيتها بناتها على التربية الإسلامية الصحيحة، أما التي ترتدي هذه العباءة فإنها طامة كبرى ووبال على المسلمين فكيف تكون المربية والقدوة هي بؤرة الفساد.
وللأسف فهناك من الأمهات من ترتدي مثل هذه العباءات وأنها لتثير الاشمئزاز بالرغم من أنها ترتديها بكل خيلاء.
ومن جانب آخر قالت: إن الأب أو ولي الأمر الذي يسمح لنسائه بارتداء مثل هذه العباءات الفاضحة التي تجسد أجساماً نسائية وتجعلها عرضة لأعين الناس لا يعرف معنى الغيرة على نسائه واسترعي رعية لا يستحق أن يسترعيها.
وأضافت أما البائع «فإنا للّه وإنا إليه راجعون» فما له وأكله حرام وإنه ليطعم أبناءه مالا ً حراماً والذي يتاجر في الحرام لا تقبل له دعوة ولا يوسع له اللّه في رزقه وسيحمل وزره ووزر كل من ترتدي مثل هذه العباءات وسيمتد عمله حتى قبره ما دام سن سنة سيئة.
وفي آخر حديثها قالت على كل مسلم يرى هذا المنكر أن ينكره اما بيده أو بلسانه أو بقلبه.
مع أولياء الأمور
والتقينا ببعض أولياء الأمور، فالأستاذ صالح عبد اللّه قال: أعتبر هذه العباءة المسماة خدعة الفرنسية الضيقة إحدى مجالات الغزو التي تنوعت سواء فكرياً أو فضائياً، وارتداء هذه العباءة يعتبر تبرجاً بشكل مشين خارج العرف والدين. وباسمي وجميع المواطنين الغيورين أطالب الجهات المسؤولة أن تحرص على الشيء قبل دخوله وليس بعد انتشاره.
ومن جانب آخر أنصح نساء المسلمين بالبعد عن كل جديد يمس الدين والتفكير الجيد بكل جديد قبل تقبله والتحلي بالأدب والحشمة في الأماكن العامة والتحلي بالشخصية الإسلامية.
وأضاف إنني أحمل ولاة الأمور مسؤولية رعاية بناتهم ومتابعتهم في كل الأمور والحذر من الانسياق في التيارات الهدامة.
ووجه دعوة لأصحاب المحلات أن يتقوا اللّه في سلعهم وأن يبتعدوا عن كل ما يسيء للمرأة المسلمة وأما ضعاف النفوس الذين ليس لديهم وازع ديني ويصرون في البيع فلا بد من وضع جزاءات رادعة كغرامات مالية كبيرة أو سحب تراخيص لمنع مثل هذا الداء الذي ألم بالمسلمين.
وفي أحد الأسواق بالرياض مع عدد من المواطنات فهذه أم ريما التي رفضت بشدة هذه العباءات مؤكدة أنها لم تؤد الهدف من ارتدائها وهو الستر وإخفاء معالم جسم المرأة على العكس أنها أبرزت هذه المعالم وزينتها كما أن هذه العباءة تحتاج إلى عباءة أخرى.وأيدتها أم رنا في رأيها وأضافت على المرأة المسلمة ان تتقي اللّه ولا ترتديها والواجب على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منعها.كما وجهت النصح إلى أولياء الأمور بعدم شراء هذه العباءات لبناتهن وأخواتهن وزوجاتهن فأين الغيرة على المحارم. وشددت على المراقبة الحازمة لمحارمهن.
ومن جانبها قالت الأخت جواهر أم عبد اللّه ارتداء هذه العباءة الفرنسية الضيقة لا يجوز، ومحرم وعلى المرأة المسلمة التي ترتديها أن تخاف اللّه أولا وتتحلى بالحياء ثانيا، فما الفائدة التي ستجنيها من ارتدائها والأفضل أن تخرج المرأة بفستانها من هذه العباءة التي تزيد الفتنة.وتمنت لو يمنعون بيع هذه العباءة منعاً باتاً ويضعون على بائعها غرامة مالية لتحد من انتشارها في المحلات والمشاغل وطالبت بالتوعية الدينية، وما هذا إلا نتاج القنوات الفضائية الخليعة التي تسعى لنزع الحجاب. وهذه العباءة الضيقة تجذب نظر المرأة قبل الرجل فكيف بهؤلاء الرجال فلو ارتدت المرأة قميصها لكان أهون من هذه العباءة..ودعت أولياء أمور النساء لاتقاء اللّه والخوف من عذابه ودعته للمحافظة على عرضه وعدم تعرضه للناس.كما وجهت كلمة لأصحاب المحلات الذين يسعون لكسب المال ويتجاهلون أنه مال حرام حينما يكون في بيع سلع محرمة وإن اللّه ينزع البركة من هذه الأموال كما أنهم يتعرضون لتحمل الإثم العظيم في إفساد هذه الأمة.
مع الباعة وآرائهم
والتقينا بعض البائعين في المحلات منهم أبو مرزوق قال نبيع يومياً ما يقارب من 15 20 عباءة فرنسية ضيقة بأسعار متفاوتة ما بين 180 220 ريال سعر الواحد، وعليها إقبال كبير وصاحب المحل لا يفكر إلا في الأمور المادية ولا يهتم للأمور الأخرى وقد جاءتنا فتاوي تنصب على تحريم هذه العباءات الضيقة وأنا أعرف أنها حرام ولا ألبسها زوجتي أبدا وجهود الهيئة تنحصر في الاطلاع على المحلات وأخذ ما يجدون من هذه العباءات ففي إحدى المرات أخذوا 13 طقماً ونحن لا نعرضها مع العباءات المعروضة بل نضعها في كراتين حتى لا تراها الهيئة وعند طلب الزبونة نعرضها عليها.
والتقينا بأحد الباعة أبو خلف الذي يقول الحقيقة هذه العباءة عليها إقبال كبير ونحن نفصلها في المصنع فيه 72 عاملاً وأسعار هذه العباءة متفاوتة على حسب طلب الزبونة ونحن لا نعرضها لأن الهيئة يزوروننا وإنى أعرف أنها حرام لأنها تبين جسم المرأة كله لكن نحن نفصلها برغبة من الزبونة فقط ولو علي شخصيا ما بعتها بالمحل لكن صاحب المحل هو المسؤول.
وللفتيات آراؤهن
وكان لنا لقاء مع عدد من الفتيات:
التقينا بالطالبة بلقيس الغامدي في المرحلة الثالثة ثانوي علمي قالت عن هذه الظاهرة للأسف بعض الفتيات تخرج لا للضرورة ولا هدف، وإنما لتبث سمومها في المجتمع وارتداء هذه العباءة المنتشرة للأسف يفقد الفتاة حياءها، ومن المؤسف أن بعض الأمهات وهن قدوة لبناتهن يرتدين مثل هذه العباءات، وهذا تساهل من الأهل وأمر غير عادي يعتبر منكراً لا بد من محاربته.
ومن جانب آخر أكد على تأثير الصديقات على الفتاة ووصفته بأنه تأثير بالغ في ارتداء مثل هذه العباءات فلا بد من اختيار الصحبة الصالحة .
ودعت جميع النساء اللاتي يرتدين مثل هذه العباءات بمراجعة أنفسهن قبل فوات الأوان كما شددت على دور أولياء ا لأمور من آباء وأمهات وإخوة بأن يقدروا الأمانة التي حملوها ويؤدوا حقها فقد استرعاهم اللّه عليها .
وخصصت الأمهات بأن يربين بناتهن على أن يكن أمهات صالحات قادرات على إنتاج جيل صالح ويغرسن أسس العقيدة الإسلامية في نفوسهن.
وأضافت الطالبة آلاء السيد من الصف الثاني ثانوي علمي هناك طائفة مقلدة لا تدرك نتيجة ما تفعله وإنما تقلد فقط والأدهى ان هناك من تعرف حكمها الشرعي رغم ذلك ترتديها وحذرت البائعين الذين لا يهتمون إلا بالربح المادي ولا يرون مدى الآثار التي تترتب على انتشار مثل هذه الظاهرة ودعت بأن هؤلاء التجار في غفلة ولا بد من الحذر من اتباع الموضة التي تمس العقيدة الإسلامية وأحكامها بل لا بد أن يدركوا الآثار السلبية وأكدت أن كل منهم محاسب أمام اللّه عما يفعله.
والتقينا بالطالبة سمية المنصوري من الصف الثاني ثانوي علمي ترى أن هذه العباءات من السموم التي تبث لنا من الغرب، ولا بد على المسلمين الحذر منها وأكدت أن مثل هذه الأسر التي ترتدي بناتها هذه العباءات التوجيه والإرشاد من أولياء الأمور بسبب الاستهانة بها.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved