أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 10th December,2001 العدد:10665الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,رمضان 1422

محليــات

يارا
شخصية فؤاد وشجاعة وزارة الإعلام
عبدالله بن بخيت
عندما طرح الاستاذ ناصر القصبي شخصية فؤاد قبل سنوات قليلة احتج بعض الاخوة الكتاب على أساس أن شخصية فؤاد لا تمثل شخصية ابن البلد المكاوي أو الجداوي الخ وأن هناك نوعاً من الاستهزاء غير المبرر تنطوي عليه تلك الشخصية.
في البداية كان لي تحفظ مشابه لتحفظ معظم من كتب عن هذه الشخصية ولكن استمرار الأستاذ ناصر في التنويع على هذه الشخصية واستمرار الجهة الرقابية في التلفزيون التعامل معها كفن جعلني أتأمل كثيرا في هذه الشخصية بعقل منفتح واستعيد كل الشخصيات (البلدي) المماثلة لها التي طرحت في الأعمال الفنية السعودية. وكذلك أعيد النظر في تحفظي وأبحث في الجهة الاخرى من ثقافتي ومسلماتي لأكتشف أن الأمر لا يتعدى تحفظات سببها نقص بسيط في الشجاعة واعتياد مصنوع في داخلي يقوم على أن كل محاولة جديدة هي مصدر للمشاكل والشر أيضا.
في هذه السنة تحديدا طالعت شخصية فؤاد بروح جديدة وتعلمت درسا في الشجاعة لم أكن أعرفه لو أن ناصر القصبي توقف عن أداء هذه الشخصية استجابة للآراء المناهضة أو أن الرقابة في التلفزيون استجابت لتلك الأقلام لكنا خسرنا طاش ما طاش. وربما ناصر القصبي نفسه.
هناك مسار في مجتمعنا المحافظ يؤثر فيه رأي البعض بكثرة لا ينجو منه حتى المثقفين وقادة الرأي. وهو أن أي شيء يغير من النمط السائد يعطي تفسيرات سلبية ويعد محاربة لكل شيء بما في ذلك القيم والأخلاق الحميدة. وهذا يعود إلى أسباب كثيرة من أهمهما الاستجابة السريعة للآراء المتسرعة من أفراد في المجتمع أو التأثر بهم من قبل بعض المسؤولين. الروح المعادية للفن تتذرع بمحاربة الإقليمية أو الجهوية. وهي في النهاية تكريس لروح الإقليمية. فهي تؤكد على وجود هذه الإقليمية من خلال منع ابن منطقة من لعب دور ابن منطقة أخرى. لأنه لم يتشكل بعد تيار قصصي أو درامي في المملكة لم تعمر في أذهاننا حتى الآن الشخصية النمطية في الفن: شخصية العاشق وشخصية القروي وشخصية ابن المدينة وشخصية المجنون وشخصية الوقور الخ، كما نلاحظ مثلا في القصة المصرية أو الدراما المصرية. والشخصية النمطية ليس بالضرورة مطابقة للشخصية الحقيقية التي تحاكيها. وإنما هي شخصية تقترب وتبتعد عن الشخصية الحقيقية في الواقع لتصل في بعض الاحيان إلى المسخ الكريكاتيري. وهي ليست من خلق المجتمع إنما يخلقها الفنانون كلغة مشتركة رمزية تشبه إلى حد كبير إلصاق المجتمع النكت في طائفة أو أهل بلدة معينة. والشخصية النمطية تترافق عادة مع أسماء نمطية مثل برعي ومحمدين وحسنين وغيرها في المجتمع الفني المصري. هناك محاولات كثيرة لتعمير الشخصية النمطية في المملكة بدأت مع بداية فن التمثيلية التلفزيونية في المملكة بدأها الفنان حسن دردير بشخصية مشقاص ثم تلاه الفنان (ذكروني باسمه!؟) بشخصية أبو مسامح وصولا إلى فؤاد وأبورويشد وغيرهما من الشخصيات المقاربة. والبحث عن هذه الشخصية هو في الواقع جزء من البحث عن شخصية الفن السعودي بكامل صفاته وملامحه، والشيء الطريف والذي لا أود أن أطيل الكلام عنه الآن هو أن البحث عن هذه الشخصية يتم في المنطقة الواقعة في زمن الارتجاج الكبير. وهي فترة السبعينات الميلادية مع تقدم بسيط نحو الثمانينيات وتراجع بسيط نحو الستينات لكن منطقة المناورة الأساسية لكل الفنانين السعوديين تقع في السبعينات الميلادية من القرن العشرين بغض النظر عن اعمار الفنانين والكتاب المساندين لهم.
أخيرا أعبر عن امتناني وتقديري لشجاعة الاخوة في وزارة الإعلام الذين انحازوا للفن في صراعه غير المتكافىء مع معارضيه.
yara4me@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved