أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th December,2001 العدد:10666الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,رمضان 1422

مقـالات

نوافذ
المعرض
أميمة الخميس
تلونت إحدى الليالي الرمضانية، بمعرض الفن التشكيلي الجماعي الذي أقامته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.
ودوماً أحمل امتنانا وافراً للمناسبات الفنية الأدبية في الرياض على ندرتها لأنها بالتأكيد تبث رسالة قوية في أوصال المدينة الغارقة في اليومي الاستهلاكي الباهت، وتعلن عن مكان استطاع ان يمد مع الفنون جسوراً وأجنحة ويعبر عن أحلامه، أمانيه، هواجسه، وما هنالك من تفاصيل مأزقه الوجودي عبر اللغة الإبداعية السامية.
والمعرض نتيجة لطابعه الجماعي فهو لا يعبر عن تجربة واحدة أو خط معين، وإنما هو عبارة عن مجموعة لوحات لفنانين سعوديين، لا أدري ما الرابط الذي جمعهم في هذا المعرض؟ ولكن لمست أن هناك نبرة تذمر عالية تنطلق من الفنانات المشاركات نتيجة لسوء التنظيم، والإهمال في عرض اللوحات، وتواضع الإخراج في الكتيب المرفق.
فعلى سبيل المثال توقفت طويلاً عند لوحة أخاذة للفنانة «هدى الرويس» صنعتها بطريقة تجريدية مع التأكيد على البعد الشعبي لتفاصيلها، حيث تصور هيئات غائمة نوعاً ما لمغنيات يرفعن الطبول في أيديهن، ويسيطر على اللوحة اللون البنفسجي سيد الأحلام مع اعتناء وافر بالنقوش الشعبية ولا سيما نقشة السدو، حيث أشارت الفنانة بأنها حاولت أن ترصد جميع نقشات السدو في اللوحة مع اختلاف اسمائها التي تكاد تندثر، ووظفت الفنانة طريقة الكولاج في لوحتها حيث صنعت «الطبول» من الجلد بينما هناك قطع من «الخيش» المدخلة باتقان ومهارة لفنانة متمكنة من أدواتها.
وقد وضع فوق اللوحة مبلغ زهيد قد لا يتوازى مع جمالها، ذلك المبلغ الذي أصاب الفنانة بالبؤس فقالت انه لا يساوي ثمن البرواز، ولكن اللجنة المنظمة في جمعية الثقافة والفنون وضعت هذا السعر كيفما اتفق ودون الرجوع إلى الفنانة نفسها.
ولربما لم تكن هذه الشكوى الوحيدة فقد انهمر التذمر من عدد من الفنانات المشاركات سواء من طريقة العرض، أو من لوحاتهن التي تعرض في معارض العالم ويكتشفونها عبر الفضائيات وهن آخر من يعلم، اضافة إلى اختفاء المعلومات تماماً من الكتيب المرفق.
وعلى الرغم من حالة التذمر التي كانت تسيطر على أجواء المعرض إلا أن هذا لم يمنع أن تضيء تلك الليلة الرمضانية، التي تقع على المشارف الأخيرة للوسمي بفراشات اللون، ولغته السحرية الأخاذة.
على كل حال يشكر لجمعية الثقافة والفنون واللجنة المنظمة جهد واضح لا أحد يستطيع انكاره، لكن في نفس الوقت لربما نطالب بالمزيد من الجهد لتلافي بعض الثغرات التي كانت تبرز هنا وهناك.
والمعرض على وجه العموم يحتوي على الكثير من الأعمال الرائعة، والتي تنتمي لمدارس فنية مختلفة ويستحق الزيارة والتأمل، أيضاً الشكر للفنانين المشاركين والجهة المنظمة.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved