أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th December,2001 العدد:10666الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,رمضان 1422

متابعة

وجهة نظر صينية عما يجري في فلسطين
ليس «الإرهاب» سلة يُلقى بها كل شيء
المصادمات الفلسطينية الاسرائيلية في الايام الاخيرة تزداد حدة، وتطور الاوضاع يبتعد عن مسيرة السلام اكثر فأكثر، والجدل حول مسألة «مكافحة الارهاب» يبرز بوضوح اكثر، حيث اعلنت وزارة شارون الاسرائيلية في الرابع من الشهر الجاري بأن السلطة الوطنية الفلسطينية «كيان يدعم الارهاب»، وذهب بها الحد الى محاولة «طرد» ياسر عرفات احد الداعمين الى السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. فما ان صدرت هذه التصريحات حتى احدثت ضجة صاخبة في العالم، يرى الجانب الفلسطيني في إلصاق الحكومة الاسرائيلية لهذه التهم ليس الا لتحطيم حلم السلام. ان تصرفات وزارة شارون هذه تمثل وجهات نظر اليمينيين الاسرائيليين، التي ترى وعود عرفات للسلام كثيرة بينما فعله له قليل وهو المحرك من وراء الستار للارهاب الفلسطيني. ان اختيار الحكومة الاسرائيلية لإلصاق مثل هذه التهم ضد الرئيس عرفات في هذا الوقت الذي ينشغل فيه العالم اجمع بمكافحة الارهاب يهدف الى تنصيب الفلسطينيين «عدواً مشتركا» للعالم، حتى يتسنى لاسرائيل اضفاء الشرعية على اعتداءاتها وكسب تأييد المجتمع الدولي لتصرفاتها ضد الفلسطينيين.
غير ان حسابات الانتهازية الصغيرة في الحكومة الاسرائيلية لم تأت بالنتائج المخطط لها، حيث يرى سواء، المجتمع الدولي او ممثلي الجناح اليساري والوسط داخل اسرائيل في عزم الحكومة الاسرائيلية وتوجهاتها في زج الرئيس عرفات كهدف من اهداف نشاطات ضرب الارهاب ومكافحته خطأ «قاتلا» لحكومة شارون. ان جهاز السلطة الوطنية الفلسطينية، هو منظمة شرعية، وركيزة من الركائز التي تقوم عليها اتفاقيات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وعرفات هو احد مؤسسي عملية السلام في الشرق الاوسط ورمز من رموزها، فأين تضع الحكومة الاسرائيلية بأفعالها هذه قرارات هيئة الامم المتحدة الخاصة بالشرق الاوسط؟ واين تذهب بالاتفاقيات الدولية الموقعة بين الطرفين؟ في الواقع انه لابد من ضرب الارهاب، الا انه لايمكن على الاطلاق ان يتخذ من «الارهاب» كسلة يلقى بها كل شيء، فلا يمكن لاسرائيل الحد من الاعمال الارهابية بالضربات الانتقامية، وعليها، اولا وقبل كل شيء، معرفة وادراك مسببات هذه العمليات الارهابية. وما تؤكد عليه السلطة الوطنية الفلسطينية على الدوام هوضرورة الفصل والتمييز بين النشاطات الارهابية وحركة المقاومة العادلة التي يقوم بها ابناء الشعب الفلسطيني في الارض المحتلة، علاوة على ماقامت به السلطة الفلسطينية من ردود فعل فورية على الاعمال الاخيرةالتي قامت بها حركة حماس اعلان حالة الطوارئ ومنع اعمال العنف والقاء القبض على اكثر من مائة راديكالي وغيرها من الاجراءات. وعلى العكس من ذلك لم تقم اسرائيل بأي عمل تجاوبا مع الاجراءات التي اتخذها الرئيس ياسر عرفات فحسب بل سمحت لنفسها باعتبار جهاز السلطة الوطنية الفلسطينية «كيانا ارهابيا» لإيقاع السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات في موقف حرج وصعب.
جريدة التحرير بكين

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved