أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th December,2001 العدد:10668الطبعةالاولـي الخميس 28 ,رمضان 1422

مقـالات

بوح
ما ذنب هؤلاء البشر؟!
إبراهيم الناصر الحميدان
من يتابع القنوات الفضائية لا بد وأن يصل إلى قناعة مفادها بأن العالم يسير إلى سعير الجنون وتبلد الإحساس ولماذا لا نقول التعطش إلى الفتك والإبادة وكأنما الأرض اشتكت إلى بعض الحكام من تكاثر البشر على سطحها فتولوا غير مشكورين إلى التخفيف من معاناتها بهذه الجحافل الزائدة فصبوا عليهم النيران الفتاكة والقتل الجماعي في العديد من دول العالم بالإضافة إلى التجويع وهدم المنازل والتشرد ولعل مما يدمي القلب بأن أضعف الفئات من الأطفال والنساء والشيوخ هم أكثر تضررا من سواهم.
فهذه الشريحة لا حول لها ولا قوة هي أكثر من يعاني من المصائب والضرر لأنها بصورة عامة لا تقوى أو تجيد الدفاع عن نفسها في البلاد الفقيرة بالذات أو المستهدفة من قوى الشر والعدوان كما هو الحال في وطننا العربي والإسلامي سواء كان في فلسطين المحتلة من الصهاينة الأشرار أو في أماكن أخرى في أفريقيا وآسيا . فها نحن نرى يوميا مئات النساء والأطفال تائهين يتساقطون إعياء في الصحاري والمجاهل في أفريقيا وكذلك أفغانستان حيث يواجهون الموت جوعا بالإضافة إلى ما تمطرهم به الأسلحة الفتاكة من الجو بتلك القنابل العنقودية وسواها التي تنشطر كأحدث ما توصلت إليه مصانع الموت في أمريكا.
انهم ينادون في مجالسهم وندواتهم إلى تحكيم العقل والجلوس إلى الحوار بغية الوصول إلى جسور التلاقي عوضا عن الخلاف الذي يصل إلى توجيه سلاح الفتك وأدوات الدمار والتشريد . غير أنهم ليسوا على قناعة من أنهم سوف يصلون إلى مبتغاهم بوسيلة التفاهم الحضاري تلك لذا فإنهم يبادرون إلى تشجيع مصانع الموت لديهم بتفريغ انتاجها في أجساد هؤلاء البشر المستضعفين لا سيما وقد انسحب من حلبة الصراع ذلك المنافس الذي أخذ يمد يده هو الآخر كأسد من ورق مستعطفا إنهاء مشاكله الاقتصادية بعد أن نخر الفساد في جسده حتى أصيب بالعديد من الأمراض الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية.
إن الشعوب المستضعفة فقدت في ذلك الأسد الورقي من يتظاهر بالوقوف إلى جانبها ليصد اطماع المتوحش الآخر الذي تملك رساميله ومصانعه اليهودية الظالمة بما عرف عنها على مدى التاريخ من جشع وغطرسة وجدت التآلف والانسجام من تلك الأقوام التي جاءت من أنحاء الدنيا بحثا عن الثروة ولا شيء سوى الثروة مهما كان مصدرها لأن اليهود مشردون أيضا في أنحاء الدنيا ويمتلكون الثروات والأطيان وهكذا التقى الجشعان في طريق واحد فلا بد أن يتفقا ما دام الهدف واحداً على السير على ذلك الحقل من ألغام البشر الذين تحتاج الأرض إلى التخفيف من ثقلهم فكانت الأسلحة الفتاكة هي المعين على تحقيق ذلك الهدف بعد أن تضاءل تأثير الضمير الإنساني وتراجع إلى أبعد مدى وحتى الدين لم يعد من يلتفت إليه في حمى الجشع والغطرسة إنها واللّه لمصيبة كبيرة تنهال على الضعفاء من البشر في هذا الزمن القاتم والذين لا يجدون من يدافع عنهم سوى جمعيات ومراكز متهالكة ليس لها أي دور فاعل في خضم هذا البحر المتلاطم من المتوحشين الذين لا يهمهم سوى تنفيذ مخططاتهم العدوانية ومصالحهم القريبة والبعيدة على أرتال الأجساد والجماجم البشرية تحت شعار إن لم تكن ذئبا أكلتك الضباع .. فاللهم الطف بعبادك المستضعفين وخاصة أشقاءنا المسلمين في شتى بقاع الأرض ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم.
للمراسلة ص ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved