أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th December,2001 العدد:10668الطبعةالاولـي الخميس 28 ,رمضان 1422

الاقتصادية

في الاقتصاد
رخص الأخلاق
د. سامي الغمري
عندما نتأمل الفوارق المادية والمعنوية بين اليوم والأمس نجد أن المسألة ليست كما كان يخبرنا اجدادنا «تغمدهم الله بواسع رحمته» في بعض أحاديثهم الودية عن كيف كانت الأسعار رخيصة حينها لمشترياتهم ولكن المسألة تبدو الآن في رخص الأخلاق ورخص في التعامل بالمقارنة.
اليوم نرى تدهور الأخلاق والقيم في الأعمال التجارية كما نرى تدنياً في العلاقات الحميدة بين الرئيس والمرؤوس في العمل. تدهورت الأخلاق وتغيرت المفاهيم فيها أصبحت الأمانة والاخلاص منهجا ساذجاً لا يمكن الاعتماد عليه لعالم تجاري، القوي يأكل فيه الضعيف. وأصبحت أساليب الخداع والاحتيال أساليب العصر الرسمالي يفترض على المضارب والمتعامل بالبورصات مثلاً أن يعرف من أين تؤكل الكتف. فما الذي حدث بالضبط وعلى من يقع اللوم والتقصير ثم ما هي الحلول المناسبة لعلاج هذا التدهور الأخلاقي بين فئات العمل؟.
قد لا نمتلك الاجابة الشافية الأكيدة على الأسئلة السابقة ولكن يمكن أن نتناول تلك السلوكيات السلبية بالمناقشة. ففي معظم الشركات محلية كانت أو خارجية تظهر عليها أعراض الاصابة بالأمراض السلوكية والأزمات الأخلاقية فيها بين الحين والآخر، فالخداع وعدم الأمانة من أخطر الرذائل الاخلاقية في محيط العمل وهما لا يؤديان إلى انعدام الثقة في الشركة فحسب بل إلى عدم احترام الموظفين لها. فهناك شركات اصبحت فيها العمليات الانتاجية تستغرق وقتاً أطول وبجودة أقل عما عرفته من قبل وهناك شركات تحدث فيها حالات اختفاء الأدوات المكتبية والسرقات العينية والاختلاسات المالية لها وبطرق ذكية يصعب اكتشاف أو المسك بفاعليها عادة. ويتبع هذا بطبيعته حالات مرضية اخلاقية مصاحبة مثل اللامبالاة والاهمال والخلافات والتكتلات بين الموظفين حينها ينشغل الكثير منهم في الصراعات تاركين العمل والانتاج جانباً فيها يفقد الموظفون روح الحماس فيمضي وقت الدوام في مطالعة الصحف المحلية أمام أعين المراجعين دون أدنى حرج أو مسؤولية من البعض متجاهلين تماماً أن الشركة لم تكن لتوظفهم أساساً من أجل تقليب الصحف وقراءة عناوين الأخبار المحلية والعالمية في مبانيها بل من أجل خدمة المراجعين وزيادة ربح الشركة بهم. انها جميعاً أعراض تؤدي إلى تدهور حجم المبيعات وتقلص الارباح في الشركة، وعلى النقيض من ذلك فعندما تترسخ قواعد الثقة والكرم في بيئة العمل فان النتائج تكون ايجابية وسريعة مؤدية إلى زيادة الحرص في انتماء الموظفين للشركة فيما تختفي تدهور الاخلاقيات والصراعات بين الموظفين وينصب اهتمامهم على العمل والانجاز. وقد يظن كثير من مديري الشركات ان اكرام الموظفين مكلف مالياً. لكن الحقيقة أن هناك أنواعاً متعددة من الكرم غير مكلفة البتة. وللمديرين في إكرام الموظفين مذاهب قد تتنوع وتعدد ولكن نتائجها النهائية على الشركة فهي رائعة ومربحة. ولعل من أهمها الحد من سلبيات موظفيها. ويمكن للمديرين اكرام الموظف بأن يكون في زيادة المصروفات النثرية مع بقاء المرتبات ثابتة دون تغيير يذكر. والمصروفات النثرية التي يمكن للشركات الاكثار تضمن مثل السلفيات الحسنة والهدايا الموسمية والجوائز التشجيعية والاجازات السنوية والمكافآت والكلم الطيب والاطراء ولهم ايضاً ربط الكرم بانتاجية وعطاء الموظف وهنا تصبح المسألة أقرب الى المكافأة على حسن الاداء مع فتح الباب على مصراعية أمام كل الموظفين للحصول على نفس المكافآت في حالة تحسن ادائهم. وهؤلاء هم أفضل المديرين لانهم يكافئون الموظف بجزء من انتاجيته وهنا تتحول بنية العمل الى ان كسب الموظف يعني بالضرورة كسبا للشركة. وبذلك تعود الاخلاقيات الجيدة الى الظهور بين صفوف الموظفين وتبدأ حالات التعاون والتفاهم البناء بينهم وتختفي الحالات المرضية السابقة الذكر.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved