أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th December,2001 العدد:10668الطبعةالاولـي الخميس 28 ,رمضان 1422

محليــات

بعد أن عاش 20 عاماً كأنثى.. ودرس وسط الفتيات
تخصصي الرياض ينجح في تعديل خلل جنسي لشاب سعودي
* كتب صالح الفالح:
عندما دخل علي والدي وأنا أرتدي ملابس فتى وأشاهد أحد برامج القنوات الفضائية نهرني بحدة.. متهماً القناة التلفزيونية ببرامجها المثيرة في التسبب بإصابتي بلوثة في العقل وأنها وراء عملية غسيل مخ منظم لي جعلني أغرد خارج السرب.. هكذا استهل الشاب حكايته المثيرة والذي كان يعيش وعلى مدى عشرين عاماً كأنثى الذي يؤكد للجالس أمامه مدى الحضور الذهني العالي الذي يتميز به هذا الفتى والذي كاد يعيش طوال عمره كأنثى رغم ذكوريته بسبب عدم وعي والديه بداية..وخوفهم من المجهول والعيب الاجتماعي في سنوات متأخرة!!.. لكنه كان يشعر بذكوريته رغم أنه عاش بين النساء عشرين عاماً ودرس وسط الفتيات حتى أنهى تعليمه الابتدائي وطرد من المدرسة بعد أن تجاوز حدود السلوكيات.
وهنا يصف الشاب (ف. ب) الذي أجرى عملية بيروقراطية لنزع اسمه الأنثوي من خلال تعديل جنسه واسمه في السجلات المدنية، قبل أن تجرى له عملية جراحية ناجحة لتعديل العيب الخلقي لأعضائه التناسلية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ظروف ولادته التي تمت في المنزل وشهدتها احدى المناطق الريفية السعودية قبل عشرين عاماً وكانت تحت اشراف جدته التي أكدت بأنه أنثى، ولم يكن لوالدته ذات الأربعة عشر ربيعاً حينذاك، والتي لم تحظ بتعليم مدرسي، من خيار، سوى رعايته طوال تلك السنين ومعاملته كأنثى والقبول بالأمر الواقع والقدر المحتوم رغم ما كانت تسمعه من بعض قريباتها وجاراتها بأن ابنتها قد تكون ذكراً نتيجة ملاحظاتهم للتكوين الجسماني وخشونة الصوت خصوصاً بعد بلوغه الثالثة عشرة ومكاشفات (الأنثى الفتى) لوالدته بين الحين والآخر باحساسه القوي أنه ذكر.
ويضيف الشاب سرد قصته المثيرة قائلاً: إنني لم أكن أشارك النساء الرقص في حفلات الزواج وكنت أمتنع بشدة عندما يطلب مني ذلك بل انني لم أكن أضع المكياج إلا ما يدفع عني الحرج ورفضت شاباً تقدم لخطبتي، وكانت أختي التي تصغرني بعامين تفعل ذلك كأي فتاة وهي التي دفعتني بقوة وساندتني للذهاب للمستشفى واجراء الفحوصات المطلوبة التي ثبت من خلالها ذكوريتي لأنها كانت على يقين بأنني لا أنتمي لجنسها» هكذا وصف الشاب أحد جوانب حياته المثيرة قبل انتهاء سيناريو معاناته التي كان يعيشها الدكتور بسام صالح بن عباس، استشاري الغدد الصماء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ورئيس البرنامج الوطني السعودي للكشف المبكر وعلاج العيوب الخلقية للأعضاء التناسلية لدى المواليد وصف هذه الحالة، بأنها من الحالات المرتفعة نسبياً في أوساط المجتمعات العربية، بسبب الوراثة وزواج الأقارب، على الرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة، مشيراً إلى أن إحدي الدراسات المحلية دلت على أن نسبة أمراض الغدة الكظرية المسببة لتشوهات الأعضاء التناسلية بلغت حالة واحدة لكل (5000) شخص، بينما بلغت حالات الاحالة للمستشفى التخصصي حوالي 70 حالة خلال الثلاث سنوات الماضية، مؤكداً في هذا الصدد، أن عدد الحالات غير المكتشفة يتجاوز ذلك العدد بمراحل عازياً ذلك لجملة من الأسباب من بينها عدم قيام بعض أطباء الأطفال في بعض المستشفيات بالفحص السريري للتأكد من سلامة الأعضاء التناسلية لمرضاهم والاكتفاء فقط، باعطاء التطعيمات الإلزامية، رغم أهميتها بطبيعة الحال وجهل بعض الأسر وترددهم في المبادرة بعرض أبنائهم على المتخصصين.
وبين الدكتور ابن عباس أن هذه الحالة المرضية حدثت بسبب خلل في مستقبلات الهرمون الذكري الذي أدى إلى أن تكون الأعضاء التناسلية لهذا الشاب شبه أنثوية بينما كروموزوماته ذكرية ولديه خصيتان معلقتان في البطن وليس لديه رحم. وعن دور البرنامج الوطني لعلاج العيوب الخلقية للأعضاء التناسلية في محاصرة هذه المشكلة أوضح ابن عباس أن البرنامج الوطني يعنى بزيادة وعي الأطباء وطاقم التمريض بهذه المشكلة وذلك عن طريق عقد الندوات والمؤتمرات الطبية كما يوفر هذا البرنامج امكانية اجراء التحليلات اللازمة من قبل أطباء الأطفال في مستشفيات المملكة المختلفة وارسالها لمستشفى الملك فيصل التخصصي الذي بدوره يوفر نتائج تلك التحاليل والعلاج والاستشارة المجانية سواء هاتفياً أو عن طريق تقنية الطب الاتصالي المتوفرة بالمستشفى أو من خلال الانترنت. وعن مستقبل هؤلاء المرضى من الناحيتين النفسية والفزيولوجية أكد الدكتور ابن عباس ان العديد من هؤلاء المرضى قد استطاعوا الزواج والانجاب دون عوائق تذكر مستدركاً أن هذه المسائل تعتمد على عدد من العوامل من بينها درجة العيب الخلقي ومسبباته ونجاح عملية تعديل الخلل العضوي والاستعداد النفسي لدى المريض لتقبل الوضع الجديد، مضيفاً أن هؤلاء المرضى يحظون بمتابعة طبية من فريق متعدد الاختصاصات يشمل استشاري طب نفسي وأخصائية اجتماعية اضافة لطبيب هرمونات وجراح المسالك البولية.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved